الجمعة 24 أكتوبر - تشرين الأول - 2003

لماذا الألم ؟


اليوم أيضاً شكوايَ تمرد (مُرَّة أو عنيفة) ضربتي أثقل من تنهدي (أي23: 2)

إن قصة أيوب تطرح مشكلة الألم في حياة المؤمنين، ونجد فيها ثلاثة آلام ترتبط بالحالة الإنسانية:

(1) الألم الذي تسببه الخطية ونقائص الإنسان (أي9: 2). فنحن بالحقيقة مدموغون بالمذنوبية نحو الله الذي يعلن نفسه تدريجياً إلينا بدءاً من سن الإدراك.

(2) الألم الذي يسببه الموت ورغبتنا في الخلود (أي14: 14). فالإنسان أمام هذا التناقض؛ الموت مُرعب، ولكن لو لم يُوجد الموت، فإن الإنسان سيظل يتألم إلى الأبد. فإنه من إحسان الله أنه أبعد الإنسان الخاطئ من جنة عدن حتى لا يأخذ من شجرة الحياة ويأكل ويحيا إلى الأبد (تك3: 22).

(3) الألم الذي تسببه استحالة رؤية الله (أي23: 3). وليس هذا هو اختبار أيوب فقط، بل أيضاً اختبار فيلبس (يو14: 8) وتوما (يو20: 25). لكن علينا أن نسلك بالإيمان لا بالعيان (2كو5: 7).

وكصدى لهذه الآلام، يُعلن لنا الله ثلاثة مظاهر لعمل الرب يسوع المسيح:

1 ـ صحيح أننا مدموغون بخطايانا، ولكن الرب يسوع المسيح ابن الله قد جاء لكي يكفِّر عنها ويحررنا منها. لقد تألم لهذا الغرض. فلسنا بعد مُذنبين بالخطايا التي اعترفنا بها.

2 ـ نحن مائتون ونضطرب من جهة مستقبلنا الأبدي، ولكن الرب يسوع قد قام من الأموات وهو الآن حي، باكورة القيامة العتيدة التي سوف نشترك فيها نحن أولاد الله (1كو15: 23).

3 ـ نحن لا نقدر أن نرى الله، ولكن برؤيتنا للرب يسوع نرى الآب (يو14: 9؛ 2كو4: 6) لأن ابن الله هو « صورة الله غير المنظور » (كو1: 15). وعندما كان على الأرض لم يكن يتكلم أو يعمل شيئاً، إلا في شركة كاملة مع أبيه.

إن الله جدير بحبنا حتى بصرف النظر عن البركات التي أجزلها لنا. وقد يسمح بالألم كوسيلة لتطهير وتثبيت النفس. ومع أن أفكار الله وأعماله مؤسسة على اعتبارات واسعة جداً لا نستطيع فهمها، إلا أنه بالإيمان يمكننا قبول الألم من يده. إنه هو وحده الذي يعرف حقاً الأفضل لمجده ولخيرنا في النهاية.


 

جورج أندريه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS