السبت 2 أغسطس - آب - 2003

هل الصلاة فريضة ؟


ومتى صليت فلا تكن كالمرائين. فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم (مت6: 5)

لقد شوّه البعض الصلاة فجعلها لا تخرج عن كونها فريضة. وعندما نعتبر الصلاة مجرد فريضة، فإننا بهذا نكون قد حوّلنا لقاء الشوق والحب إلى لقاء الضغط والفرض. إن الصلاة الحقيقية هي وظيفة طبيعية تمارس بتلقائية، وظيفة الحياة الجديدة التي ينالها الإنسان بالولادة من الله. فعندما يتم الإحياء، وتصل الحياة الإلهية للإنسان الميت في خطاياه، ويولد هذا الإنسان من الله، لا بد له عندئذ أن يتنفس، وتنفسه وقتذاك هو الصلاة. أليس هذا هو عين ما حدث مع شاول الطرسوسي بمجرد ولادته من الله؟ حتى أن الرب لكي يؤكد لحنانيا أن شاول قد نال الحياة، قال له كلمة واحدة « هوذا يصلي » (أع9: 11). فالصلاة هي الصرخة المعروفة التي بها يعبِّر الوليد عن وصوله للحياة. لكن للأسف لا يفهم الميت في خطاياه هذا، وإذ يجعلها مجرد فرض، تخرج صلاته من كيان ميت فاسد بلا حياة، كلمات جوفاء، هي وصاحبها مرفوضان من الله.

والمأساة الكبرى أن مَنْ يتعامل مع الصلاة على أنها مجرد فريضة، فإنه يجتهد دائماً ليُكثر منها؛ وهو بهذا يرسل رسالة خفية للناس محتواها هو: « أنا أفضل منكم وأقربكم إلى الله »، ولذا تجده بالأسف متكبراً مغروراً.

هؤلاء الذين يمارسونها كفرض، رفضهم ربنا يسوع المسيح، بل لقد حذَّر منهم في متى6: 5 « ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس ».

لاحظ ـ عزيزي القارئ ـ أن الرب وهو يتكلم عن هؤلاء المشوِّهين للصلاة، حكم عليهم بأنهم مراؤون، وقال عنهم إنهم يحبون أن يصلّوا، لكن ـ للأسف الشديد ـ ليس حُباً في الصلاة، ولا حُباً في الله الذي إليه نصلي، بل حُباً في مديح الناس، فهم يحبون أن يصلوا لكي يظهروا للناس، فيا للرداءة! وحتى الصلاة استخدموها لجلب مديح الناس، وما يعبِّر عن المسكنة والضعف صار بين أيديهم مادة للكبرياء والغرور، فيا للتشويه!


 

ماهر صموئيل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS