الكتاب المقدس، الكتاب المقدس كله، ولا شئ آخر إلي جوار الكتاب المقدس هو أساس إيماننا |
وليم كلي
أسفار أخرى |
8
ما للتبن مع الحنطة يقول الرب. أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب ، و كمطرقة تحطم الصخر ( إرميا23: 28، 29 ) |
أسفار الأبوكريفا: الأبوكريفا هي كلمة يونانية تعنى الخفي أو السري، وتشير إلى مجموعة الأسفار اليهودية التي كُتبت نحو سنة 200 ق.م، في الفترة بين ملاخي آخر أنبياء العهد القديم، والذي يسميه اليهود "خاتم الأنبياء" حتى بداية العهد الجديد، وهى الفترة المسماة بفترة الصمت. وهذه الأسفار هي: طوبيا، يهوديت، الحكمة حكمة يشوع بن سيراخ نبوة باروخ المكابيين الأول والثاني ثم إضافات لسفرين هما أستير ودانيآل ورسالة إرميا النبي. وتسمي الكنائس التقليدية هذه الأسفار "الكتب القانونية الثانية". أسباب عدم اعتبار هذه الأسفار قانونية 1- لم تُكتَب هذه الأسفار باللغة العبرية، لغة العهد القديم؛ بل باللغة اليونانية. 2- اليهود الذين استودعهم الله أسفار العهد القديم، والذين استلمنا نحن منهم هذه الأسفار، لم يعتبروا هذه الأسفار جزءاً من الأسفار الإلهية الموحى بها على الإطلاق. في هذا كتب العلامة اليهودي المتنصر أدولف سافير "إن الأبوكريفا نفسها لا تدعي مساواتها للأسفار الإلهية، بل بالعكس تشير إلى الأسفار المقدسة بكل الإكرام معتبرة إياها كنزاً ثميناً أعطاه الله لبنى إسرائيل. ولا توجد أقل علاقة بين أسفار الأبوكريفا وبين كتب العهدين القديم والجديد... فهي ليست عضواً من جسم الكتاب المقدس". 3- لم يقتبس الرب يسوع أي اقتباس على الإطلاق من هذه الأسفار، وكذلك فعل كل كتبة العهد الجديد؛ مع أن في العهد الجديد نحو 363 اقتباساً مباشراً من الأسفار القانونية، ونحو 370 إشارة إلى فصول منها. وما يعتبره المدافعون عن الأبوكريفا أنه اقتباسات من هذه الأسفار، يتضح عند مراجعته أنه مجرد تشابه من بعيد أو كلمة مذكورة في المكانين لا أكثر. 4- بعض هذه الأسفار (المكابيين الأول والثاني) لها قيمة من الوجهـة التاريخية، بعضها يحوى حِكماً نافعة (حكمة بن سيراخ)، وقراءتها من هذه الوجهة لا تخلو من بعض الفوائد، لكن بعضها الآخر يحتوي على خرافات يهودية، وأساطير سخيفة، وتفاهات مبتذلة (مثل أسفار طوبيا ويهوديت) ولا قيمة روحية على الإطلاق من قراءتها. 5- لم تعترف بها الكنيسة البابوية إلا في مجمع ترنت الذي عقد في سنة 1546. وكون هذه الأسفار لم تضَف إلى الكتاب المقدس لا في الكنيسة الأولى عندما كـانت واحدة، ولا حتى بعد انقسام الكنيسة إلى شرقية وغربية، بل بعد الإصلاح في عام 1546 فإن هذا لا يفيد أسفار الأبوكريفا قط، ولا يمكن لعاقل قبول شهادة مجمع يعقد سنة 1546 لإعطاء قدسية إلهية على سفر معين، ولو أنه يفضح كنيسة روما ذاتها. 6- أما فصل الخطاب في هذه المسألة فهو أن هذه الأسفار تحمل في طياتها شهادة عدم قانونيتها، إذ نجدها: أ ) تنسب الكذب إلى الملاك (طوبيا 5: 6-19). ب) تمدح الغش والخديعة (يهوديت 9-13). ج) تتناقض مع الكتاب المقدس عندما تصرح باستخدام السحر المكروه عند الرب (طوبيا 12: 9)، وتعلّم أن الصدقة تطهر كل خطية! (طوبيا 12: 9). د ) وبها أخطاء تاريخية وكتابية إذ تذكر، على سبيل المثال، أن هامان عدو اليهود مكدوني (أي يونـاني)، والصحيح أنه أجاجي من نسل عيسو (تتمة أستير). وتُعلِّم أن رافائيل الملاك(؟) هو أحد السبعة الوقوف أمام الله(؟) الذين يقدمون صلوات القديسين(!) (طوبيا12: 15). هـ) يذكر كاتب سفر المكابيين صراحة أن ما يكتبه ليس وحياً من الله (1مكابيين 9: 27، 14، 41)، ويوضـح أن سفره عبارة عن تأليف بشرى (2مكابيين2: 23-26)، ويختم سفره بالاعتذار عما يحتمل في كتابه من نقائص!! سفر أخنوخ في عام 1773 اكتشف كتاب باللغة الإثيوبية - اسمه سفر أخنوخ، قال البعض أن أصلـه يوناني (دون أن يكون لديهم الدليل على ذلك)، وحاولوا بكل قوة أن يثبتوا أن يهوذا في رسالته، عندما أشار إلى نبوة أخنوخ (يه14) فإنه اقتبس من هذا السفر. ولا أعلم لماذا لم يفكر أعداء الكتاب، الذين يدعون لأنفسهم الحيدة في البحث، نعم لمـاذا لم يفكروا أن يكون هذا السفر المنحول هو الذي اقتبس من رسالة يهوذا؟! فالثابت أن هذا الكتاب هو أحد المؤلفات اليهودية، وأنه كُتِب بعد خراب أورشليم. صحيح يوجـد هناك تشابه ظاهري بين بعض أقوال هذا الكتاب وبين النبوة التي سجلها يهوذا بالوحي، إلا أنه عند التأمل الدقيق نجد الفارق الخطير بينهما، مما يبرهن على أن هذا الكتاب ليس أكثر من مؤلَّف بشـرى. فلقد جاءت النبوة في هذا الكتاب هكذا "هوذا يأتي مع ربوات قديسيه ليصنع دينونة عليهم، وليهلك الأشرار ويوبخ الجسديين على كل ما عمله ضده الخطاة الفجـار". ويتضح الفارق بين هذا الكلام وبين نبوة أخنوخ الحقيقية الواردة في رسالـة يهوذا في أمرين جوهريين: أولهما بالنسبة للقديسين إذ جعلهم سفر أخنوخ هذا هدفـاً للدينونة، وهذا يخالف كل أقوال الكتاب. والثاني: أنه بالنسبة للفجـار لم يذكـر سوى أعمالـهم دون أن يشير إلى كلماتـهم الصعبة. وفي هذين الأمرين الجوهريين اختلفت النبوة الصحيحة الـواردة في رسـالة يهوذا، مما يبرهن كما قال الأخ الفاضـل وليم كلي أن مؤلف هذا الكتاب لا يفهم لا في القديسين ولا في الفجار!! من هذا نخلص أن سفر أخنوخ المكتشف هذا ليس واحداً من أسفار الوحي المقدسة، وأن يهوذا لم يحصل على نبوة أخنوخ من هذا السفر، بل من الله رأساً. فطالما أن يهوذا كتب رسالـته بالوحي، فليس من صعوبة أمام الروح القدس في أن يعطى ليهوذا أن يسجل ما كان الروح القـدس نفسه قد سبق فنطق به على لسان أخنوخ من آلاف السنين. إنجيل برنابا هو مؤلَّف بشرى، يدّعي بعض المغرضين أنه هو الإنجيل الحقيقي، أو على الأقل أحد الأناجيل الحقيقية. ولقد بدأت قصة* هذا الكتاب عندما عثر كريمر (مستشار ملك بروسيا) في سنة 1709 على نسخة إيطاليـة لهذا (الإنجيل) المزعوم، مكتوب في مقدمتها أن راهباً لاتينياً اسمه فرامينو عثر على رسالة لإيريناوس يندد فيها بما كتبه الرسول بولس ويستند في ذلك على إنجيل برنابا، فصلى إلى الله ليهديه إلى الإنجيل المذكـور. وحـدث أنه لما كان عند البابا سكتس الخامس، أوقع الله سباتاً على البابا، فانتهز الراهب الفرصة وبحـث في مكتبته، فعثر على ذلك الإنجيل فأخفاه في ثيابه وبعد ذلك طالعه واقتنع بما جاء فيه! والأدلة على زيف هذا المؤلَّف البشرى كثيرة : أولاً: رواية اكتشافه نفسها، لأن كتابات إيرينـاوس موجودة إلى الآن، وليس بينه وبين بولس تلك الخصومة المزعومة، بل إنه يقتبس كثيراً من كتاباته وكذا من الأناجيل الأربعة المعتمدة. ثانياً: أن النسخة الوحيدة المكتشفة له هي باللغـة الإيطـالية (بالإضافة إلى نسخة أخرى أسبانية، مترجمة عن الإيطالية، وقد فقـدت فيما بعد). ولم يُعثَر على أي نسخة باللغة اليونانية التي هي لغة العهد الجديد. ثالثاً: التاريخ الذي ترجع إليه النسخة الوحيدة المكتشفة، والموجودة حالياً، هو القرن الخامس عشر على أبعد تقدير. رابعاً: لم يُشَـر إلى هذا الإنجيل المزعوم ولا إلى مضمونه في الجداول المنتشرة من القـرن الثاني فصاعداً، ولا في ملخصات العهد الجديد أو أقوال الآباء، ولا في المجامع المختلفة محلية كانت أم مسكونية، ولا حتى من أصحاب البدع والهرطقات على مر العصور. خامساً: عندما تُرجِم هذا الكتاب إلى العربية، بادر المفكرون - حتى من غير المسيحيين - إلى رفضـه. وفي مقدمـة هؤلاء المفكرين الدكتور خليل سعادة مترجم هذا المؤلَّف نفسه، كما ذكـر في مقدمة الترجمة. وأيضاً الأستاذ عباس العقاد*، وغيرهم كثيرون. سادساً: يذخر هذا الإنجيل المزيف بأخطاء عديدة تُسقِط عنه لا صفة الوحي الإلهي فحسب، بل وتنزله حتى من مرتبة الكتب المحترمة. وسنلخصها في النقاط الآتية: 1- أخطاء تاريخية: قوله إن بيلاطس الوالي، وكذا حنان وقيافا رئيسي الكهنة كانوا أيام ميلاد المسيح (فصل3: 2)، والصحيـح أنهم كانوا في عهد صلبه بعد نحو 33 سنة. كما يشيـر إلى جماعة الفريسيين في زمان إيليا (حوالي 900 ق.م) ويقول إنهم كانوا 17 ألفاً (145: 1)، مع أن جماعة الفريسيين لم يُعرفوا في التاريخ إلا بعد الرجوع من السبي (أي بعد زمان إيليا بمئات السنين)، ولم يظهروا كحزب ديني إلا في القرن الثاني قبل الميلاد فقط. 2- أخطاء جغرافية: يقول إن مدينة الناصرة تقع على البحر (20: 1، 9)، والواقع أنها في جبل. كما يذكر أن في فلسطين مقاطع للأحجار(109: 9)، مما يثبت جهله، وأنه لم يرَ فلسطين في حياته. 3- أخطاء لاهوتية: إذ يتحدث عن بكاء الشياطين، وعن بصقهم (55: 14، 35: 26)، فمن أيـن للشياطين - وهى أرواح - بالمـاء للدمع أو للبصاق؟! كما يتحدث عن بكاء النباتات والأعشاب دمـاً (53: 19)، فمن أين للنباتات بلازما أو دم!! كما يقول إن من لا يصلى هو أشـر من الشيطان (36: 2)، فهل هناك من هو أشـر من الشيطان؟! ثم أن الشيطان لا يصلى! 4- أخطاء روحية: فهو يحرِّم كل أنواع الحب كحب الأب لابنه (99: 10-14) أو الأم لابنها، وكذا محبة التلاميذ ليسـوع (220: 18)، ومحبة الشعب للهيكل (99: 7-9). ثم يتجاسـر فيستخدم تعبيراً غير لائق عن الله جل مجده وهو أنه يحب إسرائيل كعاشق (99: 3). ومن روحيات هذا الكتاب تمجيده للقذارة (57: 14، 19)!! 5- أخطاء كتابية: فينسب أقوال آساف فى مزمور 73 إلى داود (25: 10)، وكلمـات حزقيال 18: 23 إلى يوئيل (165: 1)، وكلمات ملاخي 2:2 إلى ميخا (158: 4). بالإضافة إلى أخطاء أخرى مثل قوله إن اليوبيل كل مائة عام (82: 18)، والصحيح أنه كل خمسين عاماً (لا 25: 11)، وأن داود قضى على مفيبوشث (50: 35) والصحيح أنه أشفـق عليه (2صم21: 7)، وأن يونان حاول الهرب إلى طرسوس (63: 5، 6) مع أنه هرب إلى ترشيش وهي ميناء في أسبانيا بينما طرسوس في تركيا! وأن كورش طرح دانيآل في جب الأسود (50: 36) والصحيح داريوس المـادي لا كورش (دا 6)، وأن الذين نجوا من الطوفان هم نـوح وثلاثة وثمانون شخصاً (115: 7) والصحيح أنهم جميعـاً ثمانية (تك 7: 1، 7، 13و1بط 3:) وغيرها الكثير جداً. 6- مبالغات ساذجة: فيعتبر أن السموات تسع عاشرهـا الجنة. بالإضافة إلى مبالغات خاوية من أي معنى دقيـق، إذ يحـدد بُعد السماء الأولى عن الأرض بمسيرة 500 سنة(!)، وكـذلك كل سماء عن التي تليها. ونسبة الأرض إلى السماء كرأس إبرة(!)، وكذلك حجم الجنة إلى كل حجم الأرض والسموات (فصل 105، 178). وفى قصـة خلق آدم يأتي بخرافات تافهة، إذ يقول إن الله خلق كتلة من التراب وتركهـا 25 ألف سنة دون أن يعمل شيئا!! (35: 7). وأن إيزابل قتلت 10000 نبي في سنة واحدة، فكم كان عدد الأنبياء وقتها؟! (18: 5، 148: 7). كما يذكر أن مليون ملاكاً كانوا يحرسون ثياب الرب يسوع!(13: 10)..الخ. 7- تناقضات مكشوفة: فيذكر عـدد الشياطين في المجنـون 6666 وأنها لما خرجت من المجنون دخلت في 10000 خنزير (21: 6، 10، 12) !! أي أن الشياطين انقسمت ليكون نصيب كل خنزير جزءاً من شيطان! ومرة أخرى يذكر أن الرب قال: تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأى كاذب فىَّ، وبعدها - مشيراً إلى من سينادون بالمسيح - يقول إنه سيأتي بعد رسول الله عدد غفير من الأنبياء الكذبة!! (97: 4-10). 8- خرافات عجائزية: فقصة الخلق كما ذُكِرت في فصل 35 مليئة بالخرافات التي لا يقبلها أكثر الناس سذاجة ولا نستصوب مجرد ذكـرها الآن. وفي فصل 40 يعزو العلامة المسماة بتفاحة آدم إلى أكل آدم من الشجرة المحرمة، وفاته أن العيوب المكتسبة لا تورث. ويشير إلى خرافة المسخ (27: 5) وإلى تعليم المطهر(136، 137)...الخ. 9- تعاليم تجديفية: وهى أسوأ ما فيه إذ هي تناقض تعاليم المسيحية تماماً. فالرب له المجد في نظره ليس أكثر من إنسان ويلعن من يسميه الله (53: 34، 35)، ويذكـر أن الذي صُلِب هو يهوذا لا الرب يسوع (14: 10 ، 216 - 220)، وأن الرب له المجد كان محتاجاً لفدية، وأنه قال للملاك "سمعاً وطاعة" (13 : 15 - 18)...الخ الخ. هذه نبذة سريعة على ذلك الإنجيـل المـزعوم ومحتوياته. والواقع إن سِرَ تهليل البعض لهذا المؤلف وإعجابهم به لا يرجع إلى قيمة إيجابية فيه تجعلهم يؤمنون بما يحتويه، بل ترجع إلى ما فيه من سلبيـات، أعنى بها تلك التجاديف التي كومها المؤلف ليحط بها من قـدر المسيح، ولينكر الصليب. الأمر الذي يذكرنا بقول بولس الرسول « وكما قـاوم ينيس ويمبريس موسى كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق، أناس فاسدة أذهانهم ومن جهة الإيمان مرفوضون. لكنهم لا يتقدمون أكثر لأن حمقـهم سيكون واضحاً للجميع كما كان حمق ذينك أيضاً » ( 2تى 3: 8، 9 ). كتاب المورمون جماعـة المورمون هي بدعة مسيحية ظهرت في أمريكا في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ومع أنهم ظاهـرياً لا ينكرون الكتاب المقدس، لكن يؤمنون إلى جانبه بكتاب خاص بهم ويقولون إن رئيس جماعتهم ومؤسسها "جوزيف سميث" قد ظهر له ملاك، وأخبره عن أمر هذا الكتاب الذي كتبه الأقدمون بلغة غير مفهومة على ألواح ذهبية ورقائق نحاسية، وأخفوه كى لا يراه أحد إلى أن يظهر فى الأيام الأخيرة! ويقولون أيضا إن شخصاً يدعى موروني (هو آخر كتبة هذه الرقائق وقد مات سنة 421م) قام من الأموات عام 1827 وسلم جوزيف سميث هذه الرقائق! وعن طريق حجرين خاصين كشف عنهما الملاك، أمكن لجوزيف سميث ترجمـة هذه الرقائق. ونشر هذا الكتاب بالإنجليزية لأول مرة عام 1830. يحتوى كتاب المورمون هذا على 15 سفراً. تتحدث في مجملها عن أخبار وتاريخ جماعة سكنت في أمريكا في الفترة من سنة 600 ق.م إلى 421 م، هم سكان قارة أمريكا الأوائل، على حد زعمهم. ملئ هذا الكتاب بما يناقض تعاليم الكتاب المقدس الأساسية، فهو مثلاً ينكر حقيقة الثالوث (ايثر3: 14)، بل ينكر أن الله روح ويعتبره لحماً ودماً!! (ايثر3: 6). كما ينكر كمال وكفاية عمل المسيح الواحـد على الصليب، إذ يقولون إن المسيح بعد صعوده إلى السمـاء نزل ثانيـة إلى أرض نيفي وخدم بينهم، وأقام هناك رسلاً، وزودهم بسلطـان المعمودية (3نيفى11: 8). وينكر كمال وعصمة أسفار العهد الجديد بزعمه أن الكنيسة حذفت أجزاء هامة جداً وثمينة منه. وزعمه أيضاً أن ثلاثة من الرسل سيمكثون على الأرض بين شعب نيفي حتى مجئ المسيح (1نيفى13: 22- 29، 3نيفي 28). كما ينكر ولادة الإنسان بالخطية (موروني 8)، وعذاب أرواح الأشرار بعد موتهم (ألما 40: 11). وكثير من التجاديف الأخرى. ولقد شهد عن هذا الكتاب شخص عاش مرمونياً سنوات طويلة، ثم تداخل الله بالنعمة وأنقذه فقال "لقد قرأت كتاب المورمون 15 مرة. وأُقِـر أنه مجرد مؤلَّف أدبـي شجني ملـئ بالهراء بالمقابلة مع كتاب الله، الكتاب المقدس" كتب أخرى: تشير أسفار الوحي أحيانا إلى كتب وأسفار ونبوات ليس لها وجود في الكتاب المقدس، مما يسبب تساؤلات لدى البعض. لذا نذكر بعض الأمور لتوضيح هذه الصعوبة. الأمر الأول: يقتبس بعض كتـبة الوحي من (أو يشير إلى) أسفار وكتب بشرية، أقوى دليل على أن مصدرها ليس إلهياً هو عدم وجودها اليوم. ومن هذه الكتب: 1- كتب تاريخية وكتب شعر مثل: كتاب حروب الرب (عد 21 : 14). هو كتاب فيه تسجيل لانتصارات شعب الله، يرجح أن تجميعه بدأ وهم في البرية لتسجيل انتصارات الرب بهم (خر 15: 3)، ثم أضيفت إليه بعض الإضافات في مناسبات تالية. سفر ياشر: يشار إليه مرتين في يشوع 10: 13، 2صموئيل 1: 18، وكلا الإقتباسين كُتِبا في الأصـل العبري بالشعر، مما يدل على أنه كتاب تراتيل أو أشعار لتخليد المناسبات الهامة في حياة الأمة الإسرائيلية. وكلمة ياشر تعنى مستقيم. وقد يكون ياشر هذا ليس اسم علم بل صفة، بمعنى أن المستقيمين هم الذين يتمتعون باهتمام الرب ورعايته (مز 73: 1، 33: 1). ولا يستبعد أن يكون هذا السفر استطراداً لكتاب حروب الرب السالف الذكر. 2- السجلات التي كان الملوك عادة يحتفظون بها لتسجيل الأحداث الهامة في أيام حكمهم : مثل سفر أخبار الأيام للملك داود: (1أخ 27: 24)، سفر أمور (أو أعمال) سليمان: (1مل 11: 41)، سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل و لملوك يهوذا (1مل 14: 19، 29....الخ). هذه السجلات كان يدوَّن فيها أحداث المملكة الهامة، وهى تشبه سفر أخبار الأيام الوارد ذكره في أستير 2: 23،6: 1-3. إنها مثل اليوميات التي يسجلها الناس في الوقت الحاضر. وواضح أنها شئ مختلف تماماً عن سفر أخبار الأيام المتضمَن في الأسفار القانونية. وكانت هذه الأسفار بمثابة وثائق تمهيدية، ربما يكون كتبة الوحي قد استقوا بعض معلوماتهم منها. 3- السجلات التي سجلها الأنبياء للأحداث المعاصرة لهم في مذكراتهم الخاصة دون أن يكون ذلك بالوحي مثل: سفر أخبار صموئيل الرائي؛ وهو ليس سفر صموئيل الذي في الكتاب المقدس (1أخ 29: 29). سفر أخبار ناثان الرائي وأخبار جاد الرائي(1أخ 29: 29). أخبار شمعيا النبي وعدو الرائي (عن الانتساب) (2أخ 12 : 15). مدرس (أي قصة) النبي عدو (2أخ 13: 22). كتاب إشعياء بن آموص، بخلاف السفر المعروف باسمه (2أخ 26: 22). أما الدرس الذي نتعلمه من هذه الاقتباسات والإشارات السابقة فهو أنه يمكن لخـادم الكلمة بإرشاد الرب أن يقتبس من أقوال البشر في خدمته لتوضيح الفكرة أو لجذب التفات السامعين. فهكذا فعل الرسول بولس في خدمته الشفوية (أع 17: 28) وكذا في رسائله ( تي 1: 12 ، 13). أنظر أيضا 2تي 4 : 13. الأمر الثاني: لم يسجل الكتاب المقدس، على مدى تاريخه، كل اتصال إلهي مع الإنسـان وكل إعلان من الله للبشر، بل تضمن فقط ما رأى الله أنه لازم لنا لأجل بنياننا وتعليمنا (أنظر يو 20: 30، 21: 25). وهذا ينطبق على نبوة أخيـا الشيلوني ويعدو الرائي على يربعام (1مل 15: 29، 2أخ 9: 29)، ونبوة ياهـو بن حناني النبي على بعشا (1مل 16: 7) ونبوة ميخا بن يملـة على أخآب (2أخ 18: 7)، وأقوال يونان النبي عن انتصار إسرائيل (2مل 14: 25)، ونبوة أوريا بن شمعيا على أورشليم وأرض يهوذا (إر 26: 20 )...الخ. |
جميع الحقوق محفوظة © 1998-2005 لموقع بيت الله.كوم راجع اتفاقية استخدام الموقع.