شرح إنجيل يوحنا |
بنيامين بنكرتن
الأصحاح العشرون 1 وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ
مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى
الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق.
فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ
الْقَبْرِ. 2 فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ
إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى
التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ
يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا:«أَخَذُوا
السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا
نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!». 3 فَخَرَجَ
بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ
وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. 4 وَكَانَ
الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ
التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ
أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، 5 وَانْحَنَى
فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،
وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6 ثُمَّ
جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ،
وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ
الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، 7 وَالْمِنْدِيلَ
الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ
مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ
مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. 8 فَحِينَئِذٍ
دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ
الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى
الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، 9 لأَنَّهُمْ
لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ
الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ
يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10 فَمَضَى
التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى
مَوْضِعِهِمَا.
(عدد 1-10). لمريم المجدلية ذكر خصوصي في ما ورد من
جهة قيامة المسيح والحوادث المتعلقة بها
بحيث أنها كانت تحب الرب محبة شديدة وهذه
التي حملتها أن تأتي إلى قبرهِ باكرًا
قبل جميع الآخرين. ولما قربت وجدت الحجر
مرفوعًا من باب القبر واستنتجت حالاً أن
الأعداء نقلوا الجسد الكريم إلى موضع آخر
فرجعت بسرعةٍ نحو المدينة لتُخبر
التلاميذ بما جرى. فأثَّر خبرها فيهم لا
سيما في بطرس ويوحنا اللذين خرجا من
المدينة وركضا إلى موضع القبر. فيوحنا
وصل إليهِ أولاً وانحنى ونظر الأكفان
موضوعة ولم يدخل بوقتهِ. وأما بطرس
المُتصف بغيرتهِ الشديدة للرب فدخل ونظر
إلى الأكفان بتدقيق فوجدها موضوعة
بترتيب وكان في ذلك برهان أن الجسد لم
يُسرق لأنهُ ليس من الأمور المحتملة أن
سرَّاقًا إذا أتوا لأجل عمل كهذا يتأنون
إلى هذا المقدار حتى يتركوا الثياب بحالة
مرتَّبة. ثم دخل يوحنا ورأى وآمن. يعني
اقتنع بما شاهد بأن الرب قد قام. وقولهُ:
لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنهُ
ينبغي أن يقوم من الأموات. يشير إلى حالة
التلاميذ جميعًا. وأما إيمانهُ هو
المذكور هنا فإنما كان مبنيًا على
الاستنتاج ليس على الكتاب فلم يفعل فيهِ
كثيرًا في وقتهِ فرجع هو وبطرس إلى
موضعهما وقد رأينا في (لوقا إصحاح 24) كيف
كانت أفكار الجميع حين بلغهم الخبر بأن
الرب قد قام حقيقةً. 11
أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ
وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا
تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي
انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، 12 فَنَظَرَتْ
مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ
جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ
وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ،
حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.
13 فَقَالاَ لَهَا:«يَا امْرَأَةُ،
لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا:«إِنَّهُمْ
أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ
أَيْنَ وَضَعُوهُ!». 14 وَلَمَّا
قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى
الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ
وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ
يَسُوعُ. 15 قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا
امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ
تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ
أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ
لَهُ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ
قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ
وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». (عدد 11-15). بقيت مريم المجدلية عند القبر خارجًا
تبكي لأن محبتها للرب لم تدعها ترجع إلى
المدينة كما رجع بطرس ويوحنا. كان الرب
نفسهُ كل شيء لقلبها الحزين ولما غاب هو
من هذا العالم لم يبق لها شيءٌ هنا سواهُ.
المحبة أفضل من المعرفة لأن موضعها هو في
القلب وتربطنا مع المسيح أوثق رباط. وهي
تبقى إلى الأبد (انظر كورنثوس الأولى
إصحاح 13). وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر
فنظرت ملاكين بثياب بيض في الموضع الذي
كان جسد الرب موضوعًا قبل قيامتهِ فلما
سألاها عن سبب بكاءها جاوبتهما بنفس
الكلام الذي سبقت وأخبرت التلاميذ بهِ أي
أن جسد السيد مفقود وليس عندهم علم أين
وُضع. ولكن الرب قريب للذين يطلبونهُ ولا
يلبث أن يُظهر نفسهُ لهم. فحالاً وقف
وراءها وسألها عن سبب بكاءها. وأما هي
فظنتهُ البستاني، فقالت لهُ: يا سيد إن
كنت أنت قد حملتهُ فقُل لي أين وضعتهُ
وأنا آخذهُ. يجب أن نلاحظ أن الوحي يطيل
الكلام عن مريم المجدلية لأنها قدوة حسنة
لنا بأشواقها القلبية إلى الرب. لا يذكر
أنها خافت من منظر الملائكة كما خافت
غيرها من النساء (مرقس 8:16). فإنها جاوبتهم
بالاختصار عن سبب حزنها ولم تشغل أفكارها
بلمعان ثيابهم وهيئتهم المهيبة. كان ربُّ
الملائكة موضوع طلبها مع أنها من قلَّة
المعرفة لم تزل تحسبهُ تحت قوة الموت. كان
الملائكة والبستاني على حدٍ سواء عندها
ما دام ربُّها ليس ظاهرًا لها. فلنسأل
أنفسنا، هل نحن نطلب الرب مثلها متعطشين
إلى حضورهِ؟ قال داود النبي: يا ألله إلهي
أنت. إليك أُبكّر، عطشت إليك نفسي يشتاق
إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء
لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في
قدسك، لأن رحمتك أفضل من الحياة شفتاي
تُسبحانك (مزمور 1:63-3). لم تكن مريم تطلب
الرب بحسب المعرفة ولكنها طلبتهُ بكل
قلبها فأكرمها أكثر من الجميع إذ ظهر لها
أولاً بعد قيامتهِ. 16
قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا
مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ
وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي
تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. 17 قَالَ
لَهَا يَسُوعُ:«لاَ تَلْمِسِينِي
لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى
أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى
إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي
أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ
وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ». 18 فَجَاءَتْ
مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ
وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا
رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا
هذَا. (عدد 16-18). يدعو خرافهُ بأسماء فتعرف صوتهُ. لما
كلَّم مريم بلغ صوتهُ الخاص الحنون إلى
قلبها فعرفتهُ حالاً واعترفت بهِ كسيدها.
قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد
بعد إلى أبي. كانت أفكارها أن الرب رجع
إليهم ليكون معهم كما كان قبلاً والظاهر
من كلامهِ أنها تقدمت إليهِ لكي تسجد
وتخرَّ عند قدميهِ ولكنهُ أسرع ونبهَّها
على أنهُ الآن في حالة جديدة ومنعها عن
لمسهِ بحسب أفكارها القديمة. نعلم من
مواضع أخرى أنهُ لم يكن ممنوعًا أن
يُلمَس جسدهُ من بعد القيامة (انظر
مَتَّى 9:28) وأيضًا كلام الرب لتوما في هذا
الإصحاح نفسهِ. فإذًا منع مريم عن لمسهِ
عند ظهورهِ أولاً لها لكي يصلح أفكارها
عنهُ وينبهها على أنهُ في طريقهِ راجعًا
إلى أبيهِ. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي
لهم: أني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي
وإلهكم. وهذا يوافق ما عمل إذ منعها عن
لمسهِ ذاكرًا صعودهُ إلى الآب فإنهُ
استخدمها خدمة جميلة جدًّا لتبليغ هذه
البشارة للتلاميذ جميعًا حتى أنهم لا
يغلطون بالظنّ أنهُ قد قام من الأموات
كما قام لعازر وغيرهُ وأخذوا أجسادهم
المائتة ثانيةً. ونرى في ذلك حكمة الرب
ولطفهُ لتلاميذهِ. لأنهُ لو سكت وتركهم
يستقبلونهُ في القيامة بحسب أفكارهم
القديمة الإسرائيلية لكان قلعها من
قلوبهم فيما بعد من الأمور العسرة. وأما
البشارة التي بلغت مريم من فم الرب فحلوة
جدًّا. أولاً الرب يُسمي التلاميذ إخوتهُ.
سبق وسمَّاهم أحبَّاء مدة إقامتهِ معهم
وعاملهم بموجب هذه الصفة. ولكنهُ إنما
اعترف بهم كإخوة من بعد قيامتهِ. قابل هذا
مع ما ورد في (مزمور 22) من جهة موتهِ
ونسبتهِ للمؤمنين بهِ بعد ذلك، حيث يقول:
أُخبر باسمك إخوتي، في وسط الجماعة
أُسبحك (عدد 22). لاحظ ترتيب كلامهِ فإنهُ
لا يقول لهم: أني أصعد إلى أبينا، بل: إلى
أبي وأبيكم. لأنهُ يختلف عنا في نسبتهِ
للآب كما قد رأينا في هذا الإنجيل. فإنهُ
هو الابن الوحيد منذ الأزل ثم أخذ مقامًا
كالابن المُرسل من الآب وأما نحن فإنما
يعطينا سلطانًا أن نصير أولاد الله
بواسطة قبولنا إياهُ بالإيمان. ثم قولهُ:
وإلهي وإلهكم. يطابق كونهُ إنسانًا بحيث
صار الله إلههُ ليس مذكور أن الله إلههُ.
منذ الأزل، بل أنهُ كان عند الله، وكان هو
الله. ولكن لما تجسَّد صار إنسانًا،
وبالتبعية صار الله إلههُ. ونرى هنا أنهُ
بقى على هذه الحالة بعد قيامتهِ من
الأموات لأنهُ قام كإنسان مع أنهُ كان
بذاتهِ أعظم من إنسان. لم يكن ممكنًا أن
الله يموت ويقوم، ولكن الذي مات وقام كان
الله. هذا إقرارنا المسيحي. فجاءت مريم
المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت
الرب، وأنهُ قال لها هذا. فأسرعت لتتميم
خدمتها وسنرى فعلها في التلاميذ، فأنها
جمعتهم إلى مكان واحد من بعد إن كانوا قد
تفرقوا كل واحد إلى خاصتهِ. متى عرفنا
الرب حيًّا بعد قيامتهِ، وأنهُ لا يستحي
أن يدعونا أخوة لا بدَّ أن نجتمع معًا
ويكون هو مركز اجتماعنا. 19
وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ
ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ
الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ
مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ
التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ
الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ
يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ،
وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» 20 وَلَمَّا
قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ
وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ
إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ. 21 فَقَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«سَلاَمٌ لَكُمْ!
كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ
أَنَا». 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا
نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا
الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23 مَنْ
غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ،
وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ
أُمْسِكَتْ». (عدد 19-23). يوحنا لا يذكر جميع ظهورات الرب يوم
قيامتهِ بل إنما يذكر ما يكفي لمقصدهِ
الخصوصي الذي هو إعلانهُ المسيح حيًّا
وتلاميذهُ مجتمعون حولهُ كراعيهم العظيم
ومُقترنون معهُ اقترانًا حقيقيًّا
بالروح القدس العامل فيهم. كان قد مات
كحبة الحنطة والآن نراهُ يأتي بثمر يدوم
إلى الأبد. فوجدوا عشية ذلك اليوم
مجتمعين في موضع واحد بغاية الخوف من
اليهود فوقف الرب في الوسط وقال لهم: سلام
لكم. لا يجوز لنا أن نسأل كيف دخل الرب مع
أن الأبواب كانت مُغلقةً؟ لأن الوحي لم
يشأ أن يخبرنا عن كيفية دخولهِ بل
حقيقتهِ. فمن قدر أن يقوم من الأموات
ويخرج من القبر يقدر أيضًا بكل سهولةٍ أن
يدخل في وسط خاصتهِ بأية طريق استحسنها
هو رغمًا عن اليهود والأبواب المغلقة.
لاحظ أنهُ بشَّرهم بسلام. قال بولس: فجاء
وبشَّركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين
لأن بهِ لنا كلينا قدومًا في روح واحد إلى
الآب (أفسس 17:2، 18). راجع أيضًا أقوال الرب
نفسهِ عن إعطاءهِ السلام لهم (إصحاح 27:14؛
33:16). كان قد صنع لهم السلام مع الله بدم
صليبهِ ثم جاء وبشَّرهم بهِ. فلا يزال
يعلن نفسهُ للمؤمنين كمخلّص حيّ من بعد
الموت ويُبشرهم بالسلام الذي صنعهُ لهم.
ولما قال هذا أراهم يديهِ وجنبهُ. ففرح
التلاميذ إذ رأوا الرب. قابل هذا مع وعدهِ
السابق لهم. ولكني سأراكم أيضًا فتفرح
قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم (إصحاح
22:16). غير أني أقول: أن السلام أفضل من
الفرح لأن سلامنا مع الله مبني على عمل
المسيح الافتدائي الذي أكملهُ
مرَّة واحدة على الصليب ويمكننا أنم
نقول في كل حين فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان
لنا سلام مع الله يرينا يسوع المسيح. وأما
الفرح الروحي فينتج لنا من الشركة
الروحية فإذا ضعفت الشركة أو فُقدت في
وقتٍ ما يفقد الفرح أيضًا. يُقال عن الله
في الكتاب: أنهُ إله السلام لأن هذا من
صفاتهِ ولا يُقال: أنهُ إله الفرح مه أنهُ
يحبُّ أن يفرح قلوبنا ويأمرنا أيضًا بأن
نفرح في الرب في كل حين. فقال لهم يسوع
أيضًا: سلام لكم. لم يُكرّر كلامًا باطلاً
كما هي عادة الناس ولا نطق بكلمة ليست في
محلها، فلما قال أول مرَّة سلامٌ لكم
أراهم يديهِ وجنبهُ لكي يحقّق لهم أنهُ
هو الذي مات وجُرح على الصليب. وهذا هو
السلام مع الله الذي نحصل عليهِ جميعنا
بإيماننا بالمسيح الذي مات لأجلنا وقام
ولكننا نحتاج أيضًا إلى السلام الإلهي
باعتبار الضيقات التي نجتاز فيها في
العالم وهذا ينتج لنا من ثقتنا في الرب
كما قال سابقًا عن هذا الموضوع. قد
كلَّمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في
العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا، أنا قد
غلبت العالم (إصحاح 33:16). فنراهُ هنا كمَنْ
قد غلب العالم والموت واقفًا في وسط
تلاميذهِ الخائفين من اليهود ولكنهُ
مزمع أن يرسلهم إرسالية خصوصية إلى هذا
العالم نفسهُ الذي أبغضهُ ورفضهُ.
فيعطيهم السلام. ثم يقول: كما أرسلني الآب
أرسلتكم أنا. وهذا يطابق كثيرًا مما قال
للأحد عشر في الليلة التي أُسلم فيها.
ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح
القدس. نراهُ هنا مُبدئًا الخليقة
الجديدة، لما جبل جسد آدم من التراب نفخ
في أنفهِ نسمة حياة فصار آدم نفسًا حيَّة
انظر (تكوين 7:2). وقد أشار إلى ذلك بولس
الرسول بقولهِ: هكذا مكتوب أيضًا. صار آدم
الإنسان الأول نفسًا حيَّة وآدم الأخير
روحًا محييًا (كورنثوس الأولى 45:15) وأما
العامل في الحادثتين هو الأُقنوم الثاني
كما لا يخفى عند القارئ المسيحي ولكنهُ
عمل كالخالق في آدم باعتبار الخليقة
الأولى القديمة ولكننا نراهُ هنا عاملاً
في التلاميذ باعتبار الخليقة الجديدة
التي هو بداءتها بعد قيامتهِ من الأموات.
فنفخ عليهم وأعطاهم الروح القدس لكي
يضمَّهم إليهِ كإنسان مُقام من الأموات
وصار يعمل فيهم كروح الحياة الذي كان قد
أحيا الرب نفسهُ جسدًا وأدخلهُ إلى حالة
جديدة أي حالة القيامة. قابل هذا مع (رومية
1:8-11) وترى كيف عملهُ فينا من هذا القبيل.
يجب أن نلاحظ أنهُ لم يكن قد صعد إلى الآب
بعد بل إنما أعطاهم الروح القدس بصفة
جديدة كمقام من الأموات وهذا يختلف عما
سبق ووعدهم بشأن إرسالهِ الروح القدس لهم
من السماء من عند الآب لأن هذا لم يتم حتى
من بعد انطلاقهِ إلى الآب وارتفاعهِ
وتمجيدهِ كإنسان في السماء كما نرى في (إصحاح
2) ومواضع أخرى كثيرة جدًّا. ثم قولهُ: من
غفرتم خطاياهُ تغفر له ومَنْ أمسكتم
خطاياهُ أُمسكت. يشير إلى إرساليتهم
وخدمتهم كرسل. (راجع مَتَّى 19:16؛ 18:18) إنهُ
يشرح على موضوع الربط والحل الوارد هناك.
غير أني ارتحت هناك أن غفران الخطايا
وإمساكها المذكورين هنا يختلفان نوعًا
عن ربطها وحلها بحيث أن الأول أوسع من
الثاني لأنهُ يتضمن خدمة الرسل
التبشيرية. فالربط والحل يختصان بإجراء
التأديبات الاجتماعية أو الكنائسية وقد
سبق الشرح المستوفي على هذا الموضوع في
محلهِ الخاص. ……هنا للرسل فيشير: أولاً- إلى كرازتهم بالتوبة ……… في موضع
آخر. وأن يُكرز باسمهِ بالتوبة ومغفرة
الخطايا لجميع الأمم، مبتدأ من أورشليم (لوقا
47:24) وهذا الكلام يطابق كثيرًا مما قد
رأينا في هذا الإنجيل من الإصحاح الثالث
فصاعدًا لأن الرب نفسهُ نادى بلزوم
التوبة والإيمان بهِ لأجل مغفرة الخطايا
والحياة الأبدية وأن الذي لا يؤمن بهِ لن
يرى حياةً بل يمكث عليهِ غضب الله. وقد
أمسك خطايا اليهود عليهم إذ قال أنهم
يذهبون ويموتون بخطاياهم لأنهم لم
يؤمنوا بهِ. فكما كان الآب قد أرسلهُ إلى
العالم هكذا هو الآن يرسل تلاميذهُ إليهِ.
كان العالم من اليهود والأمم خطاة من قبل
حضور ابن الله في وسطهم ثم برهنوا حالتهم
بل أكملوا خطاياهم بإهانتهم المسيح
وقتلهِ. فإذًا يحتاجون قبل كل شيء إلى
غفران خطاياهم فالرب من نعمتهِ أرسل
رسلهُ لكي يؤسسوا التعليم المسيحي
ويصرحوا للناس بكيفية الغفران ويحققوا
لهم أن كل مَنْ يؤمن تُغفر لهُ خطاياهُ
وأما الذي لا يؤمن فتبقى خطاياهُ ممسكة
عليهِ للدينونة. انظر كلام بطرس الرسول
إذ قال بجوابهِ للذين نُخسوا في قلوبهم
وسألوهُ: ماذا نصنع؟ إذ قال لهم: توبوا
وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع
المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية
الروح القدس (أعمال الرسل 38:2). وأيضًا لهُ
يشهد جميع الأنبياء أن كل مَنْ يؤمن بهِ
ينال باسمهِ غفران الخطايا (أعمال الرسل
43:10). ثم كلام بولس الرسول الوارد في (أعمال
الرسل 39:13-41) حيث يذكر الإمساك بعد ذكرهِ
الغفران. هذا مع شهادات كثيرة جدًّا
يطابق كلام الرب عن إرسالهِ الرسل لغفران
الخطايا وإمساكها لأن كل مَنْ لا يؤمن
يُدان. لا حاجة لي أن أقول للقارئ المسيحي
أن الرب نفسهُ هو مصدر هذا العمل المذكور
لأن ليس أحد يقدر أن يغفر الخطايا إلاَّ
الله وحدهُ غير أننا نرى هنا أنهُ شاء
واستخدم رسلهُ لإجراءهِ بالطريق المار
إيضاحها يعني طريقًا تصريحيه لأن
الغفران لم يكن منهم كمصدرهِ بل من الرب
ولكنهم صرَّحوا بلزومهِ وكيفيتهِ وحققوا
للسامعين من فم الرب بأن كل مَنْ يؤمن لهُ
المغفرة. لا شك بأن كل مَنْ ينادي
بالإنجيل يقول نفس هذه الأقوال لسامعيهِ
ولكنهُ إنما يبني على أساس الرسل الذين
لولا خدمتهم الخصوصية لم يكن من الأمور
الممكنة لأحد منا أن يتجاسر للمناداة
ببشارة الإنجيل معلوم أنهُ من الأمور
الهينة علينا الآن أن نقول للناس أنهُ
يجب عليهم أن يتوبوا ويؤمنوا وأنهُ إذا
عملوا هكذا لهم مغفرة خطاياهم ولكن ذلك
لم يكن من الأمور الممكنة قبل العمل
الرسولي الذي تم يوم الخمسين بين اليهود
وقبل بداءة التبشير بين الأُمم الذي تم
بعد ذلك. نحن قد تعوَّدنا على التعليم
المسيحي فنحسبهُ من الأشياء البسيطة
الموقَّنة وهو كذلك ولكننا لا نقدر أن
نتصور كم كان يفوق عقل الإنسان قبل
إنشاءهِ رسميًّا بواسطة الرسل الذين سبق
الرب واختارهم ليكونوا شهودًا وخدامًا
لهُ بعد انطلاقهِ إلى الآب لم يكن شيءٌ من
أسفار العهد الجديد مكتوبًا وقتئذٍ وكان
الرب نفسهُ قد رُفض كمُضلّ وقُتل كمذنب
وتلاميذهُ أنفسهم كانوا متزعزعين في
حيرة لا مزيد عليها. وأقول أيضًا: أنهُ لو
فرضنا أن التلاميذ انتبهوا وفهموا حقيقة
الحال لم يقدروا من أنفسهم أن يتصوَّروا
إلاَّ سرعة وقوع الدينونة على العالم من
أجل رفضهم ابن الله ولكن الرب أرسلهم كما
كان الآب قد أرسلهُ ببشارة النعمة
والغفران لكل مَنْ يقبلهم كرُسلهِ راجع
قولهُ: الحقَّ الحقَّ أقول لكم: الذي يقبل
مَنْ أُرسلهُ يقبلني. والذي يقبلني يقبل
الذي أرسلني (إصحاح 20:13). ثانيًا- كلام الرب هنا عن غفران الخطايا
وإمساكها يطلق أيضًا على تصرُّف الرسل في
سياسة الكنيسة وإجراء التأديبات كما قلت
آنفًا. وبهذا الوجه يطابق الربط والحل.
غير أني لست أرى أنهُ من الأمور اللازمة
أن أتكلَّم عن هذا الموضوع هنا ولا عن
ادعاءات البشر بوجود بعض أشخاص الآن على
منصب الرسل في الكنيسة. وقد رأينا في
الشرح على هذا الموضوع في مَتَّى أن ليس
أحد من البشر مع كل تعظُّمهم بالكلام في
شأن الربط والحل يدَّعي بأنهُ يقدر أن
يغفر الخطايا غفرانًا أبديًّا لأن
النصارى جميعًا يعتقدون بالدينونة
الأخيرة أمام العرش العظيم الأبيض وأن
يسوع المسيح هو ديان الأحياء والأموات.
فإذًا بموجب هذا الاعتقاد الربط والحل
ولو أُجريا بالصواب الآن لا يغنيان الناس
عن الوقوف أمام عرش الديان أخيرًا لأجل
حُكمهِ الأبدي عليهم حتى الذين يظنُّ
عنهم أنهم في منصب الرسل ينبغي أن يقفوا
أمامك ذلك العرش في القضاء. فإن كانوا لا
يقدرون أن يغفروا خطايا أنفسهم غفرانًا
إلهيًّا أبديًّا فكم بالحري لا يمكنهم أن
يغفروا لغيرهم. غير أني أترك الكلام عن
هذا الموضوع لأنهُ يشغل أفكارنا ويلهينا
عن النظر إلى فادينا العزيز يسوع المسيح
الذي مات لأجلنا وقام وبشَّرنا بالسلام
صنعهُ لنا بدم صليبهِ. وهذه البشارة التي
تُفرح قلوبنا وتغنينا عن البشر
وادَّعاءاتهم الكثيرة.
24 أَمَّا
تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ،
الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ،
فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ
يَسُوعُ. 25 فَقَالَ لَهُ
التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ:«قَدْ
رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ:«إِنْ
لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ
الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي
أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي
فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ».
(عدد 24، 25). كان توما متباطئًا في الإيمان وصرَّح
بأنهُ لا يؤمن بأن الرب قد قام من الأموات
بدون أن يشاهدهُ عيانًا وهو مثال تام
لأُمة إسرائيل الذين يبقون على عدم
إيمانهم بالمسيح إلى أنهم يُعاينونهُ.
وكان بولس أيضًا مثالاً لهم من هذا
القبيل كما يقول عن نفسهِ. ولكنني لهذا
رُحمتُ ليظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً
كل أناةٍ مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا
للحياة الأبدية (تيموثاوس الأولى 16:1).
لأنهُ عمل في الأول كأُمتهِ الغير
المؤمنة وبقى يرفض بشارة النعمة إلى أن
ظهر لهُ الرب كلمعان الشمس من السماء.
فتكون هذه الحالة حالة إسرائيل في
المستقبل. غير أن بولس يشير إلى لطف الرب
وطول أناتهِ وحالة توما تمثل تباطؤهم في
الإيمان حتى من بعد ما يكونون قد اقتنعوا
أن يسوع الناصري هو مسيحهم الحقيقي وأنهُ
مات ولكنهم أي البقية التائبة يبقون
متزعزعين وقت الضربات ولا يقدرون أن
يؤمنوا بهِ كمقام من الأموات حتى ينظروهُ. 26 وَبَعْدَ
ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ
تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً
وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ
وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ
فِي الْوَسْطِ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!».
27 ثُمَّ قَالَ لِتُومَا:«هَاتِ
إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ
يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي
جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ
بَلْ مُؤْمِنًا». 28 أَجَابَ تُومَا
وَقَالَ لَهُ:«رَبِّي وَإِلهِي!». 29 قَالَ
لَهُ يَسُوعُ:«لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا
تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ
آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». (عدد 26-29). تأَّنى الرب على توما كما أنهُ سيتأنى على
إسرائيل وبعد المدة الكافية المعبَّر
عنها بثمانية أيام وقف في وسط التلاميذ
وناداهم بسلام ثم عامل توما المتباطئ
بالإيمان بالمعاملة اللازمة لإزالة
شُكوكهِ وتثبيت إيمانهِ. إذ قال لهُ: هات
إصبعك إلى هنا وأبصر يديَّ وهات يدك
وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا.
فما أعظم لطف الرب وطول أناتهِ. أجاب توما
وقال لهُ: ربّي وإلهي. وهذا الإقرار هو
نفس إقرار التائبين من إسرائيل في
المستقبل. ويُقال في ذلك اليوم: هوذا هذا
إلهنا انتظرناهُ فخلَّصنا. هذا هو الرب
انتظرناهُ نبتهج ونفرح بخلاصهِ (إشعياء
9:25). قال لهُ يسوع: لأنك رأيتني يا توما
آمنتَ. طوبى للذين آمنوا ولم يروا. جميع
الذين قد آمنوا بالمسيح من يوم الخمسين
فصاعدًا قد قبلوا حقيقة قيامتهِ بموجب
شهادة الرسل والذين عاينوهُ (انظر
كورنثوس الأولى 1:15-19) حيث نرى أن لقيامتهِ
اعتبارًا عظيمًا جدًّا فلمثل هؤلاء
الطوبى من فم الرب بالمقابلة مع توما
ومَنْ كان مثلهُ. لأن الإيمان العامل
فينا بواسطة الكلمة هو أفضل من الاقتناع
بمشاهدة العين. كان في توما مقدار من
العناد إذ حسب أنهُ من الأمور المستحيلة
أن الرب يكون قد قام وصرَّح لرفقائهِ
بأنهُ لا يصدق شهادتهم إن لم تتم الشروط
التي وضعها هو كما هي عادة الناس إذا
نطقوا بما يصدر من عدم إيمانهم بحيث
يجعلون عقل البشر قياسًا للحقّ. كان
الآخرون قد تأخروا كثيرًا في قبولهم
حقيقة القيامة ولكنهم لم يضعوا شروطًا
كهذه لإيمانهم بها. لاحظ أيضًا أن
اجتماعهم المذكور في (عدد 19؛ وفي عدد 26)
كان في يوم الأحد فالأول في ذات يوم
القيامة والثاني في الأحد الذي تلاهُ.
فإذًا الرب أفرز يوم الأحد تذكارًا
لقيامتهِ وخصصهُ بنوع دون غيرهِ من أيام
الأسبوع لاجتماع ……… في وسطهم.
30
وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً
صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ
لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. 31 وَأَمَّا
هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا
أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ
اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا
آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (عدد 30، 31). لا يخفى أن هذا الفصل كخاتمة لإنجيل يوحنا
ويشير بالاختصار إلى الآيات الكثيرة
التي صنعها الرب مدة حياتهِ أمام
تلاميذهِ مع أنهُ لم يدرج إلاَّ قليلاً
منها وأما مقصدهُ بكتابتهِ ما أدرجهُ فهو
لأجل تثبيت إيمان القارئ: أولاً- من جهة كون يسوع هو المسيح الموعود
بهِ لليهود. ثانيًا- أنهُ ابن الله. وإذا قابلنا هذا مع
كثير مما ورد في كتابات يوحنا نرى أنهُ
كان يراعي حالة اليهود والمؤمنين الذين
كانوا من اليهود أصلاً قبل إيمانهم.
لأنهُ هو ورفقاءهُ امتنعوا عن تتميم
إرساليتهم إلى الأُمم وأسلموها لبولس
ومَنْ كان معهُ (انظر غلاطية 9:2). وقولهُ:
لتؤمنوا الخ. يفيد: أولاً- أن كتابهُ يكفي لإقناع اليهود بأن
يسوع هو المسيح ابن الله إن كانوا يقبلون
الإقناع. ثانيًا- أنهُ يُقّوي إيمان الذين قد آمنوا
لأنهُ كثيرًا ما يستعمل عبارات كهذه وهو
يُخاطب المؤمنين. وقولهُ: ولكي تكون لكم
إذا آمنتم حياة باسمهِ. يطابق أقوال الرب
نفسهُ التي وردت في مواضع كثيرة في شأن
هذا الموضوع أي أن كل مَنْ يؤمن بهِ لهُ
الحياة الأبدية. |
10 | 9 | 8 | 7 | 6 | 5 | 4 | 3 | 2 | 1 | المقدمة |
21 | 20 | 19 | 18 | 17 | 16 | 15 | 14 | 13 | 12 | 11 |