يســــــــ يهوه ـــــــــوع العهد القديم |
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
الباب الرابع الابن ليس هو ميخائيل رئيس الملائكة ولا غيره من الملائكة الفصل الأول الابن ليس هو ميخائيل رئيس الملائكة يقول المدعون بأنهم شهود يهوه إن الابن هو الملاك ميخائيل (راجع كتابهم المسمى الحق يحرركم ص 50) ورداً علي ذلك نقول، أنه ثابت من كل ما فات أن الابن الوحيد، ما دام هو يهوه بأسمائه وأوصافه وأفعاله، فلا يمكن أن يكون هو الملاك ميخائيل، ويدل علي ذلك أيضاً ما يأتي: أولاً – قيل عن الملاك ميخائيل « وأمّا ميخائيل رئيس الملائكة، فلمّا خاصم إبليس محاجاً عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم افتراءٍ، بل قال: لينتهرك الرب! » (يهوذا 9). أمّا « الابن الوحيد » فكان « بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه » (مرقس 27:1) بل وأيضاً « دعا تلاميذه وأعطاهم سلطاناً علي أرواح نجسة حتى يخرجوها » (متى 1:10) ومن ثم قال له بعضهم « يارب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك! ». فقال لهم: « رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء » (لوقا 17:10-19) وعليه فالملاك ميخائيل الذي لم يكن له أي سلطان علي الشيطان لا يمكن أن يكون هو الابن الوحيد الذي له كل السلطان الشخصي علي الشيطان، بل ومانح حق وقوة ممارسة هذا السلطان لتلاميذه ثانياً – قيل عن الملاك ميخائيل « ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين » (دانيآل 13:10) أمّا « الابن الوحيد » فكما قيل عنه في التوراة « المسيح الرئيس » (دانيآل 25:9) بأل التعريف أي الرئيس الوحيد أو الرئيس الأعلى الذي لا رئيس فوقه بل الكل دونه، قيل عنه في الإنجيل « ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب » (لوقا 11:2) بأل التعريف أي الرب الوحيد أو الأعلى الذي الكل دونه. ومن ثم يستحيل للملاك ميخائيل، ولو أنه واحد من الرؤساء الملائكيين الأولين، أن يكون هو نفسه « الابن الوحيد » الذي هو « إله الآلهة ورب الأرباب » (تثنية 17:10، رؤيا 14:17) ثالثاً – قيل عن الملاك ميخائيل لدانيآل النبي « ميخائيل رئيسكم » (دانيآل 21:10) أي الرئيس الملائكي المقام من الله لخدمة بعض الشئون الزمنية الخاصة ببني إسرائيل فقط، الذين هم شعب دانيآل الإسرائيلي المخاطب كما قيل عنه أيضاً « ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك » (دانيآل 1:12). أمّا « الابن الوحيد » فهو المخلص للكل والملك العتيد علي الكل. ولذلك كما قيل عن يهوه في التوراة « بنو البشر » وليس فقط بنو إسرائيل « في ظل جناحيك يحتمون » (مزمور 7:36) قيل عن الابن في الإنجيل أنه لم يبذل نفسه عن « الأمة » أي الأمة الإسرائيلية « فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين (في كل الأمم) إلى واحد » (يوحنا 52:11)، وأنه الذي بذل نفسه، كإنسان « فدية لأجل الجميع » (تيموثاوس الأولى 6:2) وأنه « حمل الله الذي يرفع خطية العالم » (يوحنا 29:1) وأنه « مخلص العالم » (يوحنا 42:4). لذلك في شكر المخلصين له في السماء يعلنون أنهم « من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة » (رؤيا 9:5) ومن ثم فمن المحال للملاك ميخائيل، الرئيس للأمة الإسرائيلية فقط وفي بعض الشئون الزمنية فقط، أن يكون هو « الابن الوحيد » المدفوع ليده كل سلطان في السماء وعلى الأرض والموجود مع كل المؤمنين كل الأيام إلى انقضاء الدهر (متى 18:28-20) رابعاً – قيل عن الملاك ميخائيل، بعد الاختطاف « وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين » (رؤيا 7:12) أمّا « الابن الوحيد » فكان الوحي في نفس الفصل، قد سبق وقال عنه « واختطف ولدها » أي الابن المتجسد بعد موته وقيامته « إلى الله وإلى عرشه » (رؤيا 5:12). لذلك قيل عن العرش أنه « عرش الله والخروف » (رؤيا 3:22)، فبينما كان « الابن الوحيد » جالساً علي العرش الإلهي كان الملاك ميخائيل واقفاً أمام الله والخروف، محارباً إبليس وملائكته. فمن المحال للملاك ميخائيل الجندي المحارب أن يكون هو « الابن الوحيد » الجالس في ذات الوقت مع الله أبيه في عرشه الإلهي. خامساً – إنه في كل مرة ذُكر فيها الملاك ميخائيل لم يُذكر عنه قط أنه يهوه أو ياه أو أهيه، ولم يوصف قط بالأوصاف الإلهية، أوصاف عدم المحدودية في الوجود والقدرة والعلم وغير ذلك، ولم ينسب إليه أي عمل إلهي كالخلق أو العناية أو الفداء أو القضاء أو المُلك. أمّا الابن الوحيد قبل تجسده وفي ظهوره في صورة ملاك، بل وفي تكلمه بلغة ملاك في قوله للشيطان « لينتهرك الرب (يهوه) يا شيطان » (زكريا 2:3) كشخصية مميزة عن الآب، ذُكر له اسمه الإلهي الخاص « يهوه ». وقد مر بنا أيضاً ما اتصف به الابن من الصفات الإلهية، وما قام به من الأعمال الإلهية مما يدل علي أنه يهوه بذاته كالآب وكالروح القدس، وواحد معهما كيهوه الواحد الذي لا ثاني له. الفصل الثاني الابن ليس ملاكاً من الملائكة كما هو ثابت وواضح من الكتاب أن الابن هو يهوه وليس هو الملاك ميخائيل كذلك ثابت وواضح بالتبعية أنه ليس ملاكاً من الملائكة. ويدل علي ذلك ما يأتي: أولاً – الملائكة، ومن ضمنهم الملاك ميخائيل وكلهم أبناء لله مخلوقون لا يقال قط عن أي واحد منهم بمفرده، لا ميخائيل ولا غيره، أنه « ابن الله » أو « الابن » أو « الابن الواحد » أو « الوحيد » أو « الحبيب » بل يقال عنهم جميعاً في جملتهم أنهم « بنو الله » (أيوب 6:1، 1:2، 7:38) مما يدل علي أنه ليس منهم من يتميز عن غيره، في بنوته. ولكن متى أُشير إلى واحد منهم بمفرده فلا يُشار إليه أبداً كابن بل كعبد كما قال الملاك ليوحنا الرائي « أنا عبد معك » (رؤيا 10:19) ومن ثم نراه يميز عن كل ذوى بنوة مشتركة. عن الملائكة كأبناء الله في خلقهم أرواحاً بلا أجساد (عبرانيين 7:1و14، 9:12، أيوب 6:1، 1:2، 7:38)، وعن البشر كأبناء لله في خلقهم بأرواح لابسة أجساداً (تكوين 26:1، 7:2، إشعياء 5:42، 16:57، زكريا 1:12، كورنثوس الأولى 11:2، عبرانيين 9:12، أعمال 28:17و29)، وعن القضاة كأبناء الله في تمثيلهم إياه كالله الروح الحاكم على الكل أو في كونهم أداته الظاهرة في إجراء أحكامه (أمثال 15:8و16، مزمور 6:82و7)، وعن المؤمنين كأبناء الله في خلقهم خليقة جديدة بطبيعة روحية طاهرة وُلدوا بها من الله (غلاطية 26:3، يوحنا 6:3). ولذلك قيل عن ابن الله الوحيد « الله، بعدما كلم الآباء بالأنبياء…كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه…الذي…بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم » (عبرانيين 1:1-4). وهنا يميزه الرسول عن الملائكة وعن الأنبياء وعن الآباء. ثانياً – قيل عن الابن « الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً للّه. لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد » (فيلبي 6:2و7) فلو كان الابن ملاكاً لما قيل عنه « آخذاً صورة عبد » لأن الملاك أصلاً عبد لله كما قال الملاك للرائي « أنا عبد معك » (رؤيا 10:19) وكيف يمكن أن يقال عن الملاك الذي كان أصلاً عبداً لله أنه أخذ صورة عبد لله؟ أمّا الابن فاتخاذه بالتجسد صورة عبد لله يدل قطعاً علي أنه أصلاً لم يكن عبداً. فماذا كان، إذن؟ كان هو الله سيد الكون حتماً. ثم أن قول الرسول أيضاً عن الابن أنه « وضع نفسه وأطاع » (فيلبي 8:2) يدل علي أنه لم يكن في مركز من يطيع بل في مركز من يُطاع، أي لم يكن عبداً لله يطيع لله بل كان هو ذات الله الذي تطيعه العبيد. ومن ثم، لكي يطيع، كان الآب أن يضع نفسه إلى مركز العبد الذي يطيع رغم أنه في ذات الوقت هو الرب الإله صاحب المقام الرفيع كما قيل « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره » (كورنثوس الثانية 9:8) ثالثاً – قيل عنه « فإنه لملائكة لم يخضع » الآب « العالم العتيد الذي نتكلم عنه » (عبرانيين 5:2) وباقي الكلام لغاية ع9 يبين أنه إنما أخضعه للابن وهذا واضح منه كل الوضوح أن الابن غير الملائكة في الشخصية وفي الامتياز. فهم لم يُخضع لهم العالم العتيد، أمّا هو، فبعد تجديد العالم، سيكون كإنسان صاحب السيادة عليه من الأزل وإلى الأبد رابعاً – في الأصحاح الأول من الرسالة إلى العبرانيين تعمل مباينة مباشرة بين الابن والملائكة واضح الغرض منها كل الوضوح أنه البرهنة علي أن الابن أصلاً قبل تجسده لم يكن ملاكاً بل الله نفسه كالآب تماماً. فيقال « الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً » قبل تجسده كابنه منذ الأزل « عمل العالمين » الأمر الذي يتطلب القدرة علي كل شيء والوجود في كل الوجود في كل وقت. وهذا خارج حدود طاقة الملائكة، ومن اختصاصات ومميزات الله وحده. كما أنه يدل بالتبعية علي أنه ليس من العالمين لأنه هو الذي عملها « الذي، وهو بهاء مجده » أي في ذاته أزلياً « ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء » أي كل الكون بما حوى مما ينفى أنه كان ملاكاً لأن الملاك مهما كان مقتدراً فهو ليس قادراً علي كل شيء ليحمل كل شيء وليس موجوداً في كل الوجود ليصون الوجود « بكلمة قدرته » وهذا من شأن الله وحده « بعدما صنع بنفسه » أي رغم عظمة شخصه الإلهي « تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من الملائكة » وهذا يدل علي أنه ليس منهم لأن الرسول لم يقل عنه أعظم من غيره من الملائكة. « بمقدار ما ورث » كالإنسان المقام طبعاً « اسماً أفضل منهم » اعترافاً له من الله أبيه بأنه أصلاً ليس منهم. |
المقدمة ، افتتاحية هامة، الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، 3-2 ، 3-3 ، 3-4 ، 3-5 ، 3-6 ، 3-7 ، 3-8 ، 3-9 ، 3-10، 3-11 ، 3-12 ، 3-13 ، 3-14 ، 3-15 ، 3-16 ، 3-17 ، 3-18، الباب الرابع ، الباب الخامس ، الخاتمة.
جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.