واجتمع الرسل إلى يسوع وأخبروه بكل شيء كل ما فعلوا وكل ما علَّموا. فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلا (مر6: 30،31)
بعد أن عاد الرسل من إرساليتهم « اجتمعوا إلى يسوع ». لقد أُرسلوا بواسطته، والآن يعودون إليه. كم هو جميل أن يعود كل خادم للمسيح بعد أن ينجز أي خدمة حتى لو كانت بسيطة؛ يعود إلى الرب ويُخبره بكل شيء، كل ما عمل وكل ما علَّم. كثيراً ما نميل لأن نُخبر الآخرين. وربما يكون من الموافق في بعض الأحيان أن نشجع شعب الله بأن نُخبرهم عن عمله، ولكن لنلاحظ الفرق الكبير بين أن نجمع الكنيسة كما فعل بولس وبرنابا في أنطاكية، وبين أن نجتمع نحن إلى الكنيسة بعد القيام بخدمة ما كما فعل الرسل هنا.
في الحالة الأولى كان الغرض هو أن يُخبرا بكل ما صنع الله معهما، وكيف فتح للأمم باب الإيمان (أع14: 7)، وفي الحالة الثانية كان الغرض أن يُخبروا ذاك الذي لا يُخفى من أمامه شيء، والذي في حضرته نستطيع أن نتعلم ونكتشف ضعفاتنا وتقصيراتنا بعيداً عن كل مدح كاذب أو تملق ما، وحيث لا مجال لأن نفتخر أو نتعاجب. قد نكون ممتلئين من الذات ومن الخدمات التي قُمنا بها، ولكن في حضرة الرب نستطيع أن نتكلم بحرية عن كل ما يسيطر على تفكيرنا ويثقِّل قلوبنا ويشغل عقولنا. حينئذ تُسكَّن قلوبنا أمامه، ونتفرغ من ذواتنا، وننسى خدماتنا وننشغل بشخصه المبارك.
ولا يسجل الوحي هنا أي تعليق على الخدمة التي قاموا بها، ولكننا نرى عطف الرب على خدامه واهتمامه وعنايته بهم. لقد تكلموا عن خدماتهم ولكنه كان مهتماً بأشخاصهم وبالراحة التي تلزمهم، ولذلك نسمعه يقول لهم « تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلا ». هناك « راحة أبدية » باقية، ولكن لنا هنا « راحة لفترة قليلة ».
لذلك لزم أن يخرج التلاميذ بعيداً عن عدم الاستقرار والضجيج الذي في العالم لكي يستريحوا قليلاً في حضرة الرب. وما أحوجنا في هذه الأيام أن نخرج من العالم لكي نتعلم أننا لسنا منه، حتى لو كنا قد أُرسلنا إليه لخدمة الرب. نحتاج أن ننفرد مع الرب لكي نهرب من روح العالم ومن كل ما فيه من ضجيج وحركة دائبة وعدم استقرار، كما نحتاج أيضاً أن ننفرد بالرب لكي نتعلم فكره ونعرف مشيئته.
هاملتون سميث
|
