الأربعاء 19 مارس - آذار - 2003

إيمان المرأة الكنعانية


فأجاب وقال ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد. والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها (مت15: 26،27)

لا يوجد شيء أحلى لقلب الرب يسوع من إيمان الخاطئ المسكين الذي يرغب أن يكون بالقرب منه، ولو في أحقر مكان. فقد علمت تلك المرأة أنه حتى الكلب تحت مائدة الرب يسوع المسيح سعيد وموفور العناية. لذلك وإن كانت لا تدّعي لنفسها حقاً في ابن داود، ولا تطمع في لقمة من خبز البنين، ولكنها تريد فتاتاً كما لكلب. وفي هذا نُصرة الإيمان العظيمة التي تفتح كنوز السماء لامرأة كنعانية مسكينة « يا امرأة عظيم إيمانك. ليكن لكِ كما تريدين ».

هنا نرى الإيمان يصل إلى قلب الله. وماذا يجد هناك؟ ينبوع جود وخير، ينبوعاً دائم الجريان لتشرب منه النفس كفايتها « ليكن لكِ كما تريدين ». فالإيمان هو مفتاح كنوز السماء الذي أمسكته هذه المرأة واستعملته، ففتح لها كنوز أثمن بكثير من « خبز البنين ».

إنه لجميل حقاً أن نلاحظ الطريق الذي به وصلت هذه المرأة المباركة إلى قلب المسيح، بينما كان محجوباً عنها وراء الأسوار، التي داخلها كان مقر ابن داود وخادم الختان. وجميل أن نلاحظ كيف عرفت أنه كان يوجد في الرب يسوع شيء لا يمكن أن تقيده حدود وتُحيط به أسوار. فتخطت بإيمانها دائرة التدبيرات اليهودية، ولم تتعرض لتلك التدبيرات بشيء، بل عمدت إلى قلب يسوع مباشرة، ذلك القلب المتسع الذي لا يمكن أن ينحصر بأي نظام تحت الشمس. ورضيت أن تتخذ أي مكان بالقرب منه، ولو مكان الكلب تحت المائدة، وفي شخصه وجدت كل ما تحتاج إليه. فعندما شهد لها الرب عن حقيقة مركزها انحنت أمام تلك الشهادة قائلة: « نعم يا سيد » ولكنها قد فتحت أبواب قلب الرب يسوع بما أردفته بعد ذلك « والكلاب أيضا ».

وما أجمل هاتين العبارتين القصيرتين. فالأولى هي لغة الضمير المقتنع بذنبه، والثانية هي لهجة القلب المؤمن. الأولى تضع الخاطئ في مركزه، والثانية تفتح الباب لدخول الله بغنى نعمته المُخلّصة. الأولى تعترف بعدم الأهلية والاستحقاق الشخصي، والثانية تعلّق الآمال كلها على رحمة الله وعلى نعمته المجانية.


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS