جولة مع يسوع إلى السامرة |
خادم الرب الأخ: حليم
حسب الله
الفصل الثاني عشر هو ........... وهي "طوبى لمن إله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه" (مز146: 5). يمكننا أن نلخص قصة المرأة السامرية في كلمتين هما: هو...وهي:- أولا: هو:- قليلة هي القصص التي سردها البشيرون، والتي تظهر لنا شخصية الرب يسوع وصفاته كما تظهر لنا في قصة المرأة السامرية التي أتى إليها باحثا عنها ومتكلما إليها، فهذه القصة تظهر لنا شخص المسيح في ذاته وصفاته فهو:- · ابن الله الأزلي الأبدي الذي قال "...أنا والآب واحد" (يو10: 30). والذي قال "أنا فيَ الآب والآب فيَ" (يو14: 10و11). فهو "الإله الحق والحياة الأبدية" (1يو5: 20)، وهو "رب الكل" (أع10: 36)، "والكائن على الكل الله المبارك إلى الأبد" (رو9: 5)، الله الذي ظهر في الجسد (1تي3: 16)، الكلمة الأزلي الذي صار جسدا (يو1: 14). علام الغيوب وكاشف الأسرار (يو4: 18). · ابن الإنسان الذي تشارك معنا في اللحم والدم (عب2: 14)، والذي شابهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (عب2: 17). تتميز بشارة يوحنا بأنها في الوقت الذي تؤكد فيه لاهوت ربنا يسوع المسيح، فإنها لا تغفل الجانب الإنساني في حياته، لذلك يذكر عنه في قصة المرأة السامرية أنه:- 1- تعب ليهب الراحة: تعب من السفر وجلس هكذا على البئر. لقد تعب ويريد أن يستريح مع أنه مريح التعابى (مت11: 28). لقد تعب باعتباره الإنسان يسوع المسيح، وهذا لا يقلل منه باعتباره هو الله. فهو الله وإنسان معا. لقد تعب ليريح المتعبين، لقد حمل أثقال خطايانا التي أحنت ظهورنا في جسده الكريم، وعلى الصليب دفع الحساب كاملا ليهب راحته لنا، وبراحتنا هو يستريح أيضا. لقد كان يجول يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس (أع10: 38) وفي صليبه يقول "العار قد كسر قلبي فمرضت..." (مز69: 20). لقد تعب لراحتنا ويستريح أيضا متى أراحنا "هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة" (لو15: 7). 2- عطش ليروي: لقد قال للمرأة السامرية "أعطيني لأشرب" (يو4: 7)، وقال أيضا وهو على الصليب "أنا عطشان" (يو19: 28). لقد قال هذا وهو في مركز الاتضاع، هذا الذي نادى في اليوم الأخير العظيم من العيد قائلا "إن عطش أحد فليقبل إليَ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو7: 37و38). 3- صبر وتأنى عليها ليهبها الآمان: لقد جلس على البئر لا ليستريح من التعب فقط بل كان منتظرا إياها حتى تأتي. لقد كان انتظاره ليس في الوقت الذي تأتي فيه فقط فهو انتظر حتى جاءت، بل كان أيضا صبورا متأنيا في الكلام معها ليهبها الشعور بالأمان. 4- أظهر لها كل العطف والرقة والحنان: لنتصور معا ماذا لو كان شخص آخر غير الرب يسوع حتى ولو سمت صفاته الدينية والخلقية موجودا عند البئر، ترى ماذا يكون موقفه من هذه المرأة سيئة السمعة؟ هل كان يعطف عليها أو يعطها اهتماما وينظر إليها؟ أما كانت هي تخشاه وتهرب منه؟. لكن ها هي الآن أمام رب المجد الذي يعرف تفاصيل حياتها، فيعطف عليها ويظهر لها كل الحب مما يجعلها تطمئن إليه وتعترف بخطيئتها وتطلب منه الغفران وترى فيه المحب الألزق من الأخ. 5- حطم كل الحواجز العنصرية: فهو قد داس على العداوة التقليدية بين اليهود والسامريين وها هو يتحدث مع امرأة سامرية. ولقد حطم أيضا حواجز التفرقة بين الرجل والمرأة. فلقد كان التقليد اليهودي يحرم على أي واحد من الأحبار أن يحيي سيدة في الطريق أو يتحدث إليها. أحيانا كثيرة بسبب عدم الانتظار على النفوس، وعدم وجود طول الأناة ولاسيما مع الذين يتحاورون معنا في بعض المبادئ والحقائق المسيحية وإحساسنا بعدم موافقتهم على ما نقوله لهم وعدم قبولهم للبشارة نتركهم بتسرع يائسين دون فائدة وتضيع الفرصة دون أن نستكمل الحديث معهم ودون اتخاذ أي قرار. ثانيا:هي:- امرأة سامرية مسكينة تعيش في أوحال الخطية والنجاسة والشهوات العالمية. إنها امرأة مكروهة ومنبوذة من اليهود لأنهم لا يعاملون السامريين، ومكروهة من بني جنسها بسبب خطاياها. إنها محطمة داخليا بسبب الخطية ومحطمة خارجيا من الناس. ربما حاولت التخلص من خطاياها لكن الشهوة الجامحة كانت تتغلب عليها حتى أنها تزوجت بخمسة رجال والذي كان معها ليس لها. إنه عطش النفس وجوعها ومن يرويها ويشبعها؟. هذه المرأة تمثل البشرية العطشانة التي تجري وراء خداع وبريق وبطل وسراب هذا العالم، وراء ملذات وشهوات دنسة زائلة. إبليس رئيس هذا العالم يخطط في كل لحظة في كيف يخدع البشرية ويسقطها في ملذات وشهوات كثيرة ليبعدها عن الرب إلهها. لقد أغوى آدم وحواء قديما وفصلهما عن الله، ولازال يفعل حتى الآن مع نسلهما بذات الكيفية. لقد استعبد البشر وأبعدهم عن الله مصدر الراحة والارتواء ومصدر الحياة والشبع والفرح، وجعلهم يتمسكون بأشياء باطلة مثل الإدمان والتدخين ودنس ونجاسة هذا العالم تحت عنوان الحضارة والتكنولوجيا العصرية، وأصبحت النفس في خواء وفراغ عظيمين. لقد قال المسيح عن مياه العالم "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا"، لكن عن ما يعطيه هو قال "ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 13و14). لقد صار العالم في عطش شديد نتيجة ابتعاده عن الرب، وهل يرجع إليه؟! وبالتأمل في حياة المرأة السامرية نرى:- 1- إنها عطشانة ولم تختبر الارتواء الحقيقي إلا بعد مقابلة الرب يسوع معها. 2- تتكلم بما لا تفهم: قالت للرب يسوع "كيف تتطلب مني لتشرب وأنت يهودي.." (يو4: 9). وذلك لأن اليهود لا يعاملون السامريين. من الواضح أنه من التقاليد المتبعة أنه لا يجوز لرجل التحدث مع امرأة في مكان منفرد حتى أن التلاميذ تعجبوا عندما رأوه يتحدث معها (يو4: 27). وفي قولها "كيف تتطلب مني" كأنها تقول له لقد تعديت الحدود، رجل يتحدث مع امرأة! وأيضا تخطيت حدود العداء فاليهود لا يعاملون السامريين. ولقد أظهر الرب يسوع عدم فهمها في قوله لها "لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا" (يو4: 10). ثم سؤالها أيضا للرب "من أين لك الماء الحي. أ لعلك أعظم من أبينا يعقوب يعلن أيضا عن جهلها يشخصه. وكأنه تقول له: هل تعترض على كرامة هذه البئر ومياهها التي تختلط بأروع التقاليد؟ ترى من تكون؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي لم يجد وسيلة لارتوائه هو وبيته ومواشيه إلا عن طريق هذه البئر؟ هل تدعي بأن لك سلطان أن تحمل مياها جارية تتفجر من الصخر؟ هل أنت أكثر حكمة وقوة وإعجاز من يعقوب؟ هذا هو الإنسان في جهله وعطشه وجوعه، وهذا هو الرب يسوع في محبته ونعمته. فمتى تقابل الإنسان مع المسيح صار كل شيء في وضعه الصحيح. رب سائل يسأل من يحتاج للآخر؟ هل هي المحتاجة إليه أم هو المحتاج إليها؟ واضح لنا أن كل منهما يحتاج للآخر. عندما جاءت إلى البئر طلب هو منها لتعطيه أن يشرب، ثم طلبت هي منه ليعطيها. هو طلب منها أولا وهي طلبت منه بعد ذلك. فهي عطشانة وتريد الارتواء وهو كذلك كان عطشان ويريد الارتواء. إن ارتواءه هو في ارتوائها هي. بمجرد أن ارتوت تركت جرتها ودخلت مدينتها. وهو أيضا ارتوى إذ رآها هي قد ارتوت. ********************* |
جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.