هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله... (يو11: 4)
.. قال هذا مُشيراً إلى أية ميتة كان مزمعـاً أن يمجد الله بها (يو21: 19)
هناك حادثان في إنجيل يوحنا اتضح منهما أن مجد الله هو بعكس تصوُّر البشر. الأول هو حادث موت لعازر (يو11) والثاني هو الإشارة إلى موت بطرس (يو21). فهل في مرض لعازر ثم في موته مجد الله؟ وهل في صلب بطرس مجد لله؟ إن هذا أبعد ما يكون عن تصوُّر البشر. لكن هذا هو إعلان المسيح نفسه في يوحنا11،21.
في الفصل الأول قال المسيح « هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله » (يو11: 4). إن المرض في حد ذاته شر، وكذلك الموت. لكن الله العظيم سمح للشر بأن يأخذ مجراه، لكنه انتصر عليه في النهاية وأخرج منه مجداً. وعندما قال المسيح « هذا المرض ليس للموت » كان يقصد بأن الموت ليس له الكلمة الأخيرة في القصة، بل إن هذا المرض، حتى وإن أفضى إلى الموت، فإن المسيح بإقامته للعازر سيحقق مجداً لله. وهكذا إذا سمح الله بغلبة الشر إلى حين فإنما ليتمجد في هزيمته إلى الأبد. وفي هذا قال أحد القديسين: رأى الله في حكمته وحُكمه أن يُخرج الخير من الشر، عن ألا يسمح للشر أصلاً بأن يكون.
إذاً لقد كان فشل الإنسان وضعفه وهزيمته أمام الموت هو الخلفية المناسبة لإعلان مجد الله ومجد ابنه. وما زال الرب إلى الآن يستجيب صلواتنا أحياناً بنفس أسلوب إجابته لطلبة الأختين. فهل نحن مستعدون لذلك؟ وإن كان مجد الله يتطلب منا شيئاً من الألم، ويعرّضنا لخسارة وقتية، فهل نقبل ذلك بسرور؟
على أن الحادثة الأخرى في يوحنا21 هي أكثر غرابة لدى البشر. فهي ليست مجرد مرض لأحد أحباء المسيح ثم موت أعقبه قيامة ... بل إنه موت لأحد رسُل المسيح، موت قاسِ رهيب قال عنه الوحي « أية ميتة »، وانتهت بهذه الميتة القاسية البشعة خدمة ذلك الرسول العظيم. ومع ذلك فإن الرب يقول « أية ميتة كان مزمعاً أن يمجد الله بها »!
أما الدرس الذي نتعلمه من هذين الحادثين، فهو أننا لا نمجد الله في حياتنا فحسب، بل في موتنا أيضاً، ولا بما نفعله فقط، بل بما نتحمله كذلك.
يوسف رياض
|