جولة مع يسوع إلى السامرة |
خادم الرب الأخ: حليم
حسب الله
الفصل الثامن والعشرون المسيح مخلص العالم عندما خرج السامريون من المدينة وأتوا إلى الرب يسوع نتيجة مناداة المرأة لهم، وآمن كثيرون منهم به بسبب كلامها وشهادتها، سألوه أن يمكث عندهم. فمكث هناك يومين. فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه. عندها أعلنوا "لأننا نجن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4: 30و39-42). لقد اكتشف السامريون في المسيح مخلصا للعالم. ينفرد البشير يوحنا بين البشيرين في بشارته بهذا اللقب للمسيح "المسيح مخلص العالم"، ويذكره أيضا في رسالته الأولى "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصا للعالم" (1يو4: 14). هذا هو العمل الرائع الذي ارتبط بشخص المسيح من الأزل وأظهره في ملء الزمان عندما جاء إلى العالم متجسدا، لذلك سمي "يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21) ومعنى هذا الاسم المبارك "يسوع" يهوه يخلص. هذا ما قد أظهره وأعلنه في كل لحظات حياته على الأرض، الذي "جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أع10: 38) والذي أعلنه واضحا كل الوضوح بتقديم نفسه ذبيحة كفارية لخلاص العالم. وهذا اللقب "مخلص العالم" لقبا إلهيا تردد في كل صفحات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. فيهوه إله الخلاص وهو المخلص وهو الإله المخلص، هذا ما نقرأه كثيرا في المزامير وأسفار الأنبياء. إن ربنا يسوع المسيح ليس مجرد نبي جاء إلى العالم حاملا رسالة من الله، وليس هو شخص جاء بصرخة إنذار وتوبيخ ملتهبا بنار الغيرة الإلهية، ولا هو محلل نفسي عرف أعماق النفس البشرية ودرس أسرارها وتغلغل في أعماق الفكر البشري وقدم علاجا جديدا لأمراض البشرية. حتى وإن كان قد أظهر كل هذه الأمور عندما التقى بالمرأة السامرية لكنه أعظم بكثير من هذا، إنه يهوه "مخلص العالم". وهو ليس مجرد نموذج رائع يجب أن نرتقي ونصل إلى مستواه بجهادنا، الشيء الذي لا نختبر إلا الفشل في الوصول إليه. إنه يسوع قبل أن يكون نبيا وقبل أن يكون موبخا ومنذرا، قبل أن يكون معلما عارفا بأسرار النفس وقبل أن يكون مثالا كاملا يدعونا إلى حياة السمو، هو "مخلص العالم". فهو يخلص من الخطيئة، من ذنبها وجرمها ومن قوتها وسلطانها ومن عقابها وأبديتها. ولنا أروع مثال في هذا ألا وهو المرأة السامرية. لقد مات الرب يسوع لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا (رو4: 25). لذلك هو سبب خلاص أبدي لجميع الذين يطيعونه" (عب5: 9). وإذ هو حي في كل حين وله كهنوت لا يزول فهو يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله (عب7: 24و25). لذلك هو ينادي للخطاة بالقول "التفتوا إلى واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر" (إش45: 22). ولذلك يقول الرسول بطرس عنه "وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع4: 12). إن كان سؤال عزيزي القارئ كسؤال سجان فيلبي الذي سأله لبولس الرسول وسيلا "يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص"، فلا جواب إلا ما قاله بولس وسيلا للسجان "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع16: 30و31). لقد آمن السجان وجميع من في بيته، وكان نتيجة الإيمان "فتهلل مع جميع من في بيته" (أع16: 34). وهل عزيزي القارئ حصل على هذا الخلاص؟. إن كنت إلى الآن لم تحصل على هذا الخلاص، فها مخلص العالم يقدمه لك، لذلك لا تتوانى في طلبه، فالعمر ليس بمضمون، والتأجيل ليس لصالح الإنسان، ولا خلاص بعد انتهاء رحلة الحياة من على الأرض بل هلاك محتم وعذاب مرير في نار جهنم. لذلك اهرب لحياتك. ********************* |
جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.