لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

جولة مع يسوع إلى السامرة

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ: حليم حسب الله
 

الفصل الثالث والعشرون

المرأة السامرية والمسيا

أولا: المرأة السامرية وانتظارها للمسيا

"قالت له المرأة أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. قال لها يسوع أنا الذي أكلمك هو" (يو14: 25و26).

متى دخل الرب يسوع إلى الحياة، ورفعت الخطية التي تحجب الرؤية عن معرفة ابن الله، تنفتح العين لمعرفته. وهذا ما حدث مع المرأة السامرية. فبعد أن كشف الرب يسوع لها ماضيها "كان لك..."، وحاضرها "والذي لك الآن..."، قالت له "يا سيد أرى أنك نبي". لنلاحظ القول "أرى"، لقد استطاعت أن ترى بعد أن فتح الرب قلبها وعينيها الداخلية. لقد سقطت القشور التي كانت تحجب الرؤيا، مثلها مثل شاول الطرسوسي الذي سقطت عنه القشور فأدرك أن المسيح الذي يضطهده هو ابن الله المحب والمخلص. مع ملاحظة الفارق فلقد سقطت من شاول قشور التعصب، أما المرأة السامرية سقطت منها قشور النجاسة والخطيئة.

موسى رجل الله بعد أن فتحت عيناه لمعرفة مجد ابن الله، جاء عنه هذا القول "بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة" (عب11: 24-26).

لقد كشف الرب يسوع خباياها وأسرارها لذلك قالت له "أرى أنك نبي"، فمتى تحرر الإنسان من الخطية ونير العبودية يستطيع أن يدرك الأمور الحقيقية ويكتشف الأشياء الجوهرية. لقد كان عند المرأة السامرية معرفة عقلية عن المسيا وفي ذات الوقت كانت تعيش في الخطية. وهكذا أيضا إلى الآن في المسيحية كثيرين عندهم معرفة عقلية ذهنية عن الحقائق المسيحية ولكن في باطنهم تعيش الخطية والأمور الشهوانية. لقد قال الرب عن شعبه القديم "هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد بعيدا عني" (إش29: 13، مت15: 8، مر7: 6). وقال أيضا "وللشرير قال الله ما لك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك. وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك. إذا رأيت سارقا وافقته ومع الزناة نصيبك...هذه صنعت وسكت. ظننت أني مثلك. أوبخك وأصف خطاياك أمام عينيك. افهموا هذا يا أيها الناسون الله لئلا أفترسكم ولا منقذ" (مز50: 16-22). هؤلاء إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى الرب بكل قلوبهم، سيأتي اليوم الذي فيه يقولون "يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت7: 22و23).

في الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا يعلن عن سبعة أسماء للرب يسوع وهي: الكلمة، الله، النور الحقيقي، الابن الوحيد، حمل الله، المسيا، ابن الإنسان. وفي الأصحاح الرابع قال للمرأة السامرية "إني أنا هو" هو يهوه والمسيا، مشتهى كل الأمم ومشتهى النساء (حجي2: 7، دا11: 38).

لقد قالت المرأة للرب "أنت يهودي"، ثم قالت "أرى أنك نبي"، ثم قالت "أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي" هذا هو الذي يرشد إلى الصحيح. في إنجيل يوحنا لم يعلن الرب يسوع ذاته إلا لاثنين فقط مع أنه صاحب الأمجاد. أعلن ذاته باعتباره المسيا لامرأة سامرية نجسة بعد أن تعامل معها وطهرها. وأعلن ذاته باعتباره ابن الله أيضا لأعمى منذ ولادته بعد أن خلق له عيونا من الطين. (يو4: 26، 9: 35-38).

عمل النبي ليس معرفة ما هو خفي فقط، لكن أيضا يلمس الضمير وهذا ما عمله الرب يسوع مع المرأة السامرية. إن الرب لم يأت ليدين ولذلك لم يتكلم معها عن الدينونة مع أنه الديان، لكنه أظهر لها نعمة غنية فقد قال لها "لو كنت تعلمين عطية الله"، يا لها من نعمة تفيض بالإحسان وتصل لامرأة بحسب حكم الناموس تستحق الرجم بالحجارة. "الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم. بل ليخلص به العالم" (يو3: 17). ومن هنا كان لابد أن يتجاوب مع المرأة ويعلن لها أنه المسيا والمسيح مخلص العالم (يو4: 42).

لقد كان الرب يسوع ينتقل مع السامرية من إعلان إلى إعلان آخر أسمى. فقد حدثها أولا عن الله الذي يعطي، وعن الابن الذي جاء من السماء متضعا فطلب منها ليشرب، ثم تكلم معها عن الماء الحي بالمقارنة بماء بئر يعقوب، ثم من الينبوع الذي يملأ حياة المؤمن فينبع ويتدفق إلى حياة أبدية، إلى اختبار فيضان هذه الحياة، ثم إلى إعلان شخصه باعتباره الإله العظيم وبه توزن الأعمال، ثم قادها إلى الآب الذي يطلب ساجدين، وأخيرا إلى شخصه باعتباره المسيا مشتهى الإيمان.

 

ثانيا: المرأة السامرية والإخبار بالمسيا

"اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15).

"فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. أ لعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه" (يو4: 28و29).

في وقت حصار السامرة من الآراميين، إنما نتذكر أولئك الرجال الأربعة البرص الذين كانوا خارج المدينة في الوقت الذي كانت فيه محاصرة، وكان من فيها في جوع شديد، لكن جاءهم أولئك البرص يحملون بشرى الخلاص العجيب، ويحدثونهم عن فرار كل الجيوش المحاصرة لهم وعن الطعام والخير (2مل7). وأيضا خادمة مسكينة في بيت نعمان السرياني القائد العظيم، هذه الفتاة المسبية استخدمها الرب لتوصيل الخبر السار لهذا القائد فكانت سبب شفائه من البرص عند أليشع. (2مل7: 3-16، 5: 2و3) وأيضا أكثر تلاميذ الرب كانوا صيادي سمك. إنه يستخدم آنية ضعيفة في ذاتها ليصير فضل القوة لله لا منا. إن طرق الرب تختلف عن طرقنا فهو يستخدم فتى بسيط يرعى غنم أبيه اسمه داود لقتل جليات الجبار (1صم17). ويزود عبد عبراني اسمه دانيال بالحكمة أكثر من المجوس والسحرة الكلدانيين (دا2).

وهنا نحن أمام امرأة منبوذة، كانت في نظر مجتمعها أسوأ من أولئك الرجال البرص. كانت نفسها مجدبة، في حالة عطش شديد، لكن التقى بها المخلص وتعامل معها، وعندما أعلن لها عن ذاته بأنه هو المسيح، المسيا، كان هذا الإعلان له تأثيره الشديد على حياتها ففعلت الأمور الآتية:-

1- تركت جرتها.

2- مضت إلى مدينتها وأخبرت عن تغيير حدث لحياتها أجراه المسيا فيها. كانت تشهد أنه "قال لي كل ما فعلت".

3- نادت قائلة "أ لعل هذا هو المسيح" وبمعنى آخر "أليس هذا هو المسيح"؟.

عندما كلمها الرب يسوع عن الماء الحي قالت له "لا دلو لك والبئر عميقة"، ولكن عندما أعلن لها عن ذاته أنه هو المسيا وتعرفت به، تركت البئر والمياه التي فيها، والجرة التي تريد أن تملأها، لأنها قد وجدت فيه هو المياه الحية والارتواء الحقيقي. لقد تحولت تماما عن الجرة والبئر والمياه التي فيها ولم تعد مشغولة بها لأن كل مشغوليتها أصبحت بشخص المسيح معطي المياه الحية. إن الشيء الذي ترك تأثيرا عجيبا في هذه المرأة هو أنها في الوقت الذي اكتشفت فيه أن الشخص الذي تقف أمامه هو المسيح وهو الله يهوة، اكتشفت أيضا أنه الله المحب. هذا هو أعظم اكتشاف. إنه لشيء عجيب، أن الله بالرغم من أنه يرى ويعرف ما فينا من إثم وضلال وفساد، لكنه يحبنا محبة شديدة. إنها المحبة التي تتأنى وترفق. إنها المحبة التي تستر كل الذنوب، والتي تحتمل كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. إنها محبة الله العجيبة. لقد انصهرت تلك النفس من شدة المحبة، فلم تستطع أن تصمت بل ذهبت لتخبر من في المدينة. نعم إن الرب عندما يتلاقى مع النفس الخاطئة يعمل بها عجبا.

ربما فكرت هذه المرأة بأن الله بعيد جدا عنها، لا يهتم ولا يبالي بها، لذلك فضلت حياة البعد عنه، وإذ بها تراه يذهب لأجلها باحثا عنها، ويتحدث إليها بكل لطف، ويطرق باب قلبها بكل رقة. عندما أدركت هذه المرأة من هو يسوع ومحبته، تركت جرتها وذهبت لتذيع الخبر دون حرج أو خجل، أخذت تحكي قصتها للجميع. لقد نادت وأخبرت وكثيرون آمنوا من خلال كرازتها. لقد استطاعت بعد الاختبار أن تنادي لكل مدينتها، فأتوا إلى المسيح بسببها. لم تتعلم في إحدى كليات اللاهوت، ولم تدرس الكتاب المقدس باللغات الأصلية التي كتب بها، ولم تتحدث عن ما سمعته من الرب يسوع عن المياه الحية والسجود، ولم تتحدث عن أمور يكثر فيها الجدل، لكنها أعلنت عن اختبارها وعن شخص تعرفت به. إن الحديث عن ما يعمله الرب يسوع فينا وعن شخصه، هو الحديث الذي يحرك القلب ويؤثر في الضمير ويدفع الإنسان ليذهب إليه. مجنون كورة الجدريين بعد أن حرره الرب يسوع من الأرواح الشريرة استطاع أن يخبر بيته وأهله وعشرة مدن (مر5: 19و20). وكذلك الفتاة المسبية التي من السامرة في أيام أليشع، استطاعت أن تشهد لنعمان السرياني، أعظم قائد عسكري في عصره، عن عظمة إلهها وبسببها طهر من برصه.

لقد تدرجت المرأة السامرية في معرفتها للرب يسوع. فبعد أن قالت له "أ لعلك أعظم من أبينا يعقوب"، وكل فكرها وحديثها كان عن هذا الماء الموجود في البئر، لكنها لما ارتوت تركت جرتها وذهبت إلى مدينتها تتكلم عن شيء آخر أغلى وأثمن من الماء. لقد خرج السامريون من المدينة وأتوا إلى السيد "وسألوه أن يمكث عندهم، فمكث هناك يومين" وكانت النتيجة "فآمن به من تلك المدينة كثيرون". لنلاحظ لم يقل أن كل المدينة آمنت به. لا يوجد في الكتاب المقدس مغالاة أو مبالغة كاذبة. هناك نفوس مختارة "لأن كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون" (مت20: 16).

لقد سمعوا من المرأة كلمة الخبر "فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد أنه قال لي كل ما فعلت" (يو4: 39). لكن كان لابد من لمسة تصل إلى القلب، ولا يستطيع أحد أن يجريها إلا الرب يسوع وحده. عندما مكث معهم استطاع أن يلمس قلوبهم فخرجوا بهذا الإيمان والاختبار المجيد "أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم". لقد سمعوا من المرأة السامرية وعرفوا أن هذا الشخص العجيب هو "المسيح"، لكنهم لما أتوا إليه بل ومكث معهم اكتشفوا أنه "المخلص" الذي كانوا يحتاجون إليه. لذلك قالوا للمرأة السامرية "إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4: 42)

كان من المتوقع أن أهل المدينة بعد أن أتوا إلى الرب يسوع وتمتعوا به، تتغير نظرتهم لهذه المرأة ويتولد فيهم الشعور بالامتنان والشكر لها. هذا شعور طبيعي لكل من آمن بالرب يسوع تجاه من تعرف على الرب من خلاله. حتى أن الرسول بولس ذكر هذا للغلاطيين فقال لهم "لأني أشهد لكم أنه لو أمكن لقلعتم عيونكم وأعطيتموني" (غلا4: 15). لكننا في هذه القصة نسمع من السامريين هذا القول "إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن"!! إنه من الضروري أن يكون الإيمان مبنيا على علاقة شخصية مع الرب يسوع، لكن هذا لا ينفي فضل الذين استخدمهم الرب في توصيل الرسالة. كان من المفروض أن تقال كلمة شكر لهذه المرأة من هؤلاء القوم، لكن رغم قبولهم للرب يسوع وإيمانهم به لم تتغير نظرتهم لتلك المرأة. للأسف حتى بعد الإيمان تبقى فينا أمور غير مقبولة وفريسية متعالية وطبقية بغيضة. تبقى فينا نظرة ثابتة بالنسبة للناس فنذكرهم وهم في أسوأ مواقفهم ونذكر لهم عيوبهم وأخطاءهم.

يذكر الرب يسوع أنه في أيام نوح كان الناس "يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون" (لو17: 27). ليس في هذا خطأ، فهذه الأمور موجودة في حياة كل البشر، لكن الخطأ هو أن نعيش لنأكل ونشرب. لقد كان طابع الحياة في أيام نوح هو الأكل والشرب والزواج، كلها لإشباع حواس جسدية حسية. ولكون الإنسان كل مشغوليته في هذه الأمور فهذه هي الخطية. لكن المرأة السامرية لما ارتوت روحيا تركت جرتها. لقد كانت خجلة لأنها جاءت في وقت غير مناسب، لكن بعد خلاصها لم تخبئ خطاياها بل قالت لأهل المدينة "هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. أ لعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه".

في مطلع حديث الرب مع المرأة السامرية قال لها "اذهبي وأدعي زوجك وتعالي إلى ههنا". لقد أجابت المرأة على الرب بخصوص الزوج إذ قالت "ليس لي زوج" لكن بقي شيء واحد وهو "وتعالي إلى ههنا" وها هي قد أتت، لا مع من هو ليس زوجها، بل مع أهل مدينتها. إنها لم تقل لهم "اذهبوا وانظروا" بل "هلموا (معي) انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت". لقد اعترفت بأنها فعلت، وأهل المدينة قد أتوا إليه ليروا كيف توصل إلى أسرارها وأعماق حياتها الخاصة. إنه يعرف عنها كل شيء، إنه المسيح الذي يعلم ويخبر بكل شيء.

في كرازة المرأة لمدينتها نرى نموذجا رائعا للشهادة والكرازة بصورة صحيحة. لقد كانت هناك خطوات ثلاثة لإيمان أولئك السامريين:-

1- الشهادة والكرازة: وهذه الخطوة تتطلب شخص يأخذ هذا الدور. وهذا ما فعلته المرأة السامرية. فكما يقول الوحي المبارك "فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟..." (رو10: 14و15). ومن هنا نلاحظ أن رسالة الإنجيل يجب أن تصل للنفوس عن طريقنا نحن المؤمنين. إن المرأة دعمت شهادتها لا بدراسات لاهوتية ولا بنظريات فلسفية بل باختبارها الشخصي من قلب مختبر ونفس قد ذاقت حلاوة الخلاص.

2- الرغبة والتشوق: وهذا ما فعله السامريون. لقد أعلنت المرأة لهم لمحة من جلاله وأمجاده، فإذ بهم يشتاقون إلى التعرف عليه أكثر فأكثر فأتوا إليه وطلبوا منه أن يمكث معهم فمكث يومين.

3- تسليم الحياة بجملتها للرب: لقد اكتشف السامريون في المسيح مخلصا للعالم لذلك آمن به كثيرون منهم.

لم يترك الرب المرأة إلا بعد أن اعترفت بخطاياها ومنحها الخلاص، وغير حياتها. نتيجة لذلك تركت جرتها ومضت لتخبر في مدينتها. فالإخبار يأتي بعد التغيير. لقد حاصرها الرب بمحبته ورحمته ونعمته فغيرها، فصارت من امرأة خاطئة وبائسة إلى امرأة شاهدة عن نعمته ومحبته ورحمته وشخصه المجيد. لقد حولها من امرأة تجري وراء الشهوات والملذات العالمية إلى امرأة جديدة تجري وراء النفوس لتخبرهم عن محبة وخلاص الرب يسوع. لقد تلاشى عار الخطية وخجلها وواجهت الناس ولم تعد مكسوفة من ماضيها بل مختبرة وشاهدة عن كيف حررها المسيح. إنها مبشرة رائعة انطلقت ببساطة لتتكلم عن اختبارها وكيف تعامل المسيح معها. لقد صدقوا ما قالته وخرجوا إلى الرب يسوع. لقد مضت إلى المدينة لا لتفعل الخطيئة بل لتخبر بالمسيا. لقد تركت جرتها ومضت وهنا نرى التوبة مع ترك الخطيئة. ليسأل القارئ العزيز نفسه هل عندما رجع إلى الرب ترك الجرة التي كان يشرب منها؟ هل ترك الخطيئة المحببة وغيرها وذهب ليخبر الآخرين بالمسيح؟.

لقد أمر الرب يسوع التلاميذ أن يذهبوا إلى العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر16: 15). ولقد قال الرب يسوع للرجل الذي كان مجنونا بعد أن حرره "اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع..."(مر5: 19و20). لقد ذهب وأخبر باختباره الحي في دوائر حددها الرب يسوع له "في بيته، وأهله ثم العشر المدن". أما المرأة السامرية فاقت عنهم، فذهبت وأخبرت كل المدينة دون أن يطلب الرب يسوع منها ذلك والسبب لأنها أحبت الرب يسوع من كل قلبها. يا له من إيمان حي عامل بالمحبة يحولها من امرأة شريرة إلى قديسة، ومن امرأة تجري وراء الشر والنجاسة إلى امرأة تجري لنقل الأخبار السارة لكل مكان في مدينتها. الرجل الذي كان أبرص بعد أن طهره الرب قال له"لا تقل لأحد شيئا" لكنه ذهب وخبر (مر1: 44و45) وهنا نسأل ماذا عني وعنك عزيزي القارئ؟.

لقد قالت المرأة السامرية للناس "هلموا انظروا..."، وقال الرب يسوع لأندراوس والتلميذ الذي كان معه عندما سألاه أين يمكث "تعاليا وانظرا" (يو1: 39) وقال فيلبس لنثنائيل عندما أخبره عن المسيح "تعال وانظر" (يو1: 46). وماذا نحن نقول للناس؟.

لم يضع الرب يسوع أمامها قوانين معينة مثل: لا تذهبي للرجل الذي ليس هو لك، أو صومي وصلي وغيرها من النصائح. ومع أنه لم يقل لها شيء من مثل ذلك، لكنها ذهبت لتخبر كل مدينتها بقوة المسيح الداخلية التي امتلكتها وبعمل النعمة الواضح فيها. لقد فعلت كل شيء تلقائيا شهادة للرب وحبا له. ذهبت لتبشر بإيمان حي. لم تكن المرأة ذو معرفة روحية، لكننا نرى غيرتها وشهادتها، والرب استخدم هذه الشهادة البسيطة وجاء كثير من الناس عند البئر ليروا يسوع.

لقد تركت جرتها عند البئر عندما أسرعت إلى المدينة وذلك لأنها:-

1-  حصلت على الماء الحي في داخلها. وأصبحت مكتفية به.

2-  ربما لأنها كانت تنوي الرجوع مرة أخرى إلى الرب لتقدم له خدماتها.

3-  ربما كانت تفكر أن الرب يسوع والتلاميذ قد يحتاجون إلى الماء ليرووا ظمأهم لذلك تركتها لهم.

4-  تركتها حتى لا تعوقها في الذهاب إلى المدينة لتخبر الناس عن المسيح.

5-  تركت جرتها كعربون على عودتها، ليس فقط للماء الطبيعي ولكن أيضا لتأخذ من المزيد من الماء الحي الذي وجدته في المسيح.

*********************

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عاشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الحادي العشرون

الفصل الثاني والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

الفصل الرابع والعشرون

الفصل الخامس والعشرون

الفصل السادس والعشرون

الفصل السابع والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الكتاب كاملاً

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.