الثلاثاء 15 يوليو - تموز - 2003

بعد قليل جداً


لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يُبطئ (عب10: 37)

حينما ذهب يعقوب ليبحث عن زوجة له في فدان آرام، اتجهت محبة قلبه إلى راحيل بنت لابان. وتعهد يعقوب أن يخدم أباها سبع سنين حتى يمكنه حينئذ أن يأخذها كزوجة. ويسجل لنا الروح القدس هذه الكلمات المؤثرة عن تلك الفترة: « فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها » (تك29: 20).

إن سبع سنين تُعتبر فترة طويلة. ولكن هكذا كانت محبة يعقوب لراحيل قوية، حارة، وثابتة، حتى أن السنين الطويلة التي قضاها في التعب والانتظار بَدَت له كأيام قليلة. لقد طوت محبته الشديدة تلك الفترة الطويلة، وتلذذت هذه المحبة بالأفراح المنتظرة. وقد كانت هذه الأفراح وسيلة لحفظ المُحب من أن يخبو رجاء قلبه لِما يكون قد تعرَّض له من غضب وتبرم أو كسل واسترخاء في كل ساعة تمر.

وهكذا أيضاً بالنسبة لقديسي الله في الوقت الحاضر، فإنهم بتغذية قلوبهم بمناظر الأفراح المنتظرة، سيُظهِرون « صبر رجائهم ربنا يسوع المسيح » (1تس1: 3). وهذا هو الشيء المناسب لمن لهم مثل هذا الرجاء المبارك. إن المحبة تزود الرجاء بأجنحة النسور ليصعد إلى سماء السماوات حيث يوجد الشخص المبارك الذي نحبه، والشيء الذي يحفظ قلوبنا الآن هو تمتعنا المستمر بمحبته، وهكذا نستطيع أن ننتظر بصبر مجيئه لنا.

ونلاحظ أن بولس يربط بين محبة الله وانتظارنا للمسيح بصبر. حيث يقول للقديسين الذين علَّمهم الحق الخاص بمجيء الرب: « والرب يهدي قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح » (2تس3: 5). ففي محبة الله تنتعش عواطفنا نحو ربنا يسوع المسيح، ابن محبته، وبقلوب مكرسة نتأمل باشتياق في غبطة وهناء تلك اللحظة حينما نصل إلى محضر الشخص المبارك الذي ننتظره. وبينما نتوقع التحقيق الكامل لرجائنا، فإننا سننسى آلام الغربة وأحزانها، كما أن فترة انتظارنا لمخلصنا تُصبح بالنسبة لنا « قليلة جدا »، لأن محبتنا له تعرّفنا بأنه سوف لا يؤخر مجيئه. وحتى إذا انتظرنا هنا لفترة، قد تبدو طويلة إذا حُسبت بأيام الغربة، ولكن ما هذه اللحظات في الانتظار حينما تُقارن بالأبدية الطويلة التي لا تنتهي والتي سنكون خلالها في شركة ـ لا تشوبها غيوم ـ مع المُحب الفادي لنفوسنا؟ ألا تبدو لنا ساعات الانتظار حينئذ وكأنها لحظات قليلة؟


 

و.ج. هوكنج

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS