ها أنتَ جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا أخضر. جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو (نش1: 16،17)
« وسريرنا أخضر » ألا نرى في السرير رمزاً جميلاً للشركة الهادئة مع ربنا المبارك، وراحة النفس الناشئة عن الوجود في القرب منه بمعزل عن ضجيج العالم « تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلا » (مر6: 31). هذه هي الراحة الصحيحة التي نستطيع أن نظفر بها في عالم البؤس والشقاء، وما أحلى وأشهى الثمار التي تتمتع بها النفس الرابضة في حضرة الراعي المبارك، وهذا ما تُشير إليه العروس بقولها سريرنا « أخضر ». إنه « في مراعٍ خُضر يربضني وإلى مياه الراحة يوردني » (مز23).
حقاً ما أجملك وما أحلاك أيها العريس المحبوب والراعي الصالح. هبنا أن نوجد في شركة دائمة معك فنشبع بك وبمراعيك الدسمة ونرتوي من مياهك العذبة.
ثم لنلاحظ قول العروس « سريرنا » فهي لا تقول « سريري » لأنها لا تستطيع أن تتمتع بهدوء وهناء، ولا براحة وسلام بدونه. كما أنها لا تقول « سريرك » ليقينها بأن سروره ولذته في تمتع النفس به وتمتعه هو بالنفس « لذاتي مع بني آدم » (أم8: 31) ولكنها تقول « سريرنا » لأن قُربنا من الرب وشركتنا معه تنشئ سروراً متبادلاً وشبعاً مشتركاً بيننا وبينه « أتعشى معه وهو معي » (رؤ3: 20).
« جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو« .. الأرز الذي كان يؤتى به من جبال لبنان الشامخة، هو أقوى وأمتن الأخشاب، وفي هذا نرى أن علاقة الرب بشعبه المحبوب الذي اشتراه لنفسه، علاقة متينة وثابتة لا يمكن أن تؤثر فيها عوامل الحياة المتقلبة « وأبواب الجحيم لن تقوى عليها » (مت16: 18). وتبارك اسم إلهنا الذي أعطانا أيضاً ميراثاً لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل ونحن محفوظون بقوته لهذا الميراث عينه.
أما السرو فهو رمز البهجة والجمال، فآلات الطرب والغناء كانت تُعمل من خشب السرو (2صم6: 5) هذا فضلاً عن أنه خشب مشهور برائحته الذكية، فنحن في حالة الشركة مع الرب داخل المقادس، نستنشق رائحة السرو ونستمتع بنغمات آلاته المُبهجة « أمامك شبع سرور » (مز16: 11).
إن الأرز رمز الجلال والعظمة، والسرو رمز البهجة والبهاء « الجلال والبهاء أمامه، العزة والبهجة في مكانه » (1أخ16: 27).
متى بهنام
|