يســــــــ يهوه ـــــــــوع العهد القديم |
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
الباب الثالث الثالوث الأقدس إلهنا الواحد من الأزل وإلى الأبد الفصل الرابع ميخا 2:5-4، دانيآل 9:7 الأقانيم كالله الواحد في الأزل وفي التجسد يقول ميخا النبي في التوراة عن وجود الابن وجوداً أزلياً إلهياً قبل ولادته بالجسد من العذراء « أمّا أنتِ يا بيت لحم أفراته، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ* أيام الأزل » (ميخا 2:5-4) [*ليس في الأزل أيام لأن الأيام ناشئة عن دورات الأرض حول نفسها مقابل الشمس وفي الأزل لم تكن أرض ولا شمس. فكلمة أيام هنا مستعملة مجازياً ومن اصطلاحاتنا الحالية كما قيل عن الله « القديم الأيام » (دانيآل 9:7و13) بمعنى الأزلي. وفي بعض الترجمات وردت العبارة فعلاً « مخارجه منذ القديم منذ الأزل »]. هذا هو كلام الآب عن ابنه الحبيب الذي هو وحيده والواحد معه ومع الروح القدس كالله الواحد منذ الأزل وإلى الأبد. وقوله عنه « مخارجه » يقصد بها دائرة وجوده الأصلية التي منها خرج مراراً في العهد القديم ظاهراً مرة في صورة إنسان وأخرى في صورة ملاك، والتي منها خرج أخيراً إلى العالم المنظور ظاهراً فيه بالجسد الحرفي عن طريق التجسد. دائرة وجوده الأصلية هذه ليست هي بيت لحم المنظورة والمخلوقة في الزمان والتي في الزمان خرج منها بالجسد بالولادة من العذراء، بل هي الدائرة الغير المنظورة والغير المخلوقة، والموجودة منذ القديم، منذ أيام الأزل والتي كان هو فيها منذ الأزل مختفياً عن العيان وهذا يدل بداهة على أنه الله ذاته. ولكن لمّا جمع هيرودس الملك « كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب » (متى 1:2-6) وهم المدعون وقتئذ أنهم تلاميذ التوراة و شهود يهوه وسألهم: « أين يولد المسيح؟ ». فقالوا له: « في بيت لحم اليهودية. لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وأنت يا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل » (متى 1:2-6) وقوله هنا « شعبي » يدل على أن المتكلم هو الله ولكنه الآب طبعاً متكلماً عن ابنه. ولكنهم لم يقتبسوا الجزء الباقي عنه وهو « ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل » لكن لماذا يغفل المدعون أنهم تلاميذ التوراة وشهود يهوه قديماً وحديثاً هذا النص الإلهي الخطير الدال على أزلية الابن من فم الآب نفسه، والدال بالتبعية على لاهوته؟ لأنهم حكموا عقولهم فيه فلم يؤمنوا به لأن عقولهم لم تفهمه. إذ كيف، والمسيح يولد ملكاً من نسل داود، يكون أزلياً، ولا أزلي إلا الله؟ إن الجريمة الحقيقية القديمة الحديثة، جريمة المدعين أنهم تلاميذ التوراة هي أنهم لا يؤمنون بالتوراة التي يدعون أنهم تلاميذها، لا يؤمنون بها فيما شهدت به عن أزلية الابن وأبدية العذاب لكل من لا يؤمن به في أزليته ولاهوته. لذلك يقول الابن نفسه لهم ولأمثالهم « فتشوا » أو، حسب الحاشية « تفتشون الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي » أي في حقيقته المنكورة منهم وهي أنه الإله الأزلي « ولا تريدون أن تأتوا إليَّ لتكون لكم حياة » (يوحنا 39:5) إذ ليست التوراة التي بين أيديهم كلها إلا للشهادة له كما قال الملاك ليوحنا الرائي « فإن شهادة يسوع » أي الشهادة له « هي روح النبوة » (رؤيا 1:19) أي أن روح الوحي في الأنبياء يشهد في كل نبواتهم لحقيقة لاهوته كما قيل أيضاً « له يشهد جميع الأنبياء » (أعمال 36:10و43). وهل من المعقول أن يتخصص كتاب الله للشهادة لغير الله. فيسوع، إذن، ما دام هو موضوع شهادة كتاب الله فلا يمكن أن يكون هو شخص آخر غير الله. ولذلك يقول هو لرافضيه الذين يدعون أنهم تلاميذ التوراة وشهود يهوه « لا تظنوا أني أشكوكم إلى الآب. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى، الذي عليه رجاؤكم. لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني. فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامي؟ » (يوحنا 45:5و46) فالذي يصدق موسى والأنبياء يصدق المسيح، أو بعبارة أخرى الذي يؤمن بالتوراة يؤمن بالإنجيل إذ ليس الإنجيل إلا كشفاً وجمعاً وإيضاحاً وتأييداً لمّا جاء في التوراة عن الله من حيث وحدة لاهوته وتثليث أقانيمه. فالذي يقوم برفع عريضة الدعوة على المدعين أنهم تلاميذ التوراة هو التوراة نفسها لأنهم يتظاهرون بالتتلمذ لها وهم، في حقيقة أمرهم، غير مؤمنين بها. إن من يؤمن بالتوراة هو مؤمن بابن الله كالله « الابن » و« الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن » هو غير مؤمن بالتوراة، ومن ثم « لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله » (يوحنا 36:3). وهذه هي فحوى الشكوى المرفوعة من « موسى » على « تلاميذ موسى » (يوحنا 45:5و46، 27:9-34). ليس ذلك فقط بل ويوحنا المعمدان الذي وُلد قبل ولادة الابن بالجسد من العذراء بستة أشهر (لوقا 36:1و41و42) يقول عن أزلية الابن « هذا هو الذي قلت عنه: يأتي بعدي، رجل صار قدامي » أي متقدم عليه في المقام والمنزلة « لأنه كان قبلي » (يوحنا 30:1) بطبيعته الإلهية طبعاً وليس بطبيعته الإنسانية التي لم يوجد بها على الأرض إلا بعد وجود المعمدان بستة أشهر. ولم يحدد بدء أسبقية المسيح له مما يدل طبعاً على أنه الأزلي. لا، بل والابن نفسه يقول لليهود عن أزليته « أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح » وكان إبراهيم قبل المسيح بنحو 2000 سنة « فقال له اليهود: « ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت إبراهيم؟ ». قال لهم يسوع: « الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ». فرفعوا حجارة ليرجموه » (يوحنا 56:8-59) فلم يقل، قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت بل « أنا كائن » دون أن يحدد بدءاً لكينونته هذه السابقة لوجود إبراهيم. إذن هو الكائن الأزلي أو الكائن بلا بدء، فإن الملاك ميخائيل مثلاً يستطيع أن يقول فقط، قبل أن يكون إبراهيم أنا كنت أي مخلوق قبله ولكن لي بداءة مثله، ولكنه لا يستطيع، مهما كان قدره أو عمره، أن يقول، أنا كائن أي كائن أزلي لأن هذا من شأن الله وحده سبحانه وتعالى. أمّا الابن فهو الوحيد الذي استطاع أن يقول « أنا كائن » لأنه وحده الكائن الأزلي أو الله جل شأنه. وعبارة « أنا كائن » هذه التي قالها الابن لهم هي التفسير لاسم الجلالة العبراني « أهيه » الخاص به تعالى، والذي لم يستعمل لغيره، والدال على التفرد بالذات والوحدانية. فكأنه قال لهم « أنا أهيه أو يهوه » الذي « لا إله غيري » لذلك رفعوا حجارة ليرجموه. وهذا البرهان الذي لا يدحض على لاهوت المسيح ظن المدعون أنهم شهود يهوه بأنهم دحضوه بقولهم إن عبارة أنا كائن في اليونانية ليست هي الترجمة اليونانية للاسم « يهوه » (كتابهم المسمى ليكن الله صادقاً ص 4-8) فنقول، فليكن، ولكنها الترجمة لمعناه الذي هو الكينونة الأزلية الخاصة بالله وحده كمن لا بداءة له. وإلا فلماذا اعتبره اليهود متألماً ومجدفاً ورفعوا حجارة ليرجموه؟ وإن قالوا لنا، لأنهم فهموا قوله فهماً سقيماً كما فهمتموه أنتم. نقول لهم، وبماذا تفهمون أنتم، يا ذوى الفهم السليم، قول رسوله بولس عنه « المسيح…الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد. آمين » (رومية 5:9)؟. ليس ذلك فقط بل واضح جداً أن الله السرمدي الذي قال عن نفسه في رؤيا 8:1 أنه « الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء » قال عن نفسه في نفس هذا الشاهد أنه « الألف والياء ». والذي قال عن نفسه في رؤيا 13:22 إنه « الألف والياء » قال عن نفسه في نفس هذا الشاهد أنه « الأول والآخر » والذي قال عن نفسه في رؤيا 8:2، 17:1و18 أنه الأول والآخر قال عن نفسه في الشاهد الأول أنه « الذي كان ميتاً فعاش » وقال عن نفسه في الشاهد الثاني « الحي. وكنت ميتاً، وها أنا حيّ إلى أبد الآبدين » إذن، فالذي مات وقام أي الابن المتجسد هو الأول والآخر والألف والياء والكائن والذي كان والذي يأتي والقادر على كل شيء أي الأزلي الأبدي أو الله السرمدي. وفي يوحنا 1:1و2 قيل عن أزليته « في البدء كان الكلمة » والبدء هو الأزل أو ما قبل تأسيس العالم وهذا يستفاد من قول الرسول « الله اختاركم من البدء » (تسالونيكي الثانية 13:2) مع قوله أيضاً « اختارنا فيه » أي في الابن « قبل تأسيس العالم » (أفسس 4:1) فيكون البدء الذي كان فيه الكلمة أي الابن هو ما قبل تأسيس العالم أو الأزل. « والكلمة كان عند الله » أي عند الآب. ولم يقل عند الآب لكي يعلن أن الآب هو الله لأنه قاصد أن يعلن لنا عقب ذلك أن الابن أيضاً هو الله في قوله « وكان الكلمة الله » أي كما أن الآب هو الله كذلك الابن هو الله ولكن للتمييز الأقنومي بينهما يبادر للقول. « هذا » أي الكلمة أو الابن. « كان في البدء عند الله » أي عند الآب. وقوله عن الابن أنه « كان في البدء » دون أن يذكر بدءاً لوجوده يدل واضحاً على وجوده في البدء بلا بدء. وقد علمنا مما فات أن البدء هو الأزل الذي بلا بدء. فإذن، كان الابن موجوداً في الأزل وجوداً أزلياً وما من كائن أزلي إلا الله. ولكن المدعين بأنهم شهود يهوه يريدون أن يتخلصوا من كل الإعلانات عن أزلية الابن كالبرهان على أنه الله، إذ ليس أزلياً إلا الله، فيقولون عن قول الرسول « في البدء كان الكلمة »، أن صحته حسب الأصل « في بدء كان الكلمة » (راجع كتابهم المسمى ليكن الله صادقاً ص 43و112 والآخر المسمى الحق يحرركم ص 48) وبفرض أن ترجمتهم هذه هي الصحيحة فإنها لا تنفى أزليته كما يحاولون ويتوهمون، لأنه لم يقل، في بدء وُجد الكلمة أو وُلد أو خُلق بل « كان » يعنى أنه لمّا جاء هذا البدء في دوره وجد الكلمة كائناً. وهذا معناه أن الكلمة كائن قبل أن يبدأ ذلك البدء، فلمّا جاء هذا البدء كان الابن موجوداً بلا بدء، إذ لم يرد قط في التوراة ولا في الإنجيل أن لوجوده بدء. فهو « الأزلي » وكل من عداه وما عداه حادث أي جد فوجده موجوداً. لذلك قيل عن وجوده السابق لكل شيء « الذي هو قبل كل شيء » (كولوسي 16:1). ويقول هو عن ذلك « والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم…لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم » (يوحنا 5:17و24) وقيل عنه أيضاً « المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم، ولكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم، أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات » (بطرس الأولى 19:1-21) وقيل أيضاً أن « الآب اختارنا فيه قبل تأسيس العالم…إذ سبق فعيّننا للتبني بيسوع المسيح الذي فيه أيضاً نلنا » الآن طبعاً « نصيباً، معيّنين سابقاً » (أفسس3:1-5و11) ولا يخفى في الوقت نفسه، أن كلمة « العالم » لا تتضمن فقط الجمادات والنباتات والحيوانات والبشر بل والملائكة أيضاً أي العالم المنظور وغير المنظور لأن الرسول بولس يقول عن نفسه مع الرسل « صرنا منظراً للعالم، للملائكة والناس » (كورنثوس الأولى 9:4) مما يدل على أن الابن كان ممجداً عند الآب ومحبوباً منه، وفيه نحن مختارون ومعينون قبل أن يبدأ الزمن وقبل أن يتكون العالم أو ينشأ أو يتأسس بما فيه من بشر وملائكة لأنه هو الذي كونه وأنشأه كما قيل عنه « كُون العالم به » (يوحنا 10:1). لقد قيل عن يهوه في التوراة « كنت أرى أنه وضعت عروش، وجلس القديم الأيام » (دانيآل 9:7) دون أن يعين بدءاً لهذه الأيام القديمة للدلالة على أنه تعالى بلغة الإنجيل، لغة التفسير الإلهي « الإله الأزلي » (رومية 26:16) وعبارة « القديم الأيام » مجاز مستمد من اصطلاحاتنا البشرية ومعناه الأزلي. « لباسه أبيض كالثلج » للدلالة على مطلق طهارته. « وشعر رأسه كالصوف النقي » (دانيآل 9:7) في بياضه كشعر الشيوخ للدلالة على أنه ليس حديث الأيام بل قديمها أو أزلي كما قيل عنه أيضاً « الإله القديم ملجأ، والأذرع الأبدية من تحت » (تثنية 27:33) وكلمة « القديم » التي لم يحدد فيها بدء للقدم إنما هي لمباينته مع الآلهة الكاذبة لأنها حديثة وبالتبعية لها بداءة وزائفة لأنها مخترعة تقليداً له، أمّا هو فقديم بلا بدء لأنه الإله الحقيقي الأزلي. وعبارة « الأذرع الأبدية » للدلالة على أنه الدائم. وقيل عن ربنا يسوع في الإنجيل، مما يدل على أنه ذات يهوه الأزلي « في وسط السبع المناير » رمز وجوده وسط جماعته في كل زمان ومكان مما يدل على أنه الله. « شبه ابن إنسان » للدلالة على إتضاعه كإنسان بيننا رغم أنه حاضر معنا كالله بلاهوته الغير المنظور. « متسربلاً بثوب إلى الرجلين » رمز مطلق طهارته كوصف الله في التوراة. « متمنطقاً عند ثدييه بمنطقة من ذهب » للدلالة على أن خدماته الإلهية لنا هي بدافع محبة قلبه لنا ولتثبيت مبادىء البر الإلهي في أنفسنا. وأمّا رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج » للدلالة على أنه ليس حديث الأيام له بدء بل هو « القديم الأيام » بلا بدء أو « الإله الأزلي » وهو عين ما وصف به الله في التوراة، مما يدل على أنه الله ذاته. « وعيناه كلهيب نار » رمز لمعرفته كل الخفايا في محاكماته كالديان، مما يدل أيضاً على أنه الله. « فلمّا رأيته سقطت عند رجليه كميتٍ، فوضع يده اليمنى عليَّ » هذا هو إتضاعه الإنساني وعطفه الإلهي في معاملاته معنا « قائلاً لي: لا تخف أنا هو الأول والآخر » فهو بعينه « يهوه إيلوهيم » الذي قال في التوراة لشعبه إسرائيل « اسمع لي يا يعقوب، وإسرائيل الذي دعوته: أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر، ويدي أسست الأرض، ويميني نشرت السماوات…أنا الرب إلهك (يهوه إيلوهيم) » (إشعياء 12:48و13و17) وأيضاً « هكذا يقول الرب (يهوه) ملك إسرائيل وفاديه، رب (يهوه) الجنود: أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله (إيلوهيم) غيري » (إشعياء 6:44). فهو « الأول » لكل ما عداه وليس له أول و« الآخر » لكل ما عداه وليس له هو آخر أي الأزلي الأبدي أو السرمدي وكل ذلك هو التفسير للاسم « يهوه » الذي معناه الكائن الأزلي الذي هو هو أو السرمدي، أو القائم بذاته، أو واجب الوجود، أو الذي لا غيره، ولا تغيير له، والذي لا يمكن فهم كنهه بأكثر مما يعلن به نفسه. « والحي »أي الحي في ذاته بلا بداية أو نهاية لحياته أو الدائم أو السرمدي أو « الذي له وحده عدم الموت » (تيموثاوس الأولى 16:6). وهذا أيضاً مما يدل على أنه الله. « وكنت ميتاً » بطبيعته الإنسانية طبعاً بينما بلاهوته هو الحي الذي لا يموت. « وها أنا حيّ » كالله بطبيعته الإلهية وكإنسان أيضاً بعد القيامة بطبيعته الإنسانية « إلى أبد الآبدين ». « إلى أبد الآبدين » (رؤيا 13:1-18). فالابن، إذن، هو، بما لاشك فيه، « الإله الأزلي » وإلا فمن يكون بعد هذه الأوصاف الإلهية الشخصية؟ وإذا كان هذا المسمى في التوراة والإنجيل بأسماء يهوه الشخصية والموصوف بأوصافه والقائم بأعماله ليس هو يهوه بل نائبه كما يدعي المدعون بأنهم شهود يهوه، فأين هو يهوه، إذن؟ هل يكون يهوه شخصية بلا اسمها ولا أوصافها ولا أعمالها؟ هل وهم هو أم حقيقة؟ وإذا كان اسم يهوه وأوصافه وأعماله هي ما يتميز به نائب يهوه المزعوم تكون النتيجة أنه لم يبق ليهوه ما يتميز به، ولم يعد يهوه إلا اسماً على غير مسمى، حقاً إن المدعين بأنهم شهود يهوه ليسوا في حقيقتهم إلا شهوداً ضده وأعداء الداء له كما كان اليهود سابقوهم. هذا هو الابن الحبيب وحيد الآب والواحد معه ومع الروح القدس كالله الواحد منذ الأزل وإلى الأبد، الابن الذي قال عنه أبوه أن مخارجه « منذ القديم، منذ أيام الأزل »، الأمر الذي لم يقله قط عن غيره. فهل يكون كلاماً بلا معناه؟. |
المقدمة ، افتتاحية هامة، الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، 3-2 ، 3-3 ، 3-4 ، 3-5 ، 3-6 ، 3-7 ، 3-8 ، 3-9 ، 3-10، 3-11 ، 3-12 ، 3-13 ، 3-14 ، 3-15 ، 3-16 ، 3-17 ، 3-18، الباب الرابع ، الباب الخامس ، الخاتمة.
جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.