وفي المرة السابعة قال هوذا غيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر (1مل18: 44)
من النص الكتابي الوارد في سفر الملوك الأول18: 41-45 نتعلم درسين هامين نحتاج إليهما في مواجهة أية نوعية من ظروف الحياة بأعاصيرها المختلفة وأمواجها الصاخبة التي تلاطم سفينة حياتنا.
الدرس الأول هو الصلاة. والروح القدس يشير إلى ذلك في رسالة يعقوب بالقول « كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا .... ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً وأخرجت الأرض ثمرها » (يع5: 17،18). ويُرينا الروح القدس كيف صلى:
صعد إلى جبل الكرمل، ومن هذا نتعلم السمو إلى مستوى الشركة العالي، حيث الذبيحة التي قُبلت والمذبح الذي رُمم. المكان الذي أُعلن فيه الله حيث قال الشعب: الرب هو الله. الرب هو الله (1مل18: 39).
هكذا ونحن نصلي يجب أن نصعد إلى مكان الشركة والوجود الحقيقي في حضرة الله القادر أن يسمع لنا ويُجيب طلباتنا على أساس ذاك الذي قُبلت ذبيحته وفتح لنا الطريق إلى أقداس الله إلى عرش نعمته الذي نتقدم إليه بثقة فننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه (عب4: 16).
الدرس الثاني: الاتضاع وإنكار الذات.
عندما خرَّ على الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه. هكذا عاش إيليا كل حياته مُلاشياً نفسه في جو الحضرة الإلهية، ناظراً بالإيمان إلى الله.
الدرس الثالث: الانتظار.
أرسل غلامه ليتطلع نحو البحر فذهب وأتى ست مرات قائلاً: لا شيء. لم يفشل رجل الله إيليا في هذه المرات الست الذي ذهب فيها الغلام يتطلع نحو البحر. وهذا ما يجب أن نكون عليه ونحن نصلي « لأن الله لم يُعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنُصح » (1تي1: 7) كما يقول المرنم « هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته » (مز33: 18). وأيضاً « أنفسنا انتظرت الرب. معونتنا وترسنا هو لأنه به تفرح قلوبنا لأننا على اسمه القدوس اتكلنا » (مز33: 20،21) وأيضاً « انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب » (مز27: 14).
وفي المرة السابعة التي تُشير إلى كمال الانتظار، قال الغلام: « غيمة صغيرة قدر كف » (1مل18: 44). وهكذا أُجيبت الصلاة المُقدمة بإيمان ونزلت الأمطار الغزيرة!
خليل حزقيال
|