لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

تفسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس

بنيامين بنكرتن

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

الأصحاح الثاني

1 وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِيًا لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ، 2 لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا. 3 وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضَعْفٍ، وَخَوْفٍ، وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. 4 وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ، 5 لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ. (عدد 1-5). يستمرُّ الرسول يتكلم عن خدمتهِ بحيث أن المسيح نفسهُ كان موضوع كرازتهِ وتعليمهِ ويشير إلى حضورهِ بينهم حين صرف سنة وستة أشهر مناديًا لهم بكلمة الله ويذكرهم كيف كان تصرُّفهُ في وسطهم. يوجد نوع من الكلام يقال لهُ البلاغة أو الفصاحة يلذُّ للسامعين ويجتذبهم إلى المتكلم، ولكنهُ يجب على من أراد أن يمجد المسيح أن يتجنب كلامًا من هذا النوع ولو قدر عليهِ لأنهُ توجد فيهِ تجربة قوية على السامعين أن ينشغلوا في الخادم نفسهِ أكثر من سيدهِ. الرسول عرف صيت أهل كورنثوس قبل حضورهِ إليهم بحيث أنهم كانوا على جانب من التمدُّن والرفاهية فلم بات إليهم بسمو الكلام المرتب بالحكمة البشرية والذي من شأنهِ أن يخرق عقول الناس ويقنعهم على أساليب طبيعية، لأن الله لا يرافق ذلك بقوتهِ. ومن ثمَّ عزم الرسول أن لا يعرف بينهم شيئًا إلاَّ يسوع المسيح وإياهُ مصلوبًا. يعني المسيح نفسهُ مع الحقائق الابتدائية المُتعلقة بموتهِ وعدا ذلك لم يتصرف بينهم كمن لهُ سلطان عظيم بل كان عندهم في ضعفٍ وخوف ورعدة كثيرة. (راجع أعمال 1:18-18) على ظروف الرسول مدة إقامتهِ في كورنثوس لأن اليهود كانوا أقوياء هناك أو بالأقل سجسوا المدينة مرة بسبب كرازة بولس وأما الرب فحفظ عبدهُ حسب وعدهِ لهُ إذ قال لهُ بالرؤيا في الليل لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك ولا يقع بك أحدٌ ليؤذيك لأن لي شعبًا كثيرًا في هذه المدينة. وأكمل خدمتهُ هناك في ظروفٍ كهذه فأن الرب شاء أن يبقيهُ على حالة الضعف والخوف بالنظر إلى المقاومين لكي لا يكون لهُ ملجأٌ آخر سوى نعمة الله وعنايتهِ. فاستمرَّ يتكلم وكان كلامهُ مصحوبًا بالروح القدس والقوة هكذا شاء الرب وهكذا عزم عبدهُ الضعيف أيضًا لكي لا يكون إيمانهم بحكمة الناس بل بقوة الله. يعني أنهُ لا يقوم أو يتعلق بحكمة الناس في شيء بل يكون معمولاً ومغروسًا في قلوبهم بعمل إلهي. لو ذهب إليهم بولس وأقنعهم بواسطة الكلام الفصيح لكان ممكنًا أن يقوم واحد افصح منهُ ويهدم إيمانهم ويجتذبهم إلى الضلال. لا يُخفى أن خدمتهُ المذكورة هنا كانت لأجل تأسيس الإيمان المسيحي بينهم من الأول وسنرى في بعض الإصحاحات القادمة كيف يجب أن تكون خدمة الذين يتعبون بين المؤمنين لأجل بنيانهم.

6 لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. 7 بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، 8 الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. (عدد 6-8). توجد حقائق أعظم مما أشار إليهِ الرسول في الفصل السابق وهي المتعلقة بتتميم مشورات الله الأزلية ومقاصدهِ بالمسيح يسوع قبل الدهور وقد ورد إيضاحها في بعض رسائل بولس الأخرى خصوصًا في التي كتبها إلى أهل أفسس ولكنهُ لم يستطع أن يوضحها للكورنثيين بسبب ضعفهم روحيًا وميلهم الشديد إلى الحكمة البشرية الكاذبة. لا يخفى أن البعض قد أبوا أن يدرسوا النبوات والأقوال الإلهية المختصة بارتفاع المسيح وكونهِ رأسًا للكنيسة ووجوب تقدُّمنا في الحياة الروحية حتى ندرك ذلك واستندوا على قول الرسول في (العدد 2) وحاولوا أن يستنتجوا منهُ أنهُ ليس مطلوبًا منا إلاَّ أن نعرف يسوع المسيح وإياهُ مصلوبًا لخلاص أنفسنا ثم نجتهد لخلاص الآخرين أيضًا، فأقول:

أولاً- أن الرسول نفسهُ لم يقتصر على الحقائق الأولية إلاَّ بين الكورنثيين والذين كانوا بعد مثلهم على حالة الطفولية روحيًا، فإنهُ يقول صريحًا: لكننا نتكلم بحكمةٍ بين الكاملين … إلخ. ومعنى الكاملين هنا البالغين أو المتقدمين في الحياة المسيحية. انظر أيضًا (عبرانيين 11:5-14). فإنهُ يمكن أن نكون مؤمنين حقيقةً ولا نقدر بسبب سوء حالتنا أن ندرك بعض مواضيع من كلمة الله. كان المؤمنون العبرانيون قد تأخروا روحيًا فالرسول لامهم على ذلك وكان سبب تأخرهم ميلهم الشديد إلى ديانتهم القديمة المتصفة بالطقوس والفرائض وأما الكورنثيون فلم يستطيعوا التقدُّم كما يجب بسبب ميلهم إلى الحكمة. فإذًا الحكمة الإنسانية والطقوس الدينية تعيق القديسين روحيًا، ولا شك عندي أن هذه كلها قد فعلت فينا فعلاً قويًا وعاقتنا جدًّا عن النمو في إدراك كلام الله، لأنهُ معلوم أن النصارى على وجه العموم قد تهوَّدوا واشتبكوا بالطقوس والفرائض مثل اليهود القدماء ومع ذلك يدَّعون بالحكمة أيضًا مثل اليونانيين فيحاولون أن يدرسوا كلمة الله بالعقل فلذلك قد صار جانب كبير منها غير مفهوم حتى عند الذين لهم غيرة حسنة على طبعها ونشرها في جميع لغات البشر، فإذًا ينبغي أن نمدح غيرتهم هذه مع أننا نتأسف على اقتصارهم على بعض المواضيع الأولية في تعليمهم وكرازتهم.

ثانيًا- إن كنا نجعل مجرد خلاص النفوس الغرض الأعظم لدرسنا كلمة الله ومناداتنا بها للآخرين فلا بد أن نخطئ غرضنا ونرتاب في خلاص نفوسنا، ولكن إن كان المسيح في المجد مع مشورات الله فيهِ هو غرضنا نتحقق خلاصنا بسهولة وننمو روحيًا في بنيان أولاد الله ومجد المسيح فيهم. فمَنْ قال: أنهُ يقتصر على الحقائق الأولية، قد صرَّح أنهُ طفل ويُريد أن يُبقي غيرهُ على حالة الأطفال.

بل نتكلم بحكمة الله في سرٍّ … إلخ. الرسول لا يوضح هنا السرَّ المُشار إليهِ ولكنهُ يتضح من قرائن كلامهِ أنهُ السرُّ المذكور في رسالتهِ إلى أهل أفسس، لأنهُ يقول: الحكمة المكتومة التي سبق الله فعيَّنها قبل الدهور لمجدنا. قابل هذا مع ما ورد في (أفسس 1:3-11) فإن الله قصد منذ الأزل أن يُمجد المسيح بعد موتهِ ولكنهُ سبق فاختارنا فيهِ لكي نُشاركهُ في مجدهِ. وحكمة الله هذه كانت مكتومة إلى أن شاء وأعلنها خصوصًا بواسطة عبدهِ بولس. فعظماء هذا الدهر من اليهود والأمم أظهروا جهالتهم هذه الحكمة الحقيقية حين صلبوا رب المجد أي المسيح الذي كانت هذه الحكمة مخزونة فيهِ (كولوسي 3:2). لو عرفوها لَمَا صلبوا ذاك الذي كان مصدرها.

9 بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». (عدد 9). قد اقتبس هذا من (إشعياء 4:64) حسب الترجمة السبعينية تقريبًا لكي يثبت وجود أشياء تفوق حكمة الإنسان وقوة إدراكهِ الطبيعية. هذا هو مقصدهُ بهذه الشهادة، لا يخفى أن العبارة الأصلية مع قرائنها تُشير إلى بركة إسرائيل المستقبلة التي ستأتيهم بطريق فوق أفكارهم، بل خلافها أيضًا ولكن الرسول إنما اقتبس منها ما يكفي لإظهار وجود ما يفوق إدراك الإنسان أي ما لم تر عينٌ، ولم تسمع أُذنٌ ولم يخطر على بال إنسان وهو ما أعدهُ الله للذين يحبونهُ. ومعناهُ كامل مستوفٍ لهذا المقصد.

10 فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. 11 لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. 12 وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ. (عدد 10-12).

 فأعلنهُ. هذه العبارة ليست مقترنة مع ما سبقها ولا يوجد في الأصل اليوناني هاء الضمير المنصوب في‘فأعلنهُ’ فالترجمة الحقيقية هي:فلنا نحن قد أعلن الله بروحهِ. فإن المقصد هو الإعلان يعني أن الله قد أعلن لنا إعلانًا بروحهِ ثم يتقدم لذكر بعض حقائق مما يتعلق بالروح القدس ونسبتهِ لنا أولاً أنهُ فاحص أعماق الله أي مشوراتهِ ومقاصدهِ فبالضرورة هو قادر أن يعلنها، فإن كان روح الإنسان يعرف أمور الإنسان فكم بالأحرى روح الله يعرف ما هو لله، وهذا هو الروح الذي قد أخذناهُ من الله، فإن الله أعطانا روحهُ القدوس ليسكن ويعمل فينا ويعيننا على فهم أفكار الله تمامًا وهي الأشياء الموهوبة لنا. يجب أن نتذكر دائمًا أن الله قد وهبنا كل شيء في يسوع المسيح غير أننا لا نقدر أن ندركهُ إلاَّ بواسطة عمل الروح القدس فينا.

13 الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. 14 وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. 15 وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَيُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16 «لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ. (عدد 13-16).

لفظة قارنين ليست في محلها. يجب أن نترجم اللفظة الأصلية موضحين أو مُظهرين أو مُفسرين. تقدم في الفصل السابق أن الله أعطانا إعلانًا ولا يخفى أنهُ أُعطي أولاً لبولس وغيرهِ من أصحاب الوحي ثم يقول الرسول في هذا الفصل: أنهم إنما نطقوا بما أعلن لهم بألفاظ علَّمهم إياها الروح القدس موضحين الروحيات أي الأشياء المُعلنة لهم بالروحيات أي بالألفاظ الروحية أو المعطاة لهم من الروح والمناسبة لإظهار أفكارهِ. الإنسان الطبيعي هنا هو الذي لم يتجدد من الروح القدس ومهما كان حكيمًا وعقلهُ سليمًا لا يستطيع أن يدرك الأمور الروحية، لأن ليست لنا طاقة لإدراكها ما دمنا على حالة الطبيعة وبالحقيقة المعرفة الروحية لا تدخل من باب العقل، بل من الضمير والقلب فإن الله يعمل فينا بروحهِ وينخس ضمائرنا ويجعلنا نشعر بحالتنا كخطاة وبشدَّة احتياجنا إلى المسيح ومن ثم نبتدئ نُميز ما يُناسب احتياجنا. لولا الشعور بالجوع لما قدرنا أن نعرف حقيقة الطعام أبدًا ولكن الولد الصغير أو الفلاح البليد يعرف ويلتذُّ بما يسدُّ جوعهُ نظير أعظم المعلمين. وهكذا الله يُجوّعنا روحيًا ثم يأتينا بما يناسب حالتنا، فمن الضرورة أمورهُ الروحية تبقى جهالة عندنا إلى أن نشعر باحتياجنا الشديد إليها. الإنسان الروحي هو المؤمن السالك مع الله والمحافظ على الضمير الصالح حتى لا يحزن الروح القدس فمثل هذا يحكم في كل شيء أي يميز ويدرك كل الأمور الروحية. ليس المعنى أننا نفهمها كلها دفعة واحدة، لأننا إنما ننمو في المعرفة تدريجًا غير أننا متصفون بإدراكنا أفكار الله المدرجة في كتابهِ. ويكون الجميع متعلمين من الله (يوحنا 45:6). ثم قولهُ: وهو لا يحكم فيهِ من أحدٍ. يعني المؤمن الروحي بحيث أن لا أحد يستطيع أن يُميزهُ أو يدرك كيفية العمل الروحي في داخلهِ. نعم من الجهة الواحدة نقدر أن نعرفهُ من أثمارهِ الجيدة الظاهرة التي تحقق لنا أنهُ من خاصة الرب وأما من الجهة الأخرى فلا يعرف أحد كيفية العمل الداخلي في غيرهِ، لأن الروح القدس يفحصنا كل واحد بمفردهِ ليُعرّفهُ أحوالهُ الشخصية في وقت ما ومن يوم إلى آخر ويُخجلهِ بإظهارهِ لهُ الشرور الفاحشة الكامنة فيهِ ويجعلهُ يشعر برداءتهِ في نور الله الساطع المنير أعماق قلبهِ فيحكم عليها ويزداد في معرفة نعمة الله المطلقة نحوهِ شخصيًّا ويعرف الله المُعلن ذاتهُ في المسيح وعلى هذا المنوال يجري العمل الروحي فينا كل واحد لنفسهِ وهذا يختلف عن كيفية المعرفة العلمية الطبيعية كل الاختلاف، لأنهُ مَنْ عرف فكر الرب فيُعلمهُ. هذا مقتبس من (إشعياء 13:40) ومعناهُ أن ليس أحد سبق الرب وعرف فكرهُ حتى يُعلّمهُ كيف يتكلم أو يعمل؟ثم يقول الرسول: وأما نحن فلنا فكر المسيح. أي ذهن المسيح. والمعنى أن الروح يمنحنا قوة الإدراك روحيًا ويجعلنا نشترك مع المسيح في ما يعملهُ هو وعلى كيفية علمهِ أيضًا حتى ندرك أمور الله على طريقة روحية مثلهُ غير أنهُ كامل المعرفة ونحن ناقصون جدًّا ولكن الروح القدس إنما يُعلِّمنا على أسلوب الكمال، فإن المسيح يُعاملنا كأحبائهِ ويطلعنا على كل ما لهُ من عند أبيهِ انظر (يوحنا 15:15). وشهادات أخرى كثيرة تُظهر أن سيدنا لم يمنع عنا شيئًا على أنهُ ينبغي أن نسلك معهُ لكي نتعلم منهُ. وهذا مما قصد الرسول أن يُنبه الكورنثيين عليهِ فإنهم افتخروا بالحكمة الإنسانية ونسوا مقامهم كتلاميذ المسيح وأصبحوا على حالة جسدية بحيث لم يستطيعوا أن يدركوا أمور الله.

8 7 6 5 4 3 2 1 المُقدمة
16 15 14 13 12 11 10 9

آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة