السبت 23 نوفمبر - تشرين الثاني - 2002

إله ربنا يسوع المسيح


لا أزال شاكراً لأجلكم ذاكراً إياكم في صلواتي كي يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته (أف1: 16،17)

إن نسبة الله للكنيسة التي تسمو فوق أفكارنا كثيراً ما نشاهدها مرتسمة بصورة بارزة في هذا اللقب الجميل « إله ربنا يسوع المسيح ». ولهذا اللقب معنى خاص ممتاز لأنه متى دُعي الله إله أي إنسان، كان ذلك دليلاً على وجود رابطة دالة بينه تعالى وبين الإنسان المنسوب إليه. رابطة مؤسسة على مَنْ هو الله لذلك الإنسان الذي اتخذ اسمه. وهو دليل أيضاً على أنه يقصد أن يكرم هذا الإنسان ويباركه بحسب هذه النسبة، وهو قصد لا بد أن يقوم ويثبت. ولا يمكن إلا أن يكون الله أميناً فتصبح النسبة نبع تمتع وفرح لذلك الإنسان وله الحق على الأقل أن يستأثر بهذا الاسم ويخصصه كأنه له مِن قِبَل الله.

فمثلاً الاسم « إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب » يدل على أنهم غرض بركته الممتازة، والله هو لهؤلاء الآباء حسب النسبة التي بينه وبينهم، نسبة تجعل الإيمان يتكل عليها ويتحققها عملياً، وامتيازهم الروحي هو أن يجعلوا هذا الاسم يصوّر أخلاقهم وحياتهم. هكذا نسبة الله لنا، يعبر عنها هذا اللقب « إله ربنا يسوع المسيح » لأننا نحن المؤمنين أصبحنا واحداً في المسيح وصرنا في نفس صلته مع الله. وقد أعلن الله نفسه لنا على هذه الكيفية لكي نكون في صلة معه حسب معنى هذا اللقب.

ومتى فهمنا هذا الحق، أدركنا المركز العجيب المجيد الذي صار لنا والذي فزنا به بناء على هذا اللقب « إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد » والمسيح هنا منظور إليه كإنسان، رأس العائلة الجديدة، كمن صعد إلى إلهه وإلهنا. فالله الذي ندنو منه ونقترب إليه هو لنا بحسب كل ما هو للمسيح ـ المسيح الذي مجَّد الله تماماً على الأرض ودخل إلى حضرته المقدسة وفيه صرنا مقبولين ومحبوبين.

وما هي النسبة الكائنة بين الله ويسوع؟ وما هو مقدار المحبة التي يستحقها من الله كإنسان؟ ومَنْ يستطيع أن يُعبِّر عن محبة الله من نحو المسيح، وعن حقوق المسيح في محبة الآب وعواطفه. هذا كله صار لنا فيه. فما أعجب هذا المركز! بل لقد أعطانا المسيح أيضاً المجد الذي أعطاه له الآب لكي يعلم العالم أنه أحبنا كما أحبه (يو17: 22،23).


 

داربي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS