وأما ثمر الروح فهو ... فرح (أو ابتهاج) (غل5: 22)
الابتهاج اختبار شخصي. فنحن قد نفرح مع الفرحين لكننا لا نفرح نيابة عنهم. وقديماً قال صاحب الأمثال: « القلب يعرف مرارة نفسه، وبفرحه لا يشاركه غريب » (أم14: 10). ونحن لا يقدر أحد أن ينزع منا الفرح الذي يمنحه لنا المسيح. ومن الخير أن نذكر أنه من الممكن ـ ونحن نجتاز عالماً من الضيق كالذي نعيش فيه ـ أن يتحول حزننا إلى فرح بواسطة الكيمياء الإلهية. فبإشارة من الرب يسوع الذي لا يعرفه العالم تصبح دموع آلامنا خمراً جيدة تُفرح قلوبنا.
إن ثمر وجود الروح داخلنا: فرح. ونتعلم من هذا أن الروح القدس بنشاطه الصامت في قلوبنا يولِّد فيها إحساساً غامراً بالفرح الصحيح الذي لا يستمد مقوماته من أسباب عالمية أو طبيعية. وشكراً لله فإن هذه العطية ممنوحة لنا في كيل فائض. ولذلك فإن كؤوسنا ريا بواسطة الروح القدس. ومن هنا قيل عن التلاميذ في بكور تاريخ الكنيسة أنهم امتلأوا من الفرح والروح القدس (أع13: 52).
إن المسيح المرتفع ممسوح الآن بزيت الابتهاج أكثر من رفقائه (عب1: 9). لقد صُلب مرة، لكن الله، بالقيامة والصعود، عرَّفه سبيل الحياة، وملأه سروراً مع وجهه (مز16: 11؛ أع2: 28). ومن هنا فإن ثمر الروح القدس الذي انسكب يوم الخمسين هو فرح. وهذا الفرح هو سماوي طبيعة ونشأة. وعمل الروح القدس فينا هو أن يملأ القلب بفرح الرب. ومن حقنا أن نخصص لأنفسنا لغة المرنم: « مسحت بالدهن رأسي، كأسي ريا ».
فهل هذه الوفرة من الفرح اختبارنا جميعاً؟ وإلا، فما السبب؟ هل أعمال الجسد تعطل فينا ثمر الروح؟ هوذا الرسول يصلي من أجل القديسين في رومية أن « يملأهم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان ليزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس » (رو15: 13). وقال الرب يسوع « كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم ».
إن المسيح نفسه هو مصدر هذا الفرح، والروح يهدينا إليه فنبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد. فإن الرب يمنحنا من فرحه. لقد كان موضوعاً أمامه سرور. وعطيته الموعودة يصفها بفمه الكريم « يثبت فرحي فيكم » (يو15: 11).
و.ج. هوكنج
|