الأربعاء 20 أغسطس - آب - 2003

اللقاء العجيب


فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر.. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء. فقال لها يسوع أعطيني لأشرب (يو4: 6،7)

في يوحنا4 نجد المسيح في ذلك الوقت يجلس وحيداً على حافة البئر، وأتت هذه المرأة وحيدة، فالتقى هذان الوحيدان معاً على انفراد. مع هذا الفارق: فبينما خطايا هذه المرأة جعلت النساء ينفرن منها، فإن بر ذلك القدوس جعل المتكبرين والمرائين لا يحتملون قربه. لقد كانت هذه المرأة السامرية وحيدة منبوذة، وكان سيدنا أيضاً وحيداً منبوذاً. كانت مُتعبة وكان هو مُتعباً، كانت عطشى فأتت لتستقي، وكان هو عطشاناً فطلب الماء. أما لماذا كان التعب وما هو سر العطش، فهنا يبرز التباين والتضاد. فهي مُتعبة من الجري وراء الخطية، وهو مُتعب من السعي وراء النفوس التي أذلتها الخطية كي يريحها. هي عطشى تلهث نحو اللذة، وتبحث عن الماء الذي لا يروي، وتفتش عنه في كل مكان وتطلبه بأي ثمن، أما هو فظامئ لإسعاد النفوس المسكينة المعذبة، ويجد في تتميم مشيئة أبيه طعامه وشرابه! إذاً فهذا التشابه الظاهري بين هذين الوحيدين المنبوذين العطشانين اللذين تقابلا عند البئر، يحوي في الواقع تبايناً في كل شيء جعلهما كقطبي المغناطيس، فانجذب الواحد نحو الآخر، والتصقا معاً إلى الأبد.

يا له من فكر مبارك: أن عمق بؤس تلك الإنسانة جعلها قريبة جداً من المسيح، ووحدتها جعلتها تلتقي معه على انفراد. ولقد أخذ بيدها ليخلصها من خطيتها ومن بؤسها، ويملأ قلبها بالارتواء الذي حُرمت منه، والذي ما كان ممكناً للخطية أن تمتعها به.

ولم تكن المرأة المسكينة والمحتاجة هي التي بدأت الكلام، بل إن الرب يسوع هو الذي بادر بالحديث، وكأنه هو المحتاج، إذ قال للمرأة السامرية « أعطيني لأشرب ». وعندها اندهشت المرأة من طلبه، تحول الرب بسرعة إلى الجانب الأهم في المسألة قائلاً لها « لو كنتِ تعلمين عطية الله ومَنْ هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيا ».

عزيزي .. لقد جاء ابن الله من السماء ليكون هو وسيلة وصول عطية الله العُظمى لنا، ولكي يجعل في داخل قلوبنا ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية .. فيا مَنْ تبحث عن السعادة ولا تجد. إن الذي بحث عن هذه المرأة المسكينة يبحث عنك، والذي التقى بها يريد أن يلتقي بك ليغير حياتك تماماً، وسيملأ آنيتك بالسعادة الحقيقية والفرح العميق.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS