طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله (مت5: 8)
إن الله كما يعلمنا الكتاب المقدس « روح » (يو4: 24) وبالتالي فإنه غير منظور (كو1: 15) ولا يُرى (1تي1: 17) و « لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه » (1تي6: 16) فكيف تتم معاينة الله؟ إنها لم تتم بعين الرأس، بل بعين القلب. لهذا كان الشرط هو نقاوة القلب. فإذا كان القلب نقياً، سنرى الله جيداً، وبطريقة روحية سنتمتع برؤيته.
1 - سنراه في الطبيعة: وفي الخليقة سنرى قدرة الله (رو1: 20) وعظمته (إش40) وصلاحه (مز147) وحكمته (مز104)، من ثمّ يهتف المؤمن كما فعل المرنم في مزمور 104 قائلاً « ما أعظم أعمالك يارب. كلها بحكمة صنعت ».
2 - سنراه في التاريخ: فالله هو المسيطر على زمام الأمور، ويجعل الكل يخدم مقاصده. واستعراض القديس لكل التاريخ، سيجعله يرى فيه كله اصبع الله.
3 - سنراه كإله العناية: في كل الأحداث التي تحدث معنا شخصياً ويومياً، بطريقة عملية سنشارك موسى رجل الله اختباره عندما ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد كأنه يرى مَنْ لا يُرى (عب11: 27).
4 - سنراه في شركتنا الروحية (مز27: 4) عندما نقترب من المكتوب (مز36: 9) كي ما ننهل من « بئر لحى رؤي » (تك16: 14، 24: 62) - أي بئر الحي الذي يُرى. عندئذ سنختبر قول المسيح « الذي عنده وصاياي ويحفظها ... أُظهر له ذاتي » (يو14: 21).
وهذا غاية ما نتمناه ونصبو إليه إذ سنراه عندما يأتي لاختطافنا، وقتها « سنكون مثله لأننا سنراه كما هو« (1يو3: 2)، ولا نعود ننظر في مرآة في لغز، بل وجهاً لوجه (1كو13: 12) وعندها ستتم كلمات المرنم الحلوة « أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك » (مز17: 15) وأيضاً كلمات الرائي « وهم سينظرون وجهه » (رؤ22: 4).
سأرى سأرى
| |
عياناً فادي الورى
|
أمكث جواره
| |
بلا نحيب
|
سأنسى أنا أتعابي
| |
هنا سأنسى أنا آلامي هنا
|
حين ألقى يسوع الحبيب
يوسف رياض
|