لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

يســــــــ يهوه ـــــــــوع

العهد القديم

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».

الباب الثالث

الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد

الفصل الخامس عشر

إشعياء 1:6-10

الأقانيم كالله الواحد معبوداً على عرشه

يقول إشعياء النبي في التوراة رأيت السيد (أدوناي) جالساً على كرسي عال ومرتفع…السرافيم واقفون فوقه (أي في ركابه كالمظلات الملكية على العرش)…وهذا نادى ذاك وقال: « قدوس، قدوس، قدوس رب (يهوه) الجنود. مجده ملء كل الأرض ». …فقلت: « ويل لي! إني هلكت،…لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب (يهوه) الجنود ». …ثم سمعت صوت السيد (أدوناي) قائلاً: « من أُرسل؟ ومن يذهب من أجلنا؟ ». فقلت: « هأنذا أرسلني ». فقال: « اذهب وقل لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً ولا تفهموا، وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا. غلَّظ قلب هذا الشعب…الخ » (إشعياء 1:6-10) وفي الإنجيل يقول يوحنا الرسول عن الابن « ومع أنه كان قد صنع أمامهم » أي أمام اليهود « آيات هذا عددها، لم يؤمنوا به، لأن إشعياء قال…أعمى عيونهم، وأغلظ قلوبهم…قال إشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه » (يوحنا 35:12-43) وهنا واضح كل الوضوح أن ضمير الغائب في كلمتي « مجده وعنه » راجع مباشرة وبكيفية صريحة إلى الابن الذي هو السيد الرب (أدوناي يهوه) الذي رأى إشعياء مجده وتكلم عنه.

فالابن الذي يتكلم عنه يوحنا هو يهوه، رب المجد، الذي رأى إشعياء مجده. ولذلك قيل عنه أيضاً في الإنجيل « والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده » (يوحنا 14:1) وقال لوقا عن رسله الذين رأوه على الجبل في تجليه « فلمّا استيقظوا رأوا مجده » (لوقا 32:9) وقال هو لتلميذي عمواس بعد قيامته « أمّا كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟ » (لوقا 25:24و26).

وكما قيل ليهوه في التوراة عن أورشليم « كرسي مجدك » (إرميا 21:14) قال الابن في الإنجيل عن نفسه « ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده » (متى 31:25).

وكما قيل في التوراة عن مُلك يهوه في أورشليم « إذا بنى الرب (يهوه) صهيون يُرى بمجده » (مزمور 16:102) وأيضاً « ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن، وارفعنها أيتها الأبواب الدهريات، فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ رب (يهوه) الجنود هو ملك المجد » (مزمور 9:24و10) قيل عن الابن في ذلك المُلك « ومتى جاء ابن الإنسان في مجده…يجلس على كرسي مجده…ثم يقول الملك الخ…فيجيب الملك ويقول الخ… » (متى 31:25-40) فهو، بلا شك، يهوه ملك المجد. وهذا ليس استنتاجاً بل هو إعلان الروح القدس في قوله عن غلطة اليهود في صلبهم إياه أنهم « لو عرفوا لما صلبوا رب المجد » (كورنثوس الأولى 8:2) فهو يهوه وملك المجد ورب المجد (يعقوب 1:2) لذلك لم يقل الكتاب عن موسى وإيليا أنهما ظهرا بمجدهما كما قال عنه بمجده بل قال فقط « بمجد » (لوقا 31:9) ولم يقل عنا تظهرون أنتم أيضاً معه في مجدكم كما قال عنه « بمجده » بل قال فقط « في المجد » (كولوسي 4:3) لأن المجد مجده وليس مجدنا ولا مجد موسى أو إيليا.

ولا يخفى أن الآب لأنه الله سُمي « أبو المجد » (أفسس 17:1) والروح القدس أيضاً لأنه الله سُمي « روح المجد » (بطرس الأولى 14:4) ومن ثم، فلأن الابن أيضاً هو الله سُمي « رب المجد » (كورنثوس الأولى 8:2) لذلك قيل عن المجد أنه « مجده »، ولأنه « إله المجد » (أعمال 2:7) و« رب المجد » (كورنثوس الأولى 8:2) و« ملك المجد » (مزمور 9:24و10) قيل عنه كيهوه في التوراة « الملك رب (يهوه) الجنود » (إشعياء 5:6) و« الملك الرب (يهوه) » (مزمور 6:98) وقيل عنه كالابن في الإنجيل « المسيح (أي الملك) الرب » (لوقا 11:2) وأن الآب « نقلنا إلى ملكوت ابن محبته » (كورنثوس الأولى 13:1)

ولأنه يهوه كالآب تماماً لذلك مُلكه مُلك أبدى. وعليه كما قيل عنه كيهوه الملك في التوراة « كرسيك يا ألله (إيلوهيم) إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب مُلكك…من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد » (مزمور 6:45و17) أيضاً « أمّا أنت يارب (يهوه) فإلى الدهر جالس، وذكرك إلى دور فدور » (مزمور 12:102) وأيضاً « الرب (يهوه) في السماوات ثبَّت كرسيه، ومملكته على الكل تسود » (مزمور 19:103) قيل عنه كالابن الملك في الإنجيل « كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة، قضيب مُلكك » (عبرانيين 8:1) وأيضاً « ويعطيه » كإنسان « الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية » (لوقا 32:1و33). وقيل في التوراة « سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول، وملكوته ما لن ينقرض » (دانيآل 14:7) وقيل في الإنجيل « وسيملكون » أي المؤمنون « معه ألف سنة » و« إلى أبد الآبدين » (رؤيا 6:20 مع 5:22) وقوله « سيملكون معه » يدل على أنه صاحب المُلك الأصلي وليسوا هم إلا شركاءه فيه من مجرد فضله عليهم.

واضح، إذن، أن يهوه الذي رأى إشعياء مجده هو الابن ظاهراً له كالملك الديان. ثم نلاحظ أن السيد الجالس على الكرسي العالي والمرتفع يقول « مَن أُرسل؟ » بصيغة المفرد، إعلاناً لوحدانية الله، ثم يقول « ومَن يذهب لأجلنا؟ » بصيغة الجمع إعلاناً لتثليث الأقانيم. ولذلك أيضاً نجد الملائكة السرافيم يقدمون سجودهم للثالوث الأقدس في قول كل منهم للآخر « قدوس، قدوس، قدوس » مكررين هذه الكلمة « قدوس » ثلاثاً لا أكثر ولا أقل إعلاناً لتثليث الأقانيم في حين يردفون ذلك بالقول « رب (يهوه) الجنود. مجده ملء كل الأرض » بصيغة المفرد إعلاناً لوحدانية الله.

بل والإنجيل يقدم لنا الثالوث الأقدس إلهنا الواحد معبوداً في السماء بعبارة ولو أنها رمزية إلا أنها مفصلة وأوضح من عبارة التوراة. فيقول الرائي في رؤيا 4و5 « وللوقت صرت في الروح، وإذا عرش موضوع في السماء، وعلى العرش جالس » (رؤيا 2:4) هو الله الواحد المثلث الأقانيم .

« وحول العرش أربعة وعشرون عرشاً. ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخاً جالسين » وهم جمهور المفديين بعد اختطافهم إلى السماء.

« …وأمام العرش سبعة مصابيح نار متّقدة، هي سبعة أرواح الله » كناية مجازية عن الروح القدس في كمال عمله في القضاء.

« …وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات » أو كائنات حية « والأربعة الحيوانات…لا تزال نهاراً وليلاً قائلةً: قدوس، قدوس، قدوس » ثلاثاً لا أكثر ولا أقل.

« الرب الإله القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي » (رؤيا 8:4) « ورأيت فإذا في وسط العرش…خروف » هو الابن المتجسد منظوراً كإنسان بجسده الممجد في عرش الله في السماء.

« قائم كأنه مذبوح » أو ظاهر في جسده الممجد سمات موته فوق الصليب

« وله سبعة قرون » رمز القوة وعدد سبعة رمز الكمال. والكمال المطلق من شأن الله. فهو الله الكلى القدرة في القضاء على أعدائه.

« وسبع أعين » أي أنه الله الكلى الحكمة في قضائه.

« هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض » كناية عن الروح القدس كروحه هو في كمال عمله في القضاء كما في الفداء.

« فأتى » أي الابن في صورته الظاهرة بالجسد في المجد كابن الإنسان « وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش » أي سفر الدينونة.

ولمّا أخذ السفر خرّت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخاً أمام الخروف، ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين. وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين (للابن): « مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذُبحت واشتريتنا… ». ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين…قائلين بصوت عظيم: « مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة! ». وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على البحر، كل ما فيها، سمعتها قائلة: « للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين » (رؤيا 2:4-8، 6:5-14) لقد كان السجود « للجالس على العرش » أي لله الواحد المثلث الأقانيم، ولكنه كان أيضاً « للخروف » إقراراً بأنه أحد أقانيم الله الواحد المستحق السجود له رغم ظهوره للعيان في وسط العرش كالإنسان الذبيح. ومما يدل على أن السجود كان للأقانيم الثلاثة كالله الواحد تكرير الكاروبيم لتسبحة « قدوس » ثلاثاً لا أكثر ولا أقل. ولكن للدلالة أيضاً على وحدانية الثلاثة كالله الواحد الذي لا ثاني له ولا شبيه ولا شريك قول الرائي بعد ذلك « والشيوخ الأربعة والعشرون خرّوا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين » (رؤيا 14:5) ولم يقل للأحياء. لأن الله الحي واحد وإن كان ثلاثة أقانيم.

وكما قدم السجود للابن من الشيوخ هنا في قولهم له بالذات « لأنك ذُبحت واشتريتنا لله » أي للآب « بدمك…وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة » (رؤيا 8:5-10) قيل عنهم أيضاً « سيكونون كهنة لله والمسيح » (رؤيا 6:20) أي كما يكهنون لله يكهنون للمسيح أو كما يسجدون للآب لأنه الله المستحق العبادة وحده كذلك يسجدون للابن لأنه أيضاً الله المستحق العبادة وحده. وكذلك كما قيل « الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا » (رؤيا 1:19) قيل أيضاً « مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة! » (رؤيا 12:5) كما قيل أيضاً « للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين » (عدد 13)

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

المقدمة ، افتتاحية هامة، الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، 3-2 ، 3-3 ، 3-4 ، 3-5 ، 3-6 ، 3-7 ، 3-8 ، 3-9 ، 3-10، 3-11 ، 3-12 ، 3-13 ، 3-14 ، 3-15 ، 3-16 ، 3-17 ، 3-18، الباب الرابع ، الباب الخامس ، الخاتمة.

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.