الثلاثاء 20 مايو - أيار - 2003

صراخ نصف الليل


ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مُقبل فاخرجن للقائه (متى25: 6)

لقد سمعنا صراخ نصف الليل « هوذا العريس مُقبل » وأصبحت حقيقة مجيء المسيح ذائعة ومعروفة، ولا نحتاج كثيراً إلى مؤلفات جديدة لإنارة الأذهان بخصوصها. ولكن الخطر الآن هو في قبول الحق في أذهاننا دون أن يكون له التأثير العملي على حياتنا. ما هو تأثير حقيقة مجيء الرب على نظراتنا الخارجية للعالم؟ هل نتمسك بما حصلنا عليه من حطام الدنيا في ضوء هذه الحقيقة؟ يا ليتنا نفحص نفوسنا بأمانة في حضرته المقدسة بخصوص هذا السؤال: هل قوة الرجاء المطهرة قد عملت في ضمائرنا فانفصلنا عن المعاشرات العالمية وعن حب الامتلاك والثروة والظهور في العالم؟ هل محبة المسيح والشوق إلى رؤياه قد أشبعا قلوبنا وخلعاها من كل غرض ورجاء آخر؟ هل نحن مهتمون بالأمور الروحية التي تخص كنيسة المسيح؟ ليحفظنا الرب من الفهم النظري لحقيقة مجيء الرب ليكون لمجيء الرب تأثيره العملي فننفصل عن كل ما يهين اسمه.

ومما تجدر ملاحظته، أنه بعد صراخ نصف الليل، أي بعد استرداد الحق الخاص بمجيء المسيح، لم يأتِ المسيح حالاً، مثلما لم يأتِ حال الإعلان عن هذا المجيء في بداية المسيحية. فقد ترك فترة أيضاً للامتحان. ففي نصف الليل أرسلت النعمة صراخاً استطاع أن يعمل عمله حتى في الجاهلات، بحيث قمن وأصلحن مصابيحهن، لكن عندما جاء العريس لم يكن في مقدور أحد أن يدخل سوى المستعدات، لأنهن وحدهن كن يمتلكن مسحة من القدوس، أعني الروح القدس، المؤهل الوحيد لامتلاك النصيب مع العريس. فالجاهلات اللاتي أيقظهن صراخ نصف الليل، يمسكن بمصابيح فارغة من الزيت وبقلوب ليس فيها محبة المسيح، وما قيمة المصابيح التي تنطفئ؟ نعم ما قيمة المسيحية الاسمية في وسط ليل هذا العالم؟ سوف يأتي العريس والمستعدات يدخلن معه إلى العرس ويُغلق الباب على المسيحية الاسمية؟ أولئك العذارى الجاهلات.

« وأُغلق الباب » .. يا لها من كلمات غاية في الخطورة، فالبعض يُغلق عليهم الرب وهم في الداخل مع الرب، والبعض الآخر سيُغلق عليهم الباب وهم خارجه بعيدين عن الأفراح والمجد الأبدي. ويا لها من مأساة.


 

رشاد فكري

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS