لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

سِفْر زَكَرِيَّا

قال المسيح الحي: الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية

خادم الرب الأخ رشاد فكري

 الأصحاح الرابع

ينقسم هذا الأصحاح إلى قسمين هما:

1- الرُؤْيَا الخامسة التي رآها النبي زكريا (ع 1-7)

2- الأسئلة التي سألها النبي والإجابة عليها (ع 8-14)

***

     v          الرُؤْيَا الخامسة التي رآها النبي زكريا (ع 1-7)

«فرجع الملاك الذي كلمني وأيقظني كرجل أُوقظ من نومه» (ع 1).

 كان الملاك قد ترك النبي ثم رجع إليه، وكان النبي قد وقع في سُبات، وكان في حالته هذه يشبه حالة النبي دانيال عندما كان على نهر أُولاي أحد فروع نهر دجلة وكان مُسَبَّخاً (أي في سُبات) على وجهه إلى الأرض وأُرْسِل إليه الملاك جبرائيل لكي يُعرِّفه ما يكون في آخر السخط (دا 15:8-19). وهكذا إذ أوقظ الملاك النبي زكريا رأى هذه الرؤيا الخامسة الخاصة بالمَنَارة التي كلها من ذهب.

«وقال لي: ماذا ترى؟ فقلت: قد نظرت وإذا بمنارة كلها ذهب، وكوزها على رأسها، وسبعة سُرج عليها، وسبع أنابيب للسُّرج التي على رأسها. وعندها زيتونتان، إحداهما عن يمين الكوز، والأخرى عن يساره» (ع 2، 3).

إن رؤية المَنَارة هنا بعد رؤية حجر الأساس في أصحاح 9:3 هو تأكيد إلهي بأن الهيكل سيُبنى والمَنَارة ذات السُّرج السبعة تُشير إلى ربنا يسوع المسيح كالشاهد الأمين لله طبقاً لمطاليب بره في ظهوره بالقوة والمجد لدينونة الشعوب بالعدل وإقامة مُلك البر والسلام. والمَنَارَة تُشير إلى نور الله ظاهراً في شهادة مقصود منها أن تكون كاملة بقوة الروح القدس على الأرض وهذا ما نجده في المراحل الآتية:

 أولاً: في إسرائيل لكنه كان نوراً ضعيفاً وقد انطفأ هذا السراج فأتى ذلك الكامل الشاهد الأمين ربنا يسوع المسيح.

ثانياً: في المسيح الذي كانت فيه الشهادة كاملة عندما كان على الأرض والذي قال تبارك اسمه: «ما دمت في العالم فأنا نور العالم» (يو 9:5).

ثالثاً: في الكنيسة والتي تنتهي شهادتها على الأرض بمجيء الرب واختطافها إلى السماء كما قال الرب: «أنتم نور العالم» (مت 14:5). وكما قال الرسول بولس: «تضيئون بينهم كأنوار في العالم» (في 14:2).

رابعاً: في البقية الأمينة العتيدة أن تكون من الشعب القديم بعد اختطاف الكنيسة والتي يكنى عنها بالمنارتين في سفر الرؤيا «هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض» (رؤ 4:11).

خامساً: في المسيح ذاته عند ظهوره ومُلكه على الأرض كالبار ومُؤسِّس مُلك البر الشاهد لبر الله الكامل بتنفيذه أحكام البر في مُلكه. وتوجد بين المَنَارَة التي كانت في خيمة الاجتماع (خر 31:25-40) وبين المَنَارَة التي رآها زكريا هنا بعض الفوارق:

     -        فمنارة خيمة الاجتماع كان وصفها كالآتي:

 1-  قاعدة وساق مركزية في الوسط.

2-  يتفرع من الساق المركزية ست شعب: ثلاث من كل جانب.

3-  تحت كل شعبتين مُتقابلتين ومتصلتين عُجْرَة أو بُرْعم.

4-  في كل شعبة من الشعب الست ثلاث كاسات لوزية بعُجْرَة وزَهْرة.

5-  في الساق المركزية أربعة كاسات لوزية بعُجَرها وأزهارها.

6-  سبعة سُرج من ذهب، في الساق المركزية سراج وفي كل شعبة من الشعب الست سراج.

7-  زيت الزيتون النقي لإيقاد السُّرج.

وهذه المَنَارَة تُشير إلى الرب يسوع المسيح كالشاهد الأمين، وكونها مصنوعة من الذهب النقي تُشير إلى مجد لاهوته كمَنْ فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً، والسُرج السبعة تُشير إلى كمال نوره الأدبي كإنسان بقوة الروح القدس. وكونها مذكورة بلا قياس فتشير إلى قيامته من بين الأموات للدلالة على أن حياة القيامة فيه حياة القوة والنصرة للمؤمنين أما الزيت كما هو معروف لنا فيُشير إلى الروح القدس الذي تكون به ناسوت المسيح وكان به ممتلئاً، وبقوته كان الشاهد الأمين لله.

     -        أما المنارة التي رآها النبي فوصفها كالآتي:

1-  الساق الرئيسية التي يُعبَّر عنها بأنها المنارة.

2-  كوز على رأس الساق كمستودع للزيت.

3-  سبعة سُرج على رأس الساق حواليه من تحت الكوز.

4-  سبعة أنابيب، لكل سراج أنبوبة تُوصِّل إليه الزيت من الكوز.

5- الزيتونتان (زك 3:4) أو فرعا الزيت (ع 11،12) على كلا جانبي الكوز لمده بالزيت اللازم للسُّرُج والذي يصل إليها عن طريق الأنابيب.

6-  الزيت الذهبي.

     -        والفروق التي بين المنارتين واضحة كالآتي:

1-  في مَنَارَة خيمة الاجتماع لا نجد الزيتونتين أو فرعي الزيت أو كوزاً لإيداع الزيت.

2-  في مَنَارَة الخيمة لا نجد أنابيب لتوصيل الزيت إلى السُّرُج.

3- الزيت في مَنَارَة الخيمة كان من زيت الزيتون النقي أما في منارة زكريا فيقال عنه: «الذهبي»، ونحن نعلم أن الذهب بصفة عامة يُشير إلى ما هو إلهي. والزيت هو رمز إلى الروح القدس، والروح القدس هنا مرتبط بالمسيح كسيِّد الأرض كلها يُنفِّذ الشهادة في كل نشاطه الإلهي ولذلك فالزيت ذهبي أي إلهي. فعندما كان المسيح له المجد على الأرض كان يعيش ويعمل بقوة الروح القدس، وبعد قيامته عمل بنفس القوة المُقْتَدِرَة أو كما هو مكتوب «إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعدما أوصى بالروح القدس الرُسُل الذين اختارهم» (أع 2:1) وها نحن نراه من خلال مشهد زكريا يتصرف له المجد كمَنْ سيحكم وهو في مجد الملكوت ويصون حقوقه ويُؤدِّي الشهادة لله في قوة الروح القدس. كما نرى أيضاً أن الأمة وقد رجعت إلى مكان الشهادة لله في الأرض تحت سيادة ابن داود.

ومُلخص الكلام هو أن مَنَارَة الخيمة في البرية تُشير إلى المسيح يوم أن كان الشاهد الأمين هنا بالجسد في اتضاعه. أما مًنَارَة زكريا فتُشير إلى ربنا يسوع، لا في اتضاعه، بل في مجد ملكوته عندما يتجلى مجده الإلهي والملكي «ارفعن أيتها الأرتاج (أي الأبواب) رؤوسكن، وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات، فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ .. رب الجنود هو ملك المجد» (مز 9:24،10) عندما يكون «الرب علىُّ مخوف، ملكٌ كبيرٌ على كل الأرض» (مز 2:47) «ويكون الرب ملكاً على كل الأرض» (زك 9:14).

«فأجبت وقلت للملاك الذي كلمني قائلاً: ما هذه يا سيدي؟» (ع 4).

وهنا نجد، كما سبقت الإشارة، زكريا يسأل والملاك يفسِّر له وهكذا الحال أيضاً مع دانيال حيث أرسل الرب له الملاك لكي يفسر له وهذا عكس الوضع معنا نحن مؤمني العهد الجديد حيث الملائكة تتَعلَّم من المؤمنين (أف 10:3؛ 1بط 12:1).

«فأجاب الملاك الذي كلمني وقال لي: أما تعلم ما هذه؟ فقلت: لا يا سيدي. فأجاب وكلمني قائلاً: هذه كلمة الرب إلى زربابل قائلاً: لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود» (ع 5، 6).

لقد سمح الرب لبقية صغيرة مُكوَّنة غالبيتها من سبطي يهوذا وبنيامين أن ترجع من السبي في بداية حكم الفرس وتبدأ في بناء الهيكل بأمر كورش الفارسي (2أخ 22:36) ولكن أعداءهم اشتكوا عليهم لدى ملك الفرس وصوروهم في شكل مُعَادٍ للملك فأمر الملك أرتحشستا بإيقاف بناء الهيكل (عز 4) ولكن النبيين حجي وزكريا وبَّخاهم وأخذا في تحريضهم على استئناف العمل (عز 5؛ حج 1).

والرب تنفيذاً لما أنبأ به بفم حجي وزكريا وتشجيعاً لزربابل ويهوشع لمواصلة بناء الهيكل تدخل وحول قلب داريوس الملك للسماح لهم بالبناء برجوعه إلى أمر كورش في البداءة (عز 6).

وزربابل كان أول مَنْ رجع من بابل إلى أورشليم عندما أعطى كورش النداء بالرجوع إلى أورشليم، وزربابل هذا هو النسل الملكي من نسل داود. فيكنيا ولد شالتئيل وشالتئيل ولد فدايا وفدايا ولد زربابل. فزربابل هو في الواقع ابن فدايا وشالئيل جده، ولكن كثيراً ما يُنْسَب الولد لجده كما حدث مع زكريا النبي نفسه، كما سبق وأوضحنا. وكلمة زربابل معناها المولود غريباً في بابل: وعند رجوعه استلم من كورش بالعدد أواني الهيكل (عز 8:1). وعندما وصل إلى أورشليم بنى مذبحاً وقدم ذبائح للرب وبعد ذلك بدأ البناء في الهيكل ووضع حجر الأساس كما رأينا في الأصحاح السابق «الحجر الذي وضعته قدام يهوشع رئيس الكهنة» وبعد ذلك أراد الأعداء إحباط العمل بكل طريقة لكن الرب تدخَّل وبدأ البناء في الهيكل بعد أن كان قد توقف نحوه 15 سنة. ثم أرسل الرب حجي وزكريا لتشديدهم في بناء بيت الرب. فكانت مهمتهما تشجيع البقية الراجعة من السبي على تكميل بناء بيت الرب.

وذِكر زربابل هنا له معناه الروحي الجميل. ففي الأصحاح السابق رأينا يهوشع الكاهن العظيم رمزاً إلى ربنا يسوع كرئيس الكهنة وهنا نرى زربابل الحاكم الذي من نسل يهوذا رمزاً لربنا يسوع كالمَلك. وفي يهوشع وزربابل معاً نرى ربنا يسوع في صفته المزدوجة «مَلك وكاهن» على رُتبة ملكي صادق.

ÿ  «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود». تفسير الملاك لهذا المنظر هو تطبيق للظروف التي كان يجتازها زربابل ومَنْ معه بخصوص بناء الهيكل كما سلف القول، ومضايقات الأعداء ولذلك نرى أن تفسير الملاك يأخذ شكل رسالة إلى زربابل بوصفه حاكم يهوذا مع يهوشع الكاهن العظيم. ومن كلام الملاك نفهم أن وقت زربابل لم يكن الوقت الذي تُسْتَعلَن فيه قدرة الرب علانية فهذا سيتم عند استعلان الرب يسوع بالمجد والقوة، ولكن إذا كانت الفترة التي كان فيها زربابل ومَنْ معه هي فترة ضعف فإن روح الله كان يصون ويضمن في قلوب الشعب وفي مجالات خدمتهم كل ما يتطلبه اسم الله ومصالحه. ولذلك فإن طابع تلك الفترة كان يستدعي الاعتماد على الله والثقة فيه. ولا شك أن هذا كان درساً لا يستغني عنه زربابل في موقفه الحرج والذي تضاعف حرجه بما كان يسوده من مخاوف. ومن السهل نسبياً حتى للإنسان الطبيعي غير المؤمن أن ينشغل بخدمة الله بطريقة ظاهرة حينما يكون الله متداخلاً بقوته ليأخذ بأيدي مَنْ يخدمونه. أما رجل الإيمان فهو وحده الذي يستطيع أن يستودع نفسه لقوة غير منظورة وأن يثق بأن الروح القدس الذي لا تراه العين الطبيعية وهو يقوم بعمله هو أقدر بكثير من القوة الظاهرة. وإن كان يوجد أمثال إيليا كثيرون الذين يفضلون الريح العظيمة والشديدة والزلزلة على صوت روح الله المنخفض الخفيف لكن هنا نجد أن الرب يدرِّب عبده زربابل للاستناد عليه. وكان لا بد أن تكون الخطوة الأولى له أن يتجه إلى مصدر القوة الوحيد وهو روح الله. والذي يؤيِّد هذا التفسير ما قيل في عدد 10 «لأنه مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة»؛ فيوم الأمور الصغيرة هو اليوم الذي لا يتداخل الله فيه بالقوة، فقديماً مثلاً كان الرب يستخدم قوته لصالح شعبه فكان يُحارب عنهم ويُبيد الأعداء. ولكن الله هنا لم يستخدم قوته في إبادة الأعداء مثل سنبلَّط أو غيره لأنه كان «يوم الأمور الصغيرة»، أما يوم الأمور الكبيرة فسيكون مستقبلاً عندما يُسْتَعلَن الرب بالمجد والقوة لإبادة أعدائه قبل مُلكه على الأرض.

«مًنْ أنت أيها الجبل؟ أمام زربابل تصير سهلاً! فيُخرج حجر الزاوية بين الهاتفين: كرامةً، كرامةً لهُ» (ع 7).

هذا هو التشجيع الثاني لزربابل. التشجيع الأول هو : «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود»، أما التشجيع الثاني فهو: «مَنْ أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلاً!» فالجبل عبارة عن الصعوبات والمُقاومَات التي أثارها الأعداء ضد زربابل ومَنْ معه والتي هي مذكورة بالتفصيل في سفر عزرا الأصحاح الرابع. ولكن مهما كانت قوة ونفوذ المقاومين لزربابل فهي ليست شيئاً على الإطلاق في نظر الله، كذلك هي ليست شيئاً أمام رجل الإيمان الذي يستند على قوة الروح القدس. ويا له من تشجيع ينم عن الغبطة والانتصار بأن هذا الجبل يصير سهلاً. «وكل جبل وأكمة ينخفض، ويصير المُعْوَجُّ مُستقيماً، والعَراقيب سهلاً» (إش 4:40). ومن المُرجَّح أن الرب يسوع كان يُشير إلى هذا الفصل يوم قال لتلاميذه: «الحق أقول لكم: إن كان لكم إيمان ولا تشكُّون، فلا تفعلون أمر التينة فقط، بل إن قلتم أيضاً لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر يكون» (مت 21:21). إذاً ما هو الجبل هنا؟ الجبل هو الأمة اليهودية في عدم إيمانها ومقاومتها للإنجيل وقد تغلَّب رُسل المسيح على هذا الجبل بالإيمان فتلاشى من أمامهم حيث غاص اليهود في بحر الأمم.

ÿ  «فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين: كرامةً، كرامةً له». إن حجر الزاوية مرتبط بإتمام البناء. كان حجر الأساس قد وضع منذ زمن طويل أي ما يقرب من 15 سنة (عز 10:3، 24:4، 1:5) ومن هنا نعلم أن الوعد المُقدَّم لزربابل يشير إلى استكمال العمل الذي سوف يصاحبه فرح الشعب واعترافهم وهم في غمرة الفرح والسرور والبهجة بأن النعمة هي التي أكملت كل شيء.

وبهذه المناسبة هناك تعبيران لم تستطع الترجمة العربية أن تفصل بينهما وهما: «حجر الزاوية» ثم «رأس الزاوية». ولقد كانت الإشارة الأولى لهذا الحجر في نبوة إشعياء حيث نقرأ القول: «هأنذا أؤسِّسُ في صهيون حجراً، حجر امتحانٍ، حجر زاوية كريماً، أساساً مؤسَّسَاً» (إش 16:28).

ومن هذا الشاهد نرى أن الحجر المقصود كان يوضع في الأساس بدليل القول: «أساساً مُؤسَّساً». وإذ نتقدم إلى نبوة زكريا نقرأ عن حجر آخر: «فيخرج حجر الزاوية بين الهاتفين (بإتمام البناء): كرامةً»؛ أي لذلك الحجر. وبمقارنة هذين الفصلين أي نبوة إشعياء ونبوة زكريا، بغض النظر عن الترجمة العربية، نجد أن حجر إشعياء أسبق من حجر زكريا؛ ذلك أنه حجر الأساس في أيام زكريا كان قد وُضِع قبل نبوته، كما نجد ذلك في سفر عزرا الأصحاح الرابع. وبقي البناء متوقفاً حتى قام زربابل ورفقاؤه بإتمام العمل الذي تنبأ به زكريا: وهو أنه سوف يتم وسوف يضع زربابل بيده حجر آخر في قمة البناء لا في الأساس، لأن الحجر الذي في الأساس كان قد وُضِع، أما زربابل فسيضع الحجر في قمة البناء برهاناً على أنه لا بد أن يتم ويكمل البناء.

أما الكلام في مزمور 118 فقد أشار إليه الرب في كلامه في متى 21 وأشار إليه الرسول بطرس في رسالته الأولى، والكلام في هذه المواضع الثلاثة (أي مز 118، مت 21، 1بط 2) هو عن الحجرين معاً: حجر الأساس وحجر الزاوية، فالرب يسوع المسيح هو حجر الأساس وحجر الزاوية الذي يربط البناء[*]، ثم هو أيضاً رأس الزاوية الذي يبدو شامخاً في قمة البناء.

ونلاحظ هنا أن الحجر الذي يُشير إلى ربنا يسوع المسيح سيخرج وسيُسْقَبَل من الشعب بالهتاف قائلين: «كرامةً، كرامةً له» أي :له النعمة أو الرضى. ففي غمرة فرح القلب المُتَهلِّل يعترفون بأن النعمة في المسيح، وهي وحدها السبب في تمتعهم بهذا الانتصار. وهذا يوافق استقبالهم الرائع المذكور في مزمور 118 والموضح بالقول: «مبارك الآتي باسم الرب» (ع 22-26). وهؤلاء الهاتفون يختلفون عمَنْ هتفوا في يوم دخول المسيح أورشليم عندما قالوا: «مبارك الآتي باسم الرب» لأن أولئك الذين هتفوا هكذا هم أنفسهم الذين قالوا: «اصلبه! اصلبه! .. لا نريد أن هذا يملك علينا». وليس هو هتاف الشبان الذين هتفوا أمام زربابل عندما تم بناء الهيكل، لكنه كالمَلك الذي عندما يدخل ستُفْتَح له الأبواب الدهرية.

الأسئلة التي سألها النبي والإجابة عليها (ع 8-14)

«وكانت إليَّ كلمة الرب قائلاً: إن يدي زربابل قد أسستا هذا البيت، فيداه تُتَمِّمَانِه، فتعلم أن رب الجنود أرسلني إليكم» (ع 8،9).

هذه رسالة خاصة بزربابل وتتلخص في أنه لن يوجد ما يُعيقه عن إتمام عمله ما دام يعمل هو ورفقاؤه معتمدين على الرب ومستندين إلى تعضيده. وكم بعث هذا التأكيد الإلهي من تعزية وتشجيع لقلوب تلك البقية الضعيفة في تلك الفترة العصيبة لتواصل عملها وتضاعف جهودها للانتهاء من بناء بيت الرب (عز 1:5، 2، 13-15، ص 6). ولنا هنا اليقين بأنه لا شيء يعوق زربابل عن إتمام عمله، فاليدان اللتان وضعتا أساس البيت هما اللتان ستُتِّمَمِانه. ومن هنا نعلم أنه لا مُقاومة ولا عَداوة تستطيع أن تُعِيق تقدم عمل الله أو تُعطِّله حينما يعمل شعبه مُعتمدين عليه ومُستندين إلى تعضيده.

وإذا كانت يدا زربابل اللتان أسَّسَتا هما اللتان تُتِّمِمَان، فكم بالحري الرب يسوع المسيح! نقول هذا الكلام للمُتشكِّكِين الذين يُنادون بإمكانية هلاك المؤمن.

إذا كانت يدا زربابل بدأتا وتُكمِّلان، كم بالحري الرب يسوع الذي أعلن للرسول بطرس أنه يبني كنيسته وأبواب الجحيم لن تقوى عليها! فهو الذي بدأ البناء يوم الخمسين عندما أرسل الروح القدس وهو الذي يُكمِّل.

ÿ  «فتعلم أن رب الجنود أرسلني إليكم». مرة أخرى نقرأ عن إتمام النبوة (انظر زك 9:2،11) كبرهان على أن رب الجنود أرسل ملاكه إليهم.

«لأنه مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة. فتفرح أولئك السبع، ويرون الزيج بيد زربابل. إنما هي أعين الرب الجائلة في الأرض كلها» (ع 10)

لقد كان البعض عُرضة لأن يحتقروا ما يُعْمَل، لأن كثيرين من الشيوخ الذين عاصروا الهيكل الأول في مجده العظيم على النحو الذي بناه سليمان قبل خرابه على يد نبوخذنصر، ثم رأوا الهيكل الجديد رفعوا أصواتهم وبكوا عندما قارنوا بين ضآلة الأخير وفخامة الأول، وهذا نجده في سفر عزرا: «وكثيرون من الكهنة واللاويين ورؤوس الآباء الشيوخ الذين رأوا البيت الأول بكوا بصوت عظيم عند تأسيس هذا البيت أمام عيونهم» (عز 12:3) ولكن أهمية العمل وعظمته إنما يتوقفان على تقدير الله له لأنه هو وحده الذي يزن الوزن الصحيح لعمل كل واحد. لهذا نجد خدمات كثيرة إذ يكون الباعث عليها مجد الذات قد تكون لها قيمة كبيرة أمام الناس ولكن قيمتها أمام الله لا تزيد عن الخشب والعشب والقش الذي لا يصلح إلا للحريق. وقد يحدث العكس فتكون خدمات صغيرة وتظهر أمام الناس أنها بلا قيمة ولكن إذ يكون المُحرِّك للقيام بها الروح القدس ولمجد المسيح فتكون في نظر الله وتقديره عظيمة القيمة مثل الفضة والذهب والحجارة الكريمة (1كو 9:3).

فإذا فقدنا الشركة مع الله وغاب عنا تقديره لعملنا فإن هِمَمْنَا الروحية تضعف، في حين أن أصغر خدمة قبلناها من الرب جديرة بكل تكريسنا ونشاطنا. إذا كان فكر الله وقلبه على تلك الخدمة فلا شيء يُحْتقَر طالما يكون في طريق إتمام أغراض الله.

ويوم الأمور الصغيرة هو اليوم الذي لا يتداخل الله فيه بالقوة كما كان قديماً يحارب عنهم ويبيد الأعداء، لكن في يوم الأمور الصغيرة لم يستخدم الله قوته في إبادة سنبلَّط أو غيره. ولكن لا بد أن يأتي يوم الأمور الكبيرة مستقبلاً، فسيستخدم الرب قوته ومجده لإبادة أعدائه.

ÿ  «فتفرح أولئك السبع، ويَرَوْن الزِّيج بيد زربابل». «أولئك السبع» هي المشار إليها في أصحاح 9:3 «وعلى حجر واحد سبع أعين». وفيها نرى التعبير عن حكمة الله المتجلية في إحاطته وعلمه بكل شيء في طرق سياسته على الأرض لتشديد السالكين بالكمال قدامه. وهي هنا في اغتباط وفرح لرؤية الزِّيج أي حَبْل القياس بيد زربابل وهو يقيس بيت الرب بعد اكتمال بنائه. وستظل عينا الرب تجولان في كل الأرض لتشديد مَنْ يعمل لخير شعبه حتى يُتَمِّم مشورات نعمته من نحوهم، وحينئذ تفرحان مستقرتين بالرضا على ما عُمِل. ويوحنا وهو في رؤياه يعود ويرى هذه الأعين السبع للخروف المُمَجَّد عن يمين الله وهو على استعداد أن يملك على الأرض ويقول عنها إنها سبعة أرواح الله المُرسلة إلى كل الأرض (رؤ 6:5).

ÿ  «إنما هي أعين الرب الجائلة في الأرض كلها». نرى هنا العمل الكامل للروح القدس، كما نقرأ أن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة أمامه. وهذا كناية عن أمانة الله الظاهرة في إحاطته بكل شيء. وفي نبوة زكريا نرى عيني الرب على الحجر الموضوع في صهيون باعتباره مركز تلك السياسة التي ترى كل شيء في كل مكان، وهنا نقرأ أن العينين اللتين تريان كل شيء وتجولان في كل الأرض تفرحان برؤية الزِّيج الذي بيد زربابل، أي برؤية مسكن يهوه وقد اكتمل، وفي هذه الحالة لا نجد أن عيني الرب مثبتتان في مقر سياسة الأرض، بل نرى لهما النظرة الشاملة في نشاط العناية. فهما لا تستقران، بل تجولان حتى تتم مشورات نعمة الله من نحو أورشليم، ويومئذ تفرحان ثم نعود فنرى هذه الأعين السبع في رؤيا الأصحاح الخامس في الخروف المُمَجَّد في يمين الله والعتيد أن يملك على الأرض، وفي هذه القرينة نجد سبعة أرواح الله المُرسَلة إلى كل الأرض، لأن الحكم هو في يدي الخروف إذ لم يكن قد مارس بعد سلطانه في الأرض.

«فأجبت وقلت له: ما هاتان الزيتونتان عن يمين المنارة وعن يسارها؟ وأجبت ثانية وقلت له: مَا فرعا الزيتون اللذان بجانب الأنابيب من ذهب، المُفرِغَان من أنفسهما الذَّهبيَّ؟ فأجابني فائلاً: أمَا تعلم ما هاتان؟ فقلت: لا يا سيدي. فقال: هاتان هما ابنا الزيت الواقفان عند سيد الأرض كلها» (ع 11-14).

 إن سؤال النبي عن الزيتونتين وعن الزيتون يدل على أنهما شيء واحد، وأن اختلاف التسمية مجرد تنوَّع في أسلوب التعبير. فالزيتونتان، أو بعبارة أخرى فرعا الزيتون، إنما يُشيران إلى شخصين سُميا «ابنا الزيت»، أي اللذان مُسِحَا بالزيت وهما يهوشع وزربابل. فيهوشع مُسِح كاهناً وزربابل مُسِح ملكاً.

لكن ابن الزيت الحقيقي هو الرب يسوع المسيح الذي جمع في نفسه الكهنوت والمُلك، المرموز له بملكي صادق مَلك ساليم كاهن الله العلي.

ونحن مؤمني عهد النعمة قد مُسِحنَا على هذا النحو أي مُسِحنَا مُلوكاً وكهنة (رؤ 5:1،6). والرؤيا الواردة في الأصحاح الثالث خاصة بيهوشع، أما الرؤيا التي في أصحاحنا هذا فخاصة بزربابل وكلتاهما تشيران إلى الرب يسوع الملك والكاهن.

وجدير بنا الرجوع إلى سفر الرؤيا حيث نقرأ عن الشاهدين: «وسأعطي لشاهديَّ، فيتنبآن .. هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض» (رؤ 3:11،4).

فالشاهدان المذكوران هنا هما «زيتونتان» لهما زيت أو مسحة الروح القدس، وهما أيضاً مَنَارتان تُرسلان نور الروح القدس وسط الظلمة الحالكة التي تعم في ذلك الوقت على اليهود والأمم معاً، وعددهما يسترعي الملاحظة. 

لقد وُجدت في زمن الكنيسة، حيث الروح القدس يسكن في المؤمنين الحقيقيين، شهادة سماوية كاملة: سبع مَنَاير تُرْسِل نوراً، ولكن هذا النور السباعي يكون في ذلك الوقت قد انتقل إلى السماء. على أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد على الأرض ولذلك يُقيم في ذلك اليوم المُظلم بعد اختطاف الكنيسة شاهدين، ليس شخصين فقط، بل إن ذكر «شاهدين» يدل على وجود شهادة كافية لله في ذلك الوقت.

وفي الناموس «شهادة رجلين حق»، وعلى فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة. ففي عهد النعمة يُشار إلى شهادة الكنيسة بسبع مناير ذهبية، أي شهادة إلهية سماوية كاملة، أما بعد اختطاف الكنيسة فستكون شهادة كافية كمدلول رقم 2.

ثم إن هذين الشاهدين سيكونان لابسين مُسوحاً، وهذا اصطلاح مألوف يستعمل للدلالة على الحزن والتذلل أمام الله. وهذا يوافق الذين يشعرون ويعترفون بخطاياهم ويصرخون إلى الله لأجل الخلاص وستكون ثياب الحزن هذه موافقة للبقية اليهودية المتألمة.

إذاً فموقف هذين الشاهدين من أعدائهما ليس هو موقف المسيحيين، بل موقف إيليا[†] الذي صلى لمنع المطر، وأنزل ناراً من السماء، وكذلك موقف موسى الذي حوَّل الماء إلى دم وضرب الأرض بمختلف الضربات. فهنا إذاً نجد أنفسنا في جو مألوف في المزامير في وسط بقية باكية متألمة. إن الشهادة في ذلك الوقت ليست شهادة مسيحيين يُعلنون إنجيل نعمة الله، بل شهادة البقية اليهودية المُنادية مرة ثانية ببشارة الملكوت؛ بشارة مجيء المسيّا في مُلكه المجيد.

ÿ  «الواقفين عند سيد الأرض كلها». أو كما يُقال عن المنارتين في سفر الرؤيا أنهما «قائمتان أمام رب الأرض» (رؤ 4:11). وإن كان للمسيح الحق على الأرض من الآن، إلا أن هذا ليس لقبه في تدبير النعمة الحاضر الذي فيه الكنيسة شاهدة له بأنه ليس من هذا العالم كما أن شعبه السماوي ليس من هذا العالم. ولكن حينما تُؤخَذ الكنيسة إلى بيت الآب سيُعِيد الله خططه من حيث الحكومة الأرضية التي ستكون رياسة المسيح أساسها الراسخ وحجر زاويتها المجيد. والدينونات التي سيُوقعها الرب على الأرض بعد اختطاف الكنيسة ستُمهِّد لذلك الزمن السعيد، والشهادة القائمة أثناء وقوع الضربات هي شهادة الله لزمن المُلك الألفي السعيد.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى النور مدة المُلك الألفي كما هو مُعلَن في سفر الرؤيا 21 ونبوة إشعياء 60 نور المدينة السماوية، ونور المدينة الأرضية[‡]. ففي سفر الرؤيا يقال إن المدينة: «لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها» (رؤ 23:21). فالله هو مصدر النور والسلطة، وفي الخروف يتركَّز ومنه يشع نور مجد الله إلى جميع أرجائها. أما المدينة الأرضية في مدة المُلك الألفي، أورشليم الأرضية مدينة الملك العظيم المذكورة في نبوة إشعياء فيقال عنها: «قومي استنيري لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك .. أمَّا عليك فيُشرق الرب، ومجده عليك يُرى. فتسير الأمم في نورك، والملوك في ضياء إشراقك .. لا تكون لك بعد الشمس نوراً في النهار، ولا القمر يُنير لك مضيئاً، بل الرب يكون لك نوراً أبدياً وإلهك زينتك» (إش 1:60، 2، 19، 20).

وأخيراً يجب الإشارة إلى نبوة حجي التي فيها نجد المقارنة بين يوم الأمور الصغيرة ويوم الأمور الكبيرة. «كلّم زربابل بن شألتئيل والي يهوذا، ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وبقية الشعب قائلاً: مَنْ الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول؟ وكيف تنظرونه الآن؟ أمَا هو في أعينكم كلا شيء!»[وهذا هو نفس الكلام الذي قيل في زكريا: «لأنه من ازدرى بيوم الأمور الصغيرة»] فالآن تشدَّد يا زربابل، يقول الرب. وتشدَّد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم، وتشدَّدُوا يا جميع شعب الأرض، يقول الرب. واعلموا فإني معكم، يقول رب الجنود. حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر، وروحي قائم في وسطكم [وهو نفس الكلام الذي قيل في زكريا: «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود]». ثم يتجه حجي بعد ذلك إلى المستقبل ويقول: «ويأتي مُشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجداً، قال رب الجنود .. وفي هذا المكان أُعطِي السلام، يقول رب الجنود» (حج 2:2-9). وقبل ذلك يقول: «بعد قليل فأُزَلْزِل السماوات والأرض والبحر واليابسة وأُزَلْزِل كل الأمم ويأتي مشتهى كل الأمم». وهذا يدل على أن البيت الذي يملأه الرب مجداً ليس هو البيت الذي بناه زربابل، بل البيت الذي سيبنيه الرب بنفسه في مُلكه المجيد كما نرى تفصيل ذلك في نبوة حزقيال. عندما بنى سليمان الهيكل «امتلأ البيت سحاباً. ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب، لأن مجد الرب ملأ بيت الله» (2أخ 13:5،14). ويعطينا حزقيال تاريخاً محزناً عن مغادرة المجد في الأصحاحات 3:9، 4:10، 18، 23:11 حيث نجد مراحل ارتحاله كأن الله يغادر شعبه على كُرْه منه، ففي حزقيال 23:11 نجد أن سحابة المجد توقفت على الجبل الذي شرقي المدينة قبل ارتحالها الأخير ولنسمع قول الرب: «اذهب وأرجع إلى مكاني حتى يجاوزا (أو يعترفوا ويقروا بذنبهم) ويطلبوا وجهي. في ضيقهم يُبكِّرُون إليَّ» (هو 15:5). وكم أحزنوا قلب الرب وهو يتعامل معهم هكذا، كان الرب يلقب «سيد الأرض كلها» (يش 3)؛ وهو الاسم الذي يرتبط بمعاملاته السياسية. ولكن بعد نقل عرشه من أورشليم وسلَّم السلطة إلى الأمم أصبح يُلقَّب «إله السماء» (حز 23:7؛ دا 37:2)، ثم إن الروح القدس لم يسمح لحزقيال أن يشاهد المجد راحلاً عن الهيكل فقط، بل أراه أيضاً المجد راجعاً، لكن في أيام سعيدة قادمة حين تقول الأمة التائبة للرب يسوع الذي رفضته طويلاً «مبارك الآتي باسم الرب» فنرى في الأصحاحات الأخيرة من نُبوة حزقيال أن مجد الرب جاء إلى البيت (الهيكل الألفي) من طريق الباب المتجه نحو الشرق وإذا مجد الرب قد ملأ البيت (حز 4:43، 5، 2:44). فمن طريق الشرق مضى ومن طريق الشرق يعود. وعن هذا المجد الذي سيملأ البيت الألفي يتكلَّم حجي: «وأزلزل كل الأمم. ويأتي مُشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجداً، قال رب الجنود .. مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول، قال رب الجنود. وفي هذا المكان أُعْطِي السلام، يقول رب الجنود» (حج 7:2،9).


[*] حجر الزاوية ليس حجراً واحداً بل يصدق على كل زاوية البناء من أسفلها إلى القمة. والبناؤون يأخذون زاوية واحدة لكي يقيسوا عليها ويضعوا الحجر الأول فيها، ثم يرتبوا الأساس به، ثم يضعوا حجر زاوية آخر .. ويستمر البناء إلى أن يكمل ومعه حجر زاوية في كل صف للقياس به، وعندما يكمل البناء يكون حجر الزاوية هو رأس الزاوية كما هو الأساس.

[†] يفتكر البعض أن الشاهدين هما موسى وإيليا للتشابه في المعجزات التي يعملانها ولكن هذا الرأي غير صحيح لأن موسى سيقوم جسده في القيامة الأولى عند الاختطاف وإيليا سيكون في السماء بجسد مُمَجَّد، والمؤمنون في هذه الحالة المجيدة لا يسود عليهم الموت فيما بعد. وقد أشار الرب إلى ذلك بقوله: «ولكن الذين حُسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات، لا يُزوِّجون ولا يُزوجَّون، إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً، لأنهم مثل الملائكة = = وهم أبناء الله، إذ هم أبناء القيامة» (لو 35:20،36). ولكن هذان الشاهدان ليسا شخصين بالذات، بل هما كناية عن أصغر عدد يكفي للشهادة الكاملة بحسب الشريعة اليهودية.

[‡] مع إدراك أن المدينة السماوية يقال عنها: «لها مجد الله»، أما الأرضية «فيُشرق عليها» مجد الله. كما أن المدينة السماوية «أبوابها لن تُغلق نهاراً، لأن ليلاً لا يكون هناك» (رؤ 25:21). أما المدينة الأرضية فيقال عنها: «وتنفتح أبوابك دائماً. نهاراً وليلاً لا تُغلق» (إش 11:60). وهذا هو الفارق بين مجد السماويات ومجد الأرضيات.

افتتاحية * مقدمة ضرورية *

*  السابع

*  السادس

*  الخامس

 *  الرابع

*  الثالث

 *  الثاني

*  الأول

*  الرابع عشر

*  الثالث عشر

*  الثاني عشر

*  الحادي عشر

*  العاشر

*  التاسع

*  الثامن

 آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص

حقوق النشر مفصلة في صفحة بيت الله الرئيسة Baytallah.com

 

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.