الجمعة 6 إبريل - نيسان - 2001

الذين يعاينون الله


طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله (مت5: 8)

إن الله كما يعلمنا الكتاب المقدس « روح » (يو4: 24) وبالتالي فإنه غير منظور (كو1: 15) ولا يُرى (1تي1: 17) و « لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه » (1تي6: 16) فكيف تتم معاينة الله؟ إنها لم تتم بعين الرأس، بل بعين القلب. لهذا كان الشرط هو نقاوة القلب. فإذا كان القلب نقياً، سنرى الله جيداً، وبطريقة روحية سنتمتع برؤيته.

1 - سنراه في الطبيعة: وفي الخليقة سنرى قدرة الله (رو1: 20) وعظمته (إش40) وصلاحه (مز147) وحكمته (مز104)، من ثمّ يهتف المؤمن كما فعل المرنم في مزمور 104 قائلاً « ما أعظم أعمالك يارب. كلها بحكمة صنعت ».

2 - سنراه في التاريخ: فالله هو المسيطر على زمام الأمور، ويجعل الكل يخدم مقاصده. واستعراض القديس لكل التاريخ، سيجعله يرى فيه كله اصبع الله.

3 - سنراه كإله العناية: في كل الأحداث التي تحدث معنا شخصياً ويومياً، بطريقة عملية سنشارك موسى رجل الله اختباره عندما ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد كأنه يرى مَنْ لا يُرى (عب11: 27).

4 - سنراه في شركتنا الروحية (مز27: 4) عندما نقترب من المكتوب (مز36: 9) كي ما ننهل من « بئر لحى رؤي » (تك16: 14، 24: 62) - أي بئر الحي الذي يُرى. عندئذ سنختبر قول المسيح « الذي عنده وصاياي ويحفظها ... أُظهر له ذاتي » (يو14: 21).

وهذا غاية ما نتمناه ونصبو إليه إذ سنراه عندما يأتي لاختطافنا، وقتها « سنكون مثله لأننا سنراه كما هو« (1يو3: 2)، ولا نعود ننظر في مرآة في لغز، بل وجهاً لوجه (1كو13: 12) وعندها ستتم كلمات المرنم الحلوة « أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك » (مز17: 15) وأيضاً كلمات الرائي « وهم سينظرون وجهه » (رؤ22: 4).

سأرى سأرى عياناً فادي الورى
أمكث جواره بلا نحيب
سأنسى أنا أتعابي هنا سأنسى أنا آلامي هنا

حين ألقى يسوع الحبيب



 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS