السبت 9 فبراير - شباط - 2002

تجديد القوة


... ولتجدد القبائل قوة (إش41: 1)

إن كل شيء على الأرض يحتاج إلى أن يجدد، فلا يوجد شيء مخلوق يستمر من ذاته، كما يقول المرنم « ... وتجدد وجه الأرض » (مز104: 30). حتى الأشجار التي لا تعني بأن تكسو نفسها، ولا تقصر عمرها بالتعب، لا بد أن تشرب من مطر السماء وتمتص من كنوز التربة المخفية. إن أرز لبنان الذي غرسه الله يعيش لهذا السبب فقط، وهو أنه يوماً فيوماً يمتلئ من العصارة المُنعشة التي يستمدها من الأرض. ولا يمكن أن حياة الإنسان تعضد بدون التجديد من قِبَل الله. كما أنه يلزم إصلاح ما يتلف من الجسد عن طريق تناول الطعام باستمرار، هكذا يجب إصلاح ما يتلف من النفس عن طريق التغذي على كتاب الله وبالاستماع إلى الكلمة التي يُكرز بها وبمائدة الوصايا التي تسمِّن النفس. كم تنهار نضارتنا عندما نهمل هذه الوسائل! إن بعض القديسين يكونون في حالة جوع شديد لأنهم يعيشون بدون استعمال كلمة الله والصلاة السرية باجتهاد! إذا كانت تقوانا يمكنها أن تعيش بدون الله، فهي ليست من خليقة الله بل هي مجرد حلم، لأنه إن كان الله هو الذي أوجدها، فهي تعتمد عليه، مثلما تعتمد الزهور على الندى. وبدون تجديد مستمر لا نكون مستعدين لمواجهة هجمات العدو الدائمة أو الأحزان الشديدة أو حتى الجهاد فيها.

عندما تقوم الزوبعة، ويل للشجرة التي لم تكن قد امتصت العُصارة المُنعشة وأمسكت بالصخرة بجذور متشابكة كثيرة. عندما تقوم العواصف ويل للملاحين الذين لم يكونوا قد دعموا الصاري أو ألقوا مرساتهم أو لجأوا إلى المرفأ. إن كنا نجيز الخير في مواجهة الضعف، فإن الشر بالتأكيد سوف يجمع قوته ويجاهد يائساً للسيطرة علينا. وهكذا ربما يستتبع ذلك ضيق مؤلم وخزي يُرثى له.

ليتنا نقترب إلى عرش الرحمة الإلهية في توسل بتذلل، وسوف نتحقق إتمام الوعد: « وأما منتظرو الرب فيجددون قوة » (إش40: 31).

يا مَنْ وعدتَ المُتعبَ بالراحةِ العُظمى
أقتربُ مُطالباً بوعدك الأسمى
نفسي اقربي بالشوقِ منْ كرسي رحمته
حيث يسوع للدُعا يصغي بنعمته


 

تشارلس سبرجون

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS