لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

جولة مع يسوع إلى السامرة

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ: حليم حسب الله
 

الفصل الثالث عشر

أعظم المعجزات

"...وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10).

 مع أن الرب يسوع صانع العجائب، فكم صنع وعمل حتى أن الرسول يوحنا يقول "آيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه" (يو20: 30). "وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة فواحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو21: 25). لكن لم يذكر عنه أنه صنع ولو معجزة واحدة في السامرة. رغم ذلك يمكننا أن نقول أنه صنع أعظم معجزة أو أعجوبة. لقد تقابل بمحبته مع امرأة مسكينة خاطئة حطمتها الخطية وكسرت قلبها. شربت من آبار الشهوات والملذات لكنها لم ترتو. وبلقائه معها استطاع أن يغير الحياة بجملتها، فحولها من امرأة ساقطة إلى سفيرة له، شاهدة لعمل نعمته في حياتها. لقد قالت لكل مدينتها "هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. أ لعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه" (يو4: 29). وهنا نسأل: لو حصلت هذه المرأة على الشفاء من مرض جسدي دون أن تشفى روحها ونفسها، فما قيمة هذا؟. إن شفاء الروح والنفس هو أعظم من شفاء الجسد من الأمراض بما لا يقاس. كم من أناس نالوا من الرب يسوع الشفاء من أمراض مختلفة، لكنهم ماتوا بأمراض أخرى. لكن من الجانب الآخر كم من أناس حصلوا على الخلاص من خلال قبولهم للرب يسوع مخلصا شخصيا لهم، منهم من هو مع المسيح الآن، ومنهم من هو لازال على قيد الحياة شاهدا لعمل نعمة الله في حياته. لقد عانى لعازر المسكين من الأمراض والبلايا "مضروبا بالقروح...والكلاب تأتي وتلحس قروحه" (لو16: 2-22) ومات بحالته هذه، لكن الآن هو يتعزى، بينما الغني الذي كان في كامل صحته وغناه وكان متنعما ومترفها هنا على الأرض، مات وهو الآن يتعذب له أكثر من ألفي عام. (لو16: 19و22-26).

إن لقاء النفس مع المسيح هو أعظم لقاء، لذلك من المهم جدا أن يكون لكل واحد منا لقاء حقيقي مع شخصه المبارك. في لقاء الرب يسوع مع المرأة السامرية نرى لقاء وجلسة ما بين الرب يسوع والنفس. يمكننا أن نقرأ كتب كثيرة، لكن الأمر يتطلب لقاء وجلسة مع الرب يسوع لأنه لا يمكن أن تتغير الحياة إلا إذا حدثت هذه المقابلة والجلسة. جيد أن نجتمع معا لنعبد الرب لكن نحتاج أن نجلس مع الرب، الشيء الذي يتطلب منا الإصرار على هذه الجلسة. لا يمكن لأحد أن يهبنا ما نحتاج سوى الرب الذي يعلم كل شيء عنا. ربما جلست المرأة السامرية مع كثيرين، وربما شكت وبكت لمرشدين، لكنهم لم يفوا ولو بالقليل من احتياجها. لكن الرب يسوع وحده الذي ذهب إليها استطاع أن يفي كل احتياجها.

لقد كانت المرأة السامرية مستعبدة، لكن لقاء الرب بها كشف كل شيء. إن وجودها أمام الرب جعلها تكتشف نفسها في خرابها وتكتشف المسيح في محبته وغنى نعمته وعظمة مجده. لم يتحدث الرب مع المرأة عن كل خطاياها، لكن وجودها أمامه جعلها تكتشف خراب طبيعتها وتشعر باحتياجها إليه وإلى الماء الذي يعطيه هو، لذلك قالت له "أعطني هذا الماء".

إن وجودنا أمام المسيح يكشف الخطايا ويظهر الخفايا والأشياء التي انهزمنا منها والتي استعبدنا لها. اللقاء الحقيقي مع الرب يسوع يقود الشخص للبكاء والتوبة لأنه يكشف الإنسان على حقيقته أمام حضرة الرب مثل بطرس الذي أنكر الرب لا مرة بل مرات، لكن عندما وقعت أنظار الرب إليه خرج خارجا وبكى بكاء مرا لأنه تذكر ما قاله الرب له (لو22: 54-62). وكذلك إشعياء النبي عندما رأى الرب في عظمة مجده وبهائه، قال "ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود" (إش6: 5).

لماذا لا نعرف أنفسنا في حقيقتها؟ لماذا يوجد فينا ادعاء أننا أفضل من غيرنا وكأننا نقول للرب مع سمعان بطرس "وإن شك الجميع فأنا لا أشك... ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك" (مر14: 29و31) لماذا لا نعرف ما نحن فيه من إثم وفجور وخطيه؟ الجواب لأنه لا يوجد لقاء حقيقي مع الرب يسوع.

لقد جاءت المرأة الخاطئة إلى بيت سمعان الفريسي لأنها كانت تعلم أن الرب يسوع موجود هناك، وإذ جاءت باكية غسلت قدميه بالدموع. لقد كان لقاء حقيقيا لذلك سمعت منه أروع العبارات "مغفورة لك خطاياك... إيمانك خلصك. اذهبي بسلام" (لو7: 36-50). ولقد جلست مريم أخت مرثا ولعازر عند قدمي يسوع فوجدت كل راحتها وسلامها فيه (لو10: 39) ووجدت تعزيتها في شخصه (يو11: 32).

لقد قال الرب يسوع للمرأة السامرية عندما التقى بها "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا" (يو4: 13). إن الحل لمشاكلنا وارتواء نفوسنا وشبعها، وملء الفراغ العميق الذي نعيش فيه ليس في الأشياء المادية المنظورة، لكن في الرب يسوع وحده الذي يروي ويريح. فهو الذي قال "تعالوا إليَ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت11: 28) وقال أيضا "ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 14). لنلاحظ القول "ولكن" التي تميز ما يعطيه الرب عن ما يعطيه العالم. ولنلاحظ أيضا القول "أعطيه أنا" فهو يعطي ما لا يمكن للعالم أن يعطيه. والقول "لن يعطش إلى الأبد" يعني أن ما يعطيه المسيح يروي النفس ويشبعها.

*********************

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عاشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الحادي العشرون

الفصل الثاني والعشرون

الفصل الثالث والعشرون

الفصل الرابع والعشرون

الفصل الخامس والعشرون

الفصل السادس والعشرون

الفصل السابع والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

الكتاب كاملاً

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.