الجمعة 22 نوفمبر - تشرين الثاني - 2002

دعوه يسب!


فقال الملك ما لي ولكم يا بني صروية. دعوه يسب؛ لأن الرب قال له سب داود، ومَنْ يقول لماذا تفعل هكذا (2صم16: 10)

حين يصادفك تعيير من إنسان، تعرفه أو لا تعرفه، وبدون سبب ظاهر لهذا التعيير، لا تضع قلبك على الشخص الذي سبك واحذر من أن تشتم عوضاً. تريَّث لتعرف ما هو السبب الحقيقي من وراء هذا الأمر.

كان شمعي بن جيرا بنيامينياً من عشيرة بيت شاول (2صم16: 5). وهذا النسب إلى بيت شاول، وكذلك استيلاء داود على أملاك العشيرة التي كان يعتبر أهل شمعي أنها من حقوقهم المشروعة ـ هذه الأسباب كانت هي المُبرر الكافي لشمعي أن يسب ويهين داود الهارب من وجه ابنه أبشالوم. قال شمعي عن داود إنه مغتصب طامع بالظلم، فرَّد الرب ظلمه على رأسه. ظن أنه أخذ العرش اغتصاباً فانتُزع منه العرش اغتصاباً أيضاً.

لكن لم يكن داود مُذنباً كما وصفه شمعي بن جيرا. إن داود لم يغتصب العرش ولم يطمع فيه، وكان بريئاً من كل ما ألصقه به شمعي من اتهامات. لكن ضميره استشعر ذنباً آخر، ولذلك اعتبر شتائم شمعي بن جيرا تأديباً من عند الرب، وكان جوابه على عرض أبيشاي بن صروية « دعني أعبر فأقطع رأسه »، أن قال له: « دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود ... لعل الرب ينظر إلى مذلتي ويكافئني الرب خيراً عوض مسبته بهذا اليوم ». كان هذا الجواب دليلاً على التسليم الكامل للرب، وعلى روح الاتضاع العميق أمام الرب، روح إنسان يتابع بإحساسه الداخلي طريقاً تخططه يد الرب، بل ويعتبر شمعي مجرد أداة في يد الرب المؤدبة.

كان أمراً عظيماً من جانب داود أنه تصرف بالاستقلال عن مشورة بن صروية. في وقت فوران المشاعر واحتدام الحماس للانتقام، تذرّع داود بالاتضاع وضبط النفس، الأمر الذي لم تكن له الشجاعة لأن يفعله في وقت السعة وراحة البال والسلطان. كم كان الرب حكيماً جداً وهو يرفع يده بالتأديب. كان باليد الأخرى يسند عبده داود ليحتفظ بالهدوء في مركز الاتضاع. لقد حفظ قلبه وفكره. وطيب هو إلهنا الذي يضبطنا تحت التأديب لكي نفهم ونتعلم.


 

كاتب غير معروف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS