الخميس 31 أكتوبر - تشرين الأول - 2002

لوط البار المغلوب


وإذ رَمَّدَ مدينتي سدوم وعمورة ... أنقذ لوطاً البار مغلوباً من سيرة الأردياء في الدعارة (2بط2: 6،7)

يطالعنا تكوين19 بلوط البار جالساً في باب سدوم. وإني أتعجب إذ أراه يشغل مركزاً هاماً في مدينة مُشرفة على الهلاك، ويحكم حكماً في مكان بلا ضوابط أو أحكام! أتُراه كان مضطراً أن يوافق على الشرور الحادثة قدامه دون أن ينطق بكلمة اعتراض لأن مركزه حساس؟ أم أنه فقد شجاعته الروحية لأنه تورَّط في علاقات عالمية؟! ماذا حدث معه؟

(1) فقد لوط طابع التغرب الذي ميَّز إبراهيم، وبدلاً من الخيمة، كان له بيت. لذا لم يذهب الرب لزيارته كما مع إبراهيم، بل اكتفى بإرسال الملاكين.

(2) تبلددت حواسه الروحية بفعل مناخ سدوم الشرير، فأصبح يدعو أهل المدينة إخوته (تك19: 7)!! ولكي ينقذ ضيفيه، لجأ لعرض يندى له الجبين (ع8)، ومع ذلك قوبل منهم بالجفاء ومحاولة إلحاق الأذى به.

(3) فقد شهادته وتأثيره على أقاربه. ولما حانت فرصة لإنذارهم من الهلاك الوشيك، كان « كمازح في أعين أصهاره » (ع14).

(4) رغم إنذار الملاكين له من الدينونة الآتية، إلا أنه كان متباطئاً متلكئاً في الخروج من سدوم. « ولما توانى أمسك الرجلان بيده ... وأخرجاه » (ع16). إلى هذا الحد كان متعلقاً بالأرض التي ستحترق بعد قليل!!

(5) كانت نفسه ممتلئة بالمخاوف إذ فقد ثقته في الرب؛ فقد رفض الهروب إلى الجبل كما طُلب منه، خوفاً من أن يدركه الشر هناك، وتضرع إلى الرب من جهة صوغر ليذهب إليها. وكأن الرب الذي أنقذه من الهلاك في سدوم كان سيتركه للخطر في الجبل!!

(6) خسر لوط كل شيء. وإن كان قد خلص ولكن كما بنار، فلقد خرج من سدوم بدون امرأته، وبدون ممتلكاته، وبدون نفس واحدة ربحها للرب، وبدون شهادة إلهية عنه إذ غاب اسمه من سحابة الشهود.

(7) خُتمت حياته ختاماً مُخزياً، وأسدل الروح القدس ستاراً على سيرته، مُنهياً إياها من السجل المقدس قبل أن تنتهي فعلياً.

أحبائي ... إن سيرة لوط كُتبت لإنذارنا، دعونا نتحذر حتى لا يكون أحدنا مؤمناً مغلوباً.


 

فريد زكي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS