الجمعة 8 مارس - آذار - 2002

النجاة المثلثة


الذي نجانا من موت مثل هذا. وهو ينجي. الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضاً فيما بعد (2كو1: 10)

إن الماضي والحاضر والمستقبل ـ تشملها جميعها على السواء محبة الرب ورحمته وأمانته التي نجَّت وتنجي، وستنجي فيما بعد.

فإذا رجعنا إلى الماضي ـ إلى مراحل الحياة التي قطعناها، نجد آثاراً تقطر دسماً، تحدثنا كيف اجتاز بنا الرب وحملنا في آلامنا وتجاربنا، وكيف نجانا وجعلنا ننتصر في جميعها بل ويعظم انتصارنا بالذي أحبنا.

كم من المخاوف التي تملكتنا وخيَّمت كسُحب مُظلمة في طريقنا، ولكن الله جعل منها فرصاً لإظهار محبته لنا وليكشف لنا عن موارده الغنية وقدرته على أن يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة (قض14: 14).

وكم من أحجار المعونة متراصة على طول طريقنا الماضي، وجميعها تنطق برأفة الله ومحبته ودقة عنايته. لقد تخلل طريقنا نور أحياناً وظلام أحياناً أخرى، تأديب أحياناً ومراحم أحياناً أخرى، ولكن إذا ألقينا نظرة على خط السير كله، وجدناه من أوله إلى آخره « الطريق الصحيح » الذي فيه قادنا الرب وأرشدنا، وفي حيرتنا هدانا ودبّرنا، وفي وقت العوز عالنا وتكفّل بنا، وفي الحزن عزّانا وشجعنا، ومن المزالق نجانا وأنقذنا، ومن التيه أرجعنا ورَّد نفوسنا.

وفي الحاضر لا زلنا نختبر معونته ونجاته وأننا « بقوة الله محروسون » من يوم إلى آخر؛ فما أحرانا أن نمد أبصارنا إلى المستقبل بقلوب مطمئنة فَرِحة قائلين « لنا فيه رجاء أنه سينجي أيضاً فيما بعد » فقد وعدنا قائلاً « لا أهملك ولا أتركك حتى أننا نقول واثقين الرب معين لي فلا أخاف » (عب13: 5،6).

هل لنا هذه الثقة؟ ألا ننظر أحياناً إلى المستقبل بعين الريبة والوجل؟ ألا نمزج أحياناً هموم اليوم بهموم الغد وتجاربه الموهومة؟ ألا ننسى مراراً كثيرة قول الرب « لا تهتموا بالغد لأن الغد يهتم بما لنفسه »؟ (مت6: 34).

إن الرب الكُلي القدرة الذي لا يسقط عصفور واحد إلا بإذنه، هو الذي يعتني بنا. إنه لا يتركنا نسير في هذه البرية الموحشة وحدنا، بل يقول لنا « إذا اجتزت في المياه فأنا معك » (إش43: 2). فما أجدر أن نثق به في كل الظروف وأن نكون أمناء له في هذه الأيام العصيبة عالمين أن إلهنا الذي نعبده قادر أن ينجينا من كل شر.


 

متى بهنام

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS