الثلاثاء 29 إبريل - نيسان - 2003

لماذا نهتم؟


مُلقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم (1بط5: 7)

من التحريضات التي يذكرها الرسول بطرس في ختام رسالته الأولى؛ إلقاء الهم على مَنْ يقدر أن يحمله: صديق رحلة العمر، والمُحب الألزق من الأخ، الذي لا يهملنا ولا يتركنا لحظة واحدة من لحظات الحياة. كما يحرضنا الرسول بولس ألا نهتم بشيء، قائلاً لنا في رسالة فيلبي: « لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلم طلباتكم لدى الله » (فيلبي4: 6).

أخي، استمع إلى سيدنا المعبود قائلاً لك بلغة المرنم:

ليه الهم يسودك ليه بيحني عودك
خليني أمسك إيدك وأمشيك في فلاح

اعلم يا أخي القارئ أن الهم خطية من نتائجها:

أولاً: إنكار حكمة الله ـ وكأن الله لا يعلم ماذا يفعل! أو كأن الخطأ حالفه، وحاشا من فكر مثل هذا يُنسب إليه لأنه مكتوب عنه « الحكيم وحده » (رو16: 27). بحق ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء!

ثانياً: إنكار محبة الله ـ المهتم يعتبر أن الله لا يسأل عنا ولا يبالي بما نحن فيه، علماً بأن محبة إلهنا بَدَت في بذل ابن محبته لنا. ومحبته لا تتغير، كذاته، ومهما كان منسوبنا الروحي، لا يوجد ما يعوق سريان محبته المتدفقة لنا.

ثالثاً: إنكار قدرة الله ـ المهتم يعتبر أن ما تمر به نفسه، تعجز أمامه قدرة الله، متناسياً ما ورد عن الله « البحر رآه فهرب، الأردن رجع إلى خلف. الجبال قفزت مثل الكباش. والآكام مثل حملان الغنم » ذلك المكتوب عنه « الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته » (عب1: 3).

أخي إياك والهم لأنه لا يعالج أية مشكلة. فهيا بنا نهجره. ومَنْ منا إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة، فإن كنتم لا تقدرون على الأصغر، فلماذا تهتمون بالبواقي؟ (لو12: 25،26).

ولا تعمل كالطفل الذي يأتي إلى أبيه بخيط مليء بالعقد ويريد أن أباه يحلها، وهو يمسك بالطرف الآخر. أخي: اترك الطرفين في يد الرب، لأنه لا يحتاج إلى مساعدتك. ومساعدتك له هي عين التعطيل.


 

خليل حزقيال

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS