يســــــــ يهوه ـــــــــوع العهد القديم |
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
الباب الثالث الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد الفصل الحادي عشر هوشع 2:1و7 الأقانيم كالله الواحد في الخلاص جاء في التوراة أيضاً « وقال الرب (يهوه) لهوشع…وأمّا بيت يهوذا فأرحمهم وأُخلصهم بالرب إلههم (يهوه إيلوهيم) » (هوشع 2:1و7). وهنا نرى « الرب (يهوه) » يعد أنه يخلص الشعب بواسطة « الرب إلههم (يهوه إيلوهيم) » وفي الإنجيل يقول الرسول بطرس عن الابن « ليس بأحد غيره الخلاص » (أعمال 12:4) ويقول عنه الملاك الذي بشر الرعاة في مسارح يهوذا « وُلد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب » (لوقا 11:2). إذن، فالآب هو « الرب (يهوه) » والابن هو « الرب الإله (يهوه إيلوهيم) » الذي لا مخلص غيره، والذي وُلد للخلاص وأُعلن عنه أنه « الرب » ولذلك أيضاً يقول إشعياء النبي عن ولادته لأجل الخلاص « ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل » (إشعياء 14:7) وكلمة « عمانوئيل » كلمة عبرانية معناها « معنا الله » أو « الله معنا » يعنى رفيقنا ومعيننا. ويقول إشعياء أيضاً « يندفق » أي ملك أشور كنهر في طغيانه عليهم « …. يفيض ويعبر. يبلغ العنق. ويكون بسط جناحيه ملء عرض بلادك يا عمانوئيل » (إشعياء 8:8). وعمانوئيل هو اسم ابن العذراء. ويخاطبه هنا باعتباره الله إله البلاد والملك، ملك البلاد ثم يقول « هيجوا أيها الشعوب وانكسروا، …لأن الله معنا » (إشعياء 9:8و10) وهنا يخصص الكلمة « عمانوئيل » رفيق شعبه ومخلصهم الذي معه لا يغلبون. وفي الإنجيل يقول جبرائيل الملاك ليوسف خطيب العذراء عن ولادة الابن منها « فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع » وهذه الكلمة مكونة من مقطعين هما « ياه » وهو مختصر اسم الجلالة العبراني « يهوه » المترجم في التوراة العربية « الرب » ومعناه الحرفي مر بنا كثيراً وهو « الكائن » و« يسوع » ومعناه « مخلص ». فيكون مجمل معنى الكلمة « الكائن المخلص » وتابع الملاك كلامه ليوسف فقال « لأنه يخلص شعبه من خطاياهم » وهذا من أقطع الأدلة على أن المولود ليس مخلوقاً ملائكياً أو مولوداً ملكياً يحمل أسماء الله التي هي « يسوع وعمانوئيل » بل هو ذات الله مخلص شعبه من خطاياهم لأن المخلوق ملاكاً كان أو ملكاً يخلص الشعب فقط من أعدائهم ولكنه لا يخلصهم من خطاياهم أمّا المدعون أنهم شهود يهوه فيقولون (أنه كان عمانوئيل بمعنى نائب الله وخادمه وهكذا كان هو يهوه تمثيلياً. كتابهم المسمى الحق يحرركم ص 250) أمّا نحن فنقول أنه ما دام « يسوع » و« عمانوئيل » يخلص شعبه من خطاياهم فيكون هو ذات (الله) يهوه بأسمائه وأعماله. ولكنه تجسد ليتمم الخلاص بموته بطبيعته الإنسانية. ولذلك كما يقول هو في التوراة « أنا هو (أهيه). قبلي لم يصور إله (إيل) وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب (يهوه)، وليس غيري مخلص » (إشعياء 10:43و11) ويقول عنه الملاك المبشر للرعاة « وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب » (لوقا 11:2) وقال عنه رسوله بطرس « الرب والمخلص يسوع المسيح » (بطرس الثانية 20:2) و« الرب الذي اشتراهم » (بطرس الثانية 1:2) « وليس بأحد غيره الخلاص » (أعمال 12:4) ويقول أيضاً إشعياء عن ولاته « لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد » (إشعياء 6:9و7) ويطبق الملاك جبرائيل هذه النبوة على الابن في ولادته من العذراء بقوله لها « وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً، وابن العلي يُدعى » كملك متبني في الملك الألفي مرموزاً إليه بسليمان بن داود. قابل صموئيل الثانية 14:7 « ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه » أبيه حسب الجسد « ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية » (لوقا 31:1-33) ولمّا سألت العذراء « كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلاً؟ » (لوقا 34:1) أجابها الملاك قائلاً « الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله » (لوقا 35:1) ولنعمل مقابلة بين ما قاله الأنبياء والملائكة عنه كالله في ولادته بالجسد كإنسان من العذراء، وبين ما تعبدت العذراء به في تسبيحتها من ألقاب إلهية للرب إلهها، لنرى من هذه المقابلة أن يسوع هو الرب الإله الذي كانت تتعبد له العذراء وهي ممتلئة بروحه القدوس فقد قال عنه الملاك للرعاة « هو المسيح الرب » (لوقا 11:2) وقالت هي في تسبيحتها « تعظم نفسي الرب » (لوقا 46:1) والاسم « الرب » هو في الحالتين « كيريوس » اليوناني الذي استعاضت به الترجمة السبعينية عن الاسم « يهوه » في العهد القديم. وقال عنه الملاك الذي طمأن يوسف « وتدعو اسمه يسوع » أي الكائن المخلص أو الله المخلص لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (متى 21:1) وقالت هي في تسبيحتها « وتبتهج روحي بالله مخلصي » (لوقا 47:1) وقال إشعياء النبي عنه « ويُدعى اسمه…إلهاً قديراً » (إشعياء 6:9) وقال لها عنه جبرائيل الملاك « القدوس » المولود منك (لوقا 35:1)، وقالت هي في تسبيحتها « لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس » (لوقا 49:1) فالابن الحبيب الوحيد، إذن، هو « الرب » و« الله المخلص » و« القدير » و« القدوس » الذي أنبأت بتجسده الأنبياء، وبشرت بولادته الملائكة وسبحته وتعبدت له العذراء. فتبارك اسمه إلى الأبد. ومما يدل على أن الابن هو الله المخلص، ما يأتي على الأقل: أولاً – لأنه، تبارك اسمه كان له حق التصرف في نفسه سواء للحياة أو للموت كما قال هو « ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً » (يوحنا 18:10) فإن موته بسلطانه الذاتي أو بتنازله الشخصي عن حقه في الحياة يدل على أن الحياة ملكه ذاتياً كالآب وكالروح القدس تماماً وليست موهوبة له كما وهبها الله للملائكة والبشر وأصبحوا بها مدينين له وعبيده الملزمين بطاعته والخضوع له. وإذا أمرهم الله بالموت مثلاً، وماتوا، فلا يكون الموت من جانبهم، بأي حال، مهما كان برضي وسرور، تنازلاً منهم عن حق شخصي في الحياة لأن صاحب الحق المطلق في هذه الحياة هو الله الذي وهبهم إياها لخدمته. فهي وهم بالتبعية « منه وبه وله » (رومية 36:11) فتنازل المسيح عن حقه في الحياة وطاعته الاختيارية للآب حتى الموت هو من أقطع الأدلة على أنه « أدوناي يهوه » أي « السيد الرب » المطاع « آخذاً صورة عبد » ليطيع « وأطاع حتى الموت » (فيلبي 7:2و8). ثانياً – أنه كان صاحب السلطان المطلق والقدرة الذاتية لاسترداد حياته من الموت كما قال « ولى سلطان أن آخذها أيضاً » (لوقا 17:1) لذلك قيل عنه « الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه » (أعمال 24:2) ليس فقط لأنه بموته عنا لم يعد للموت حقوق عليه كنائبنا بل أيضاً لأنه ليس للموت قوة عليه تقهره على البقاء فيه لأنه لم يدخل فيه مقهوراً منه بل دخله مختاراً. فمع أنه مالك لقوته التي تقهر الموت مات. فهو لم يمت لأن قوة الموت فاقت قوته بل لأنه منع قوته عن دفع الموت عنه كما قال هو عن ذلك بفم نبيه « صرت كرجل لا قوة له » (مزمور 4:88). وإذ وفي بموته ما علينا للموت استخدم قوته في الانتصار على الموت. وعليه بسبب قوته لم يكن ممكناً أن يُمسك منه. فبقوته قام من بين الأموات لأنه وإن كان يقال في هذا النص « الذي أقامه الله » (أعمال 24:2) أي الله « الآب » لكن أيضاً قيل ما يثبت أنه هو أيضاً كالله « الابن » أقام جسده في قوله لليهود « انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه »…وأمّا هو فكان يقول عن هيكل جسده « فلمّا قام » وليس فقط أُقيم « من الأموات، تذكر تلاميذه أنه قال هذا، فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع » (يوحنا 19:2-22)، وثبت أيضاً كلامه الذي سبق وقاله عن قدرته الذاتية في استرداد حياته في الجسد بإقامته في قوله « ولى سلطان أن آخذها أيضاً » (يوحنا 17:10) ثالثاً – عدم محدوديته في ذاته. لأن الخطية مخالفة أهانت الله وأهلكت الإنسان وهذا يتطلب تمجيد الله وتبرير الإنسان، أو إيفاء الله حقه وتسديد حاجة الإنسان. ومن ثم لزم أن يكون الوسيط للخلاص إنساناً ممثلاً للإنسان وفي الوقت نفسه يكون هو الله الغير المحدود لكي يكون لموته عن الإنسان بطبيعته الإنسانية قيمة إلهية غير محدودة موفية لحقوق الله الغير المحدود. وهذا ما تعامى عنه المدعون بأنهم شهود يهوه بقولهم، إن عدل الله لا يتطلب ولا يرضى بأن يكون يسوع الفادى أعظم من إنسان كامل ولو بمقدار يسير، فبالأحرى لا يتطلب أن يكون هو الله نفسه في الجسد (كتابهم المسمى ليكن الله صادقاً ص 111 س 16-18) وبقولهم، لم يكن يسوع هو الإله – الإنسان. لأن هذا يكون أكثر من الفداء المطلوب وهو لو كان الله الخالد أو نفساً خالدة لما كان في قدرته أن يموت (كتابهم المسمى الحق يحرركم ص 254 س 1-5) إنهم تصوروا بذلك أنهم أصابوا عصفورين بحجر وهو نفي أزلية الابن وخلود النفس. ولكن خاب فألهم فأنوار الكتاب تكتنفهم من كل جانب ولا تجعل لهم مهرباً. فكان لابد لله الغير المحدود في ذاته وفي حقوقه ضد الإنسان أن يكون هو الذي يوفي لنفسه حقوقه الغير المحدودة باحتماله عقوبة الموت بالنيابة عن الإنسان وإذ أنه بطبيعته الإلهية له وحده عدم الموت لذلك جاءت ضرورة تجسده كما قيل عنه « فإذ قد تشارك الأولاد » وبترجمة أدق « إذ أن الأولاد شركاء في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما » بالتجسد طبعاً « لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين - خوفاً من الموت - كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية » (عبرانيين 14:2و15). وأي مخلوق محدود سواء أكان ملاكاً متجسداً أو بشراً يستطيع بموته أن يوفي لله حقوقه غير المحدودة! أمّا الذي قال « أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله » الآب إذ هو الله الابن والذي « لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً للّه » فهو وحده الذي يستطيع، وقد استطاع، أن يوفي ما لله، أي ما له وما للآب وما للروح القدس، روح الآب وروح الابن، من حقوق إلهية غير محدودة لما « أخلى نفسه وأخذ صورة عبد…ووضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب » (قابل يوحنا 17:5و18 مع فيلبي 5:2-8) رابعاً – عدم محدوديته في بره. فهذا الذي يموت كفارة عن المذنبين لابد وأن يكون باراً في ذاته وليس البر معطى له من غيره ولابد أن يكون كاملاً في بره أي معصوماً غير قابل للسقوط. ولابد أيضاً أن يكون غير محدود في بره، أو بعبارة أخرى يجب أن يكون الموفي معادلاً في عدم محدودية البر من كل نواحيه للموفي إليه، وإلا فلا يكون هو الذي يوفي لله. وبعبارة أخرى يجب أن يكون هو الله ذاته نائباً عن الإنسانية في الإيفاء عنها لنفسه. أمّا الملاك مثلاً وهو أقدس مخلوق، فالبر معطى له من الله في خلقه وليس له حرية التصرف فيه. فليس لأحد أن يسدد دين آخر من مال غيره. كذلك ليس هو كاملاً ولا معصوماً في بره لأن بعض الملائكة سقطوا فالملاك مخلوق قابل للسقوط لولا حفظ الله له (تيموثاوس الأولى 21:5). ومن ثم فهو أيضاً محدود في بره. أمّا أن البر في المسيح شخصي وكامل وغير محدود فواضح من أنه لم يسقط لا بتجربة ولا بغير تجربة، ومن أنه قال لأعدائه « من منكم يبكتني على خطية » (يوحنا 46:8)، ومن أنه بحق سُمي البار (أعمال 52:7، 14:22، يوحنا الأولى 1:2و29، 7:3، يعقوب 6:5، بطرس الأولى 18:3) ولذلك كان هو وحده الذي « يخلص شعبه من خطاياهم » (متى 21:1) لا ملاك ولا إنسان. |
المقدمة ، افتتاحية هامة، الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، 3-2 ، 3-3 ، 3-4 ، 3-5 ، 3-6 ، 3-7 ، 3-8 ، 3-9 ، 3-10، 3-11 ، 3-12 ، 3-13 ، 3-14 ، 3-15 ، 3-16 ، 3-17 ، 3-18، الباب الرابع ، الباب الخامس ، الخاتمة.
جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.