الجمعة 23 نوفمبر - تشرين الثاني - 2001

كفاية المسيح


الجميع تركوني ... ولكن الرب وقف معي وقواني (2تي4: 16،17)

حقيقة مباركة هي أننا لا يمكن أن نوجد في ظروف يعجز المسيح عن مواجهتها. وسواء كنا أفراداً أو جماعة لا يمكن أن نوجد في مكان أو زمان ولا يكون المسيح كفواً له.

إن للمؤمن نصيباً حقيقياً وامتيازاً في أن يفرح « في الرب كل حين » - من امتيازه أن « لا يهتم بشيء » - أي شيء هنا على الأرض، وأن يلقي كل همه على الرب وفي هذا سلامه، لأن الرب لا تقلقه مشاكلنا لأنه يعرف النهاية من البداية. وفوق كل شيء لنثق دائماً أن نعمته تكفينا. وتثبيت القلب على المسيح يجعل « العراقيب سهلا » (إش40: 4) ونسلم نحن من فخاخ الطريق.

والرب هو هو على الدوام كفؤ للصغير وأيضاً للكبير، ورحوم رقيق عميق النعمة. ليتنا نتضع أمامه لنختبر صلاحه وغنى موارده حتى عندما نستوحش من ترك الآخرين لنا، لأنه سبق واختبره قبلنا « هوذا تأتي ساعة تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي » (يو16: 33).

وكلما ازددنا معرفة به، ازددنا معرفة بأنه كل شيء لنا، وحكمتنا هي في أن نعرف أننا بدون المسيح لا نستطيع أن نفعل شيئاً، وسر سلام القلب في أن ننشغل به محبةً فيه وإعزازاً لشخصه، وحينذاك سنجد سلامنا فيه ونمضي في موكب نُصرته إن جاء ضيق أو خطر.

إنه لشيء عظيم أن نرى أن قوة المسيح فينا تستطيع أن ترفعنا تماماً فوق كل شيء. « كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران » (يع1: 17). ومن الناحية العملية غالباً ما نناقض هذا الحق ونتجه بأفكارنا إلى تحت ولا نحصد سوى النكد. لكن الله لا يتحير إذا نحن أصابتنا الحيرة، بل قد يسمح لنا بخيبة الأمل لكي نتعلم أن حاجتنا إليه وكفايتنا فيه.

« واهدني طريقاً أبديا » أليس هو الطريق الوحيد الأبدي؟ إنه يُسرّ أن يفحص طرقنا لكي يهدينا طريقاً أبدياً، ولكي يعرّفنا أنه ينبغي أن يكون هو عملياً بالنسبة لنا الأول والآخر، الألف والياء - النصيب الذي لأجله نعيش ونحيا به.


 

داربي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS