أعطي مطر أرضكم في حينه المبكر والمتأخر. فتجمع حنطتك وخمرك وزيتك (تث11: 14)
إن المطر الذي من السماء يكلمنا عن الخدمة الروحية، وهذا ما أشار إليه موسى في تثنية32: 2 « يهطل كالمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي ». إن أرض الموعد تختلف عن أرض مصر التي تعتمد في السقي على الرِجل (تث11: 10).
فالخدمة التي تعتمد على الذهن البشري والحكمة الأرضية الإنسانية، لن يكون لها الطابع الروحي، ومن المحتم أنها ستؤدي إلى إفساد فكر الإنسان. ولكن الخدمة الروحية التي مصدرها المسيح الممجد، فهي ناتجة عن عمل الروح القدس.
إن كل من المطر المبكر والمتأخر ضروريان لكي تعطي الأرض محصولاً وفيراً. فالمطر المبكر يمهد الأرض في بداية نمو المحصول، أما المطر المتأخر فيصل بالمحصول إلى حالة النضج الكامل.
والله في قصده أن تكون الخدمة الروحية بهذه الكيفية. فيمكننا أن نرى في خدمة الرسل « المطر المبكر ». فلقد بدأت بعمل عظيم هنا على الأرض، وكم كانت بداية رائعة للمحصول السماوي، مُبشرة بما سيكون عليه من ثمر وفير. وليس هناك شك في أن ما حدث في تاريخ المسيحية بداية من القرن الماضي من توضيح إعلانات عظيمة في كلمة الله، كان بمثابة « المطر المتأخر » ليصل المحصول السماوي إلى حالة من النضج والكمال قبل أن يُحصد « بالاختطاف » ويُجمع إلى مخزن الحنطة السماوي.
إن أرض عمانوئيل (الروحية) « من مطر السماء تشرب ماء » وهي تتمتع ببركات السماء « مباركة من الرب أرضه، بنفائس السماء » (تث33: 13)، وهي « أرض يعتني بها الرب إلهك. عينا الرب إلهك عليها دائماً من أول السنة إلى آخرها » (تث11: 12).
كوتس
|