الثلاثاء 30 ديسمبر - كانون الأول - 2003

دنا وقت الرحيل


بل اللقلق في السماوات يعرف ميعاده، واليمامة والسنونة المزقزقة حفظتا وقت مجيئهما. أما شعبي فلم يعرف قضاء الرب (إر8: 7)

في أواخر السنة عندما تبدأ أعاصير الشتاء أن تهب، تذهب السنونة ولا يبقى من نوعها واحدة في الأرض، ومتى دنا وقت ارتحالها تراها تتجمع على بعضها زرافات زرافات وترتفع في الجو، ثم تمضي ـ دون أن يشعر بها أحد ـ إلى الجهات الجنوبية حيث لا يصل إليها صقيع ولا ثلج ولا مطر ولا برد، بل تتمتع بأشعة الشمس الساطعة. وما أعجب غريزة هذه الطيور! ألا نتعلم شيئاً من غرائز تلك الطيور؟

إنه لمنظر بهيج أن نلاحظ تلك الطيور كيف تتجمع وينتظر بعضها بعضاً، ثم ترتفع كأنها تتهيأ للرحيل، وهكذا الروح القدس يجمع المسيحيين الآن جماعات إلى المسيح، أفلا يليق بنا إذاً أن نعلو ونحلِّق فوق جو هذا العالم الفاسد؟ نحن كالسنونة على وشك أن نغادر هذا المشهد، وعلامات قضاء الله على هذا العالم بدأت تلوح في جوه الخريفي، فيا ليت تظهر علينا علامات التأهب للرحيل بعمل الروح القدس كما تظهر على السنونة بعمل غريزتها الطبيعية.

وكما هو الحال مع السنونة، هكذا الحال مع كنيسة الله كلها، فالروح القدس الذي يجمع المؤمنين حول المسيح قد أعلن لهم في العصر الأخير عريسهم السماوي ودعوتهم السماوية، ولا يزال يرفع قلوبهم إلى أعلى فأعلى، وعن قريب سينطلقون جميعهم دون أن يشعر بهم العالم، ولا يتبقى منهم واحد « سنُخطف جميعاً ... لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب » (1تس4: 17).

والآن أيها القارئ الحبيب، بما أن شتاء العالم قد اقترب، اسمح لي أن أسألك: أين أنت؟ وما هي حالة نفسك؟ هل اغتسلت بدم الخروف؟ وهل أنت مستعد أن تذهب كالسنونة في الخريف؟ هل قد جعلت الرب يسوع مركز أفكارك، وهل انفصلت له ولانتظاره من السماء؟ وإننا لا نستطيع أن نقول إن غريزة الطير أصدق من كلمات السيد، لذلك يجب علينا أن نتمسك بكلمات المسيح كلما رأينا الشتاء يدنو، عالمين أنه لا بد أن يُنجز لنا ما وعد به. وإن كنا أحياناً لا نعلم أين تذهب السنونة، ولكننا نعلم باليقين أين سيذهب المؤمنون، لأن المسيح قال « أنا أمضي لأعد لكم مكاناً، وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا » (يو14: 2،3).


 

تشارلس ستانلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS