السبت 27 ديسمبر - كانون الأول - 2003
|
عظيم في المشورة |
فسأل داود من الرب قائلاً: إذا لحقت هؤلاء الغُزاة فهل أدركهم. فقال له: الحقهم فإنك تُدرك وتُنقذ (1صم30: 8) لقد تعوَّد داود كل أيام حياته أن ينتظر الرب، وبذلك كان يهدئ من حدة نفسه، ويوقف تزاحم الأفكار الهائجة في عقله حتى يأتي الوقت الذي فيه تُكشف أغراض الله ومقاصده. وكما أن الطفل لا يجرؤ أن يخطو خطوة واحدة وحده، وكما أن السائح في أرض غريبة يعتمد كل الاعتماد على مرشده، كذلك كان داود يرفع نفسه لطلب الإرشاد الذي لا يستطيع أن يمنحه أحد إلا الله، لأن المستقبل مكشوف أمامه كالماضي، ولأنه لا يخفى ولا يعسر عليه أي أمر. وهذا ليس بجديد؛ فعند خروج بني إسرائيل من مصر كان الرب يرشدهم ويقودهم وسط الصحراء بعمود السحاب وعمود النار، وبعد أن استقروا في أرضهم، حل محلها الأوريم والتميم، وبعد ذلك بطلت تلك الطريقة التي كانت تُستخدم لمعرفة إرادة الله، وتكلم الأنبياء مسوقين من الروح القدس، وهؤلاء ـ حتى في أيام الكنيسة الأولى ـ لعبوا دوراً هاماً في إرشاد شعب الله إلى طريقه. ولكن أصوات الأنبياء صمتت بعد انتهاء العصر الرسولي. ومن أين ننال نحن الإرشاد؟! هل يُترك الأتقياء دون وسيلة يسألون بها الله، وينالون إرشاده الصريح في الأمور الغامضة التي تُعرض لهم على الدوام؟ كلا بالطبع.
ف.ب. ماير
|
إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:
يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة