ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص .. آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص (أع16: 30، 31)
وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له برا (رو4: 5)
حقاً ما أعظم السلام والتعزية والسرور التي يجلبها هذا الحق الإلهي الثمين للنفس المسكينة الحزينة، النفس التي ربما تكون مطروحة على فراش المرض في حالة إعياء وتعب جسدي ونفسي، وليست لها أية قوة تستطيع معها أن تقوم بأي عمل تظن أن بواسطته يمكن أن تنال القبول الأبدي أمام الله، بل ربما تكون في حالة الفقر الذي معه لا تستطيع أن تقدم أية مساعدة مادية لفقير متضايق.
إن كان دخول السماء بالأعمال (أي بعمل أشياء يراها الناس ويمدحونها) فأمثال هؤلاء لا بد وأن يهلكوا، لكن تبارك اسم إلهنا المُنعم الرحوم، إنه لا يطلب أعمالاً من هذا النوع لنوال الحياة الأبدية، بل العمل الذي يطلبه هو الإيمان بابنه المحبوب، الإيمان المقرون بالتوبة القلبية الصحيحة عن كل خطية. إن الرب يسوع أجاب مَنْ سألوه قائلين: « ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله » قائلاً « هذا هو عمل الله (العمل الذي يريده الله) أن تؤمنوا بالذي هو أرسله » (يو6: 28،29).
أيها الخاطئ المسكين المُتعب، هنا راحتك الحقيقية، هنا خلاصك الكامل من كل خوف ومن كل دينونة. إن الله لا يطلب أشياء قاسية وصعبة، إذ كل ما يطلبه منك هو الإيمان بابنه، لأن كل مَنْ يؤمن به ينال الحياة الأبدية (يو6: 47). إنك ولا شك لا تتأخر عن أن تقدم كل ما تمتلك لو أن ذلك يهبك يقين النجاة الحقيقية من الدينونة الأكيدة في المستقبل، ولكن في الواقع ليس مطلوباً منك أن تعطي شيئاً لنوال الخلاص، بل أنت مدعو لتأخذ ماء الحياة الأبدية مجاناً، بلا فضة وبلا ثمن، لأن خلاصك لا يكون إلا على أساس ذبيحة المخلص يسوع المسيح التي سددت لله كل مطاليب عدالته وقداسته.
إذاً ما أعظم هذه النعمة الغنية التي أعدت في المسيح علاجاً ناجعاً للخطية، علاجاً به يمكن أن يخلِّص أشر الخطاة، علاجاً به يكتفي عدل الله تماماً « لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل مَنْ يؤمن » (رو10: 4).
ليتك أيها القارئ العزيز، إن كنت للآن لم تحصل على بر الله بالإيمان الحقيقي بالرب يسوع المسيح، لا تؤجل نوالك هذا البر الثمين، بل ـ واليوم يوم خلاص ـ تقبل مَنْ وضع حياته لأجلك على الصليب ليمنحك سلاماً مع الله، من الآن وإلى الأبد.
تشارلس ستانلي
|