الثلاثاء 1 يوليو - تموز - 2003

غرباء يتبعون الغريب


فقالت راعوث لا تلحّي عليَّ أن أتركك وأرجع عنك لأنه حيثما ذهبت أذهب وحيثما بتِ أبيت. شعبك شعبي وإلهك إلهي (را 1: 16)

إن قوة اعتراف الإيمان في راعوث تجعلنا نضعها في قائمة أبطال الإيمان، بالرغم من أنها لم تكن من جنس إسرائيل. كذلك في 2صموئيل15 نقرأ عن شخص آخر، هو إتاي الجتي، الذي في مقابل ما بدا من معظم إسرائيل من رفض لداود واتّباع لأبشالوم ابنه الذي قام عليه، يقول « حي هو الرب وحي سيدي الملك، إنه حيثما كان سيدي الملك، إن كان للموت أو للحياة فهناك يكون عبدك أيضا » (2صم15: 21). ونرى نفس هذا التكريس في أليشع (2مل2: 2،6).

إن في قلب كل مؤمن رغبة لأن يتبع الرب يسوع، فإن غابت هذه الرغبة كُلية، كان ذلك دليلاً على أن هذا الشخص غير مؤمن، غير مولود ولادة جديدة. ولكن السؤال الهام هو: هل يمكن أن يُقال عنا ما قيل عن المائة والأربعة والأربعين ألفاً في رؤيا14 « هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب ».

في إنجيل متى14: 29 نقرأ عن التلاميذ الاثني عشر وهم جميعاً في السفينة، ولكن بطرس وحده يترك السفينة ليكون قريباً من الرب. هل كان باقي التلاميذ لا يحبون الرب؟ كلا، فنحن نعلم جيداً أنهم أحبوه، ولكن كان ثمن الوجود بقربه غالياً، فقد كان الثمن أن يتركوا السفينة، التي هي الوسيلة الوحيدة لأي إنسان ليبقى فوق الماء ولا يغرق. كان معنى ترك السفينة بالنسبة لهم هو أن يتخلوا عن كل شيء كانوا يتكلون عليه، وأن يضعوا ثقتهم فيه هو وحده. وكان هذا كثيراً عن أن تتحمله قلوبهم الضعيفة، ولكنه لم يكن كثيراً على قلب راعوث « حيثما ذهبتِ أذهب وحيثما بتِ أبيت » ما أجملها كلمات. إن راعوث لا تقول « حيثما سكنتِ أسكن ». هكذا الكنيسة، ليس لها مدينة باقية، ولا موضع لها في الأرض، تماماً كما هو الحال بالنسبة لرأسها الرب المرفوض، إنها غريبة في الأرض، وسيرتها ـ أي موطنها ـ هو في السماء. وزمانها الذي تقضيه على الأرض ليس سوى « الليل »، ليل فيه ابن الله مرفوض (رو13: 11؛ 1تس5: 4-7؛ 2بط1: 19)، ليل سينتهي إذ يجيء الرب « كوكب الصبح » ليأخذها من هذا الوضع الذي يسود فيه « الليل ». أما بالنسبة للأرض، فالليل سينهيه شروق « شمس البر والشفاء في أجنحتها » (ملا4: 2).


 

هـ.ل. هايكوب

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS