السبت 27 سبتمبر - أيلول - 2003

ثبَّت خطواتي (2)


أصعدني من جُب الهلاك من طين الحمأة وأقام على صخرة رجليَّ. ثبَّت خطواتي. وجعل في فمي ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا (مز40: 2،3)

صعوداً من الحمأة إلى قمة الجبل حيث تنعكس أمجاد المسيح الصاعد؛ صعوداً من جُب الخزي إلى الصخرة الثابتة ـ هناك في مرتفعات النعمة ينشد مفديو الرب، ولو كانوا في البرية، أناشيدهم الجديدة السماوية، بعيداً عن صَخَب الأرض ونزاعاتها؛ حتى ولو لم يدخلوا بعد ديار السلام الأبدي فإنهم بالإيمان يتمتعون بالسعادة الغامرة.

فهل حياتنا الجديدة ـ إذاً ـ أنشودة لا تتوقف؟ نعم؛ وينبغي أن نرنم، وبلا انقطاع. بيد أنه قد تتخلل أناشيدنا وقفات. لأن في طريقنا ـ صوب المجد ـ قمماً نرقاها، ومخاوض نجوزها، وقفاراً نقطعها.

ونحن لا نستطيع أن نخطط ـ بدقة ـ سبيل مستقبلنا، إلا إننا لا نكون مخدوعين لو توقعنا طرقاً خشنة. لكن ذاك الذي ـ بلغة العهد القديم ـ يثبِّت خطواتنا، هو الذي ـ بأسلوب العهد الجديد يقول: « تكفيك نعمتي ». وليس عبثاً أننا نتوقع منه بركة سبط أشير « حديد ونحاس مزاليجك، وكأيامك راحتك » (تث33: 25). وهكذا حبقوق وهو في حمأة المجاعة حيث لا موضع للاستقرار، استطاع أن يغني « الرب السيد قوتي، ويجعل قدميَّ كالأيائل، ويمشيني على مرتفعاتي » (حب3: 19).

وحين تتثبت خطوات الإنسان، فإن مسالكه تكون مستوية، وتقدمه ثابتاً، ويعرف مواقع خُطاه. وحينئذ تكون خطوات التلميذ شبيهة بخطوات معلمه (1يو2: 6). والرب قادر أن يجعل الرجل الأعرج الرجلين يركض في سبيل غير ملتوِ، ومرقس الهياب المتراجع يصبح أميناً في الخدمة.

نحتاج إلى استخدام قوة الرب لتثبيت خطواتنا كما فعل مع أولئك. ولقد وعدنا سيدنا بأنه لا يهملنا ولا يتركنا؛ لكنه ينبغي علينا أن نشعر بحاجتنا إلى أمانة محبته في مُساندة وقيادة حية. أولئك احتاجوا إلى إرشاد في رحلاتهم لأنهم لم يكونوا يعرفون الطريق، ولأنهم كانوا عُرضة أن يضلوا، ولذلك أمسك بيدهم وقاد خطواتهم (إر31: 32). هكذا أخذ الرب يسوع بيد الأعمى وأخرجه (مر8: 23). أَوَ لسنا كذلك بحاجة إلى لمسة شخصية من الأعالي؟

يا رب المحبة المبارك، خلال أيامي المُحصاة في الأرض

أمسك بيدي

حتى تنتهي بي خطوات الاغتراب إلى وطني أخيراً


 

و.ج. هوكنج

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS