أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى (يو10: 9)
يعلن الرب يسوع نفسه هنا كباب الخلاص. فلنتأمل في كل كلمة من هذه العبارة « أنا هو الباب ». إن ضمير المتكلم « أنا » يشير إلى الرب يسوع المسيح. وعندما يقول: « أنا هو الباب » يضع جانباً كل شيء وكل شخص غيره، فالكنيسة ـ وإن كان المسيح مؤسسها ـ ليست هي الباب، والكارز ـ وإن كان في استطاعته أن يوجه سامعيه إلى الباب، ليس هو الباب، والفرائض ـ حتى التي رسمها الرب ـ ليست هي الباب، والأعمال الصالحة ـ وإن كانت من التزامات المؤمنين ـ ليست هي الباب.
ثم الكلمة « هو« تستحق التأمل العميق. لم يَقُل « أنا كنت الباب » كأن هذا الأمر لم يكن سوى حقيقة مضت وانتهت. ولم يَقُل « أنا سأكون الباب » كأنه شيء سوف لا يتم إلا مستقبلاً، بل قال: « أنا هو الباب » فهو الباب في الوقت الحاضر، الآن. لهذا السبب يدعونا أن نأتي الآن وأن ندخل الآن « هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص » (2كو6: 2).
وحرف التعريف « ال » يستحق الملاحظة أيضاً، فلم يَقُل الرب يسوع « أنا باب » كأن هناك أبواباً كثيرة. إن الرب يسوع ليس أحد أبواب متعددة تؤدي إلى السماء، ولكنه الباب ـ الباب الوحيد. لقد قال « ليس سواي » (إش45: 22) « يسوع وحده » (مت17: 8).
والكلمة « الباب » عجيبة في بساطتها وعمق معناها. جميعناً نعرف ما معنى « باب ». باب معناه مدخل، والرب يسوع هو مدخل الخلاص والسلام والحياة الأبدية والمجد الإلهي والسماء!
أوَلَيس من اللائق أن يكون هو الباب؟ ذلك لأنه الوحيد الذي مات لأجل خطايانا « لكي يقربنا إلى الله » (1بط3: 18). الوحيد الذي سفك دمه الثمين لمغفرة خطايانا (أف1: 7) فهو وحده القادر والمستحق أن يقول « أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ».
والآن لاحظ بساطة كلمة الله بخصوص الخلاص « إن دخل بي أحد فيخلص »، ليس بالناموس، ليس بالأعمال، ليس بالأخلاق، ليس بالعادات، ليس بالمال، لكن « بي ». يقول الرب يسوع « إن دخل بي أحد » أي شخص، رجل أو امرأة، ولد أو بنت، فيخلص. إن الباب مفتوح على مصراعيه، والرب يدعوك شخصياً لكي تدخل، وينادي الجميع « تعالوا إلي » فهل تدخل الآن؟
تشارلس سبرجن
|