السبت 19 يوليو - تموز - 2003

سوداء وجميلة !!


أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار كشقق سليمان (نش1: 5)

في جو الشركة المقدسة مع الحبيب، وفي بهاء طلعته المباركة أدركت العروس حقيقة ذاتها، وما هي بحسب الطبيعة. وهذا اختبار لا يمكن أن يدركه المؤمن إدراكاً صحيحاً إلا في نور المقادس ـ أمام الله وفي حضرة المسيح، فهناك داخل « حجال الملك » عرفت العروس أنها « سوداء »، وهذا نفس ما أدركه إشعياء النبي، فإنه إذ رأى السيد الرب جالساً على الكرسي العالي والمرتفع والسرافيم يعلنون قداسته، قال « ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود » (إش6). فلم يعرف النبي ذاته المعرفة الحقيقية ويدرك أنه إنسان نجس الشفتين إلا عندما رأت عيناه الملك في جلال قداسته، وهذا أيضاً ما اختبره الرسول بطرس، فإنه إذ رأى مجد الرب يسوع عندما امتلأت السفينتان بالسمك حتى أخذتا في الغرق « خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ » (لو5: 5-9). ليت شركتنا تزداد مع الرب ويزداد قربنا إليه وتفرسنا في كمالاته فيزداد إدراكنا لحقيقة ذواتنا، كما يزداد أيضاً إدراكنا لسمو مقامنا الذي أوصلتنا إليه نعمته الغنية.

« سوداء وجميلة » سوداء « كخيام قيدار » وجميلة « كشقق سليمان » هذان الوصفان يبينان حالة كل مؤمن ومقامه. فهو بحسب حالته وارث لطبيعة آدم الساقطة، وبحسب مقامه هو في المسيح إنسان جديد « شريك الطبيعة الإلهية »، فبينما نرى أن الرسول بولس يقول « إني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح » (رو7: 18)، فإن أضعف مؤمن حقيقي هو في المسيح قديس وبلا لوم قدام الله في المحبة. فهو من الوجه الواحد أسود كخيام قيدار، وقيدار هو أحد أبناء اسماعيل ابن الجارية الذي يُعتبر صورة للخطية الساكنة فينا، وبنو قيدار حيثما حلوا فإنهم يسكنون في خيام سوداء ـ هذه صورة مُصغّرة للطبيعة البشرية الساقطة الساكنة في المؤمن كما في غير المؤمن على السواء ـ سوداء كخيام قيدار.

أما من الوجه الآخر، فالمؤمن جميل « كشقق سليمان »، فالمؤمن له أمام الله نفس الجمال والكمال اللذين لربنا المبارك ـ يسوع المسيح. ويا لها من تعزية قوية لنا في هذا الحق الثمين.


 

متى بهنام

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS