الجمعة 29 ديسمبر - كانون الأول - 2000

محبة خاصة رغم الضعف


« فتطلع وإذا كعكة رضف وكوز ماء عند رأسه فأكل وشرب » (1مل6:19)

في وقت ضعف وفشل إيليا نرى الرب في نعمته يُظهر محبة خاصة، بعطف خاص بسبب أمر خاص.

فنحن لم نقرأ أن ملاكاً ظهر لإيليا في كريث أو صرفة، ولكن نرى أن الملاك بلمسة حانية رقيقة يوقظ إيليا. وفى أيام قوته قامت بخدمته الغربان، والأرملة، وشرب من النهر. ولكن لم يَقُم الملاك بخدمته ولو مرة واحدة.

لكن، ويا للعجب، في يوم ضعفه شرب من المياه التي أتى بها الملاك من نهر الله الممتلئ مياهاً أبد الدهر.

لقد أكل من الخبز واللحم اللذين أتت بها إليه الغربان، ومن الطعام الذي كانت تهيئه له أرملة صرفة بمعجزة. هذا في يوم قوته.

لكن في يوم فشله وضعفه، أكل من الكعك الذي هيأه الملاك بيده. ولماذا كانت براهين المحبة الخاصة هذه؟ لا شك أنها لم تكن لأن الله سُر بخطية عبده، أو أنه تجاوز عن فشله العظيم. حاشا، بل لأنه كان لابد من إعلان خاص للمحبة لإقناع النبي أنه لا يزال محبوباً، ولتلطيف روحه، ولاقتياده للتوبة.

عندما لا تكفى الظروف العادية، يستخدم الله الظروف غير العادية. هناك مثال رائع يوضح هذه الحقيقة. بعد قيامة المسيح أرسل الرب رسالة عامة لكل تلاميذه ليلتقوا به في الجليل. ولكنه شعر أن بطرس قد لا يجرؤ بأن يعّد نفسه بين الباقين، ولذا أرسل إليه رسالة خاصة قائلاً عن فم الملائكة « اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس »
(مر7:16) . وهذا ما لا يزال الرب يسوع يفعله مع أحبائه. فإنه يمتلئ أشواقاً لإقناع الساقطين بمحبته التي لا تتغير من نحوهم، حتى أنه قد يخرج عن المألوف ليعلنها لهم، ويستخدم بعض الطرق الجديدة أو المفاجآت الغريبة.

قد يستخدم الملائكة بلمستهم اللطيفة. قد يقدم كعكاً وسط الصحراء. إنه يرسل رسائل خاصة موجهة باسم الشخص الفاشل. ويحمل الخروف الضال على منكبيه ويُرجعه إلى مكانه.
(مز7:116)

أي نعمة فيك أيها الرب يسوع!! حتى تُظهر لنا المحبة الخاصة والعطف الخاص في وقت ضعفنا وفشلنا. إن نار حبك الرائع ليذيب جمود قلوبنا ويُرجعنا إلى مكان الراحة عندك وفيك أيها الرب سيدنا.

النظرة التــي بهــا أذبت قلب بطرس
هي التي تقدر أن تلين قلباً قد قسـا


 

ف.ب. ماير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS