ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب (مز34: 8)
في العهد الجديد نجد بعض نظرات مباركة متجهة إلى الرب يسوع، ولكن تختلف الواحدة عن الأخرى سواء من مكان النظر أو من مصدره.
النظرة الأولى: من السماء وهي نظرة الآب إليه عندما اعتمد من يوحنا المعمدان ورد القول « فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، وإذا بالسماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السماوات قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت » (مت3: 16،17). فلقد وجد فيه الآب كل سروره.
النظرة الثانية: من على جبل التجلي وهي نظرة المؤمنين إليه كجماعة ممثلة في بطرس ويعقوب ويوحنا عندما صعد بهم الرب إلى جبل عالي منفردين وأراد بطرس أن يصنع ثلاث مظال؛ للرب واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة، وحاشا أن يتساوى موسى وإيليا بالرب. وبعد أن دخلوا في السحابة، فإن التلاميذ الثلاثة « رفعوا أعينهم ولم يروا أحداً إلا يسوع وحده » (مت17: 8).
النظرة الثالثة: من على الأرض حيث نجد مؤمناً يجتاز في آلام وصلت إلى حد الرجم وهو استفانوس الذي لما سمع قادة أمة اليهود خطابه « حنقوا بقلوبهم وصرّوا بأسنانهم عليه وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله، فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله » (أع7: 54،55).
النظرة الرابعة: وفيها الروح القدس ـ بعد أن استعرض أبطال الإيمان من مؤمني العهد القديم في أسمى مواقف لهم في عبرانيين11 ـ يدعونا أن نوجه نظرنا إلى شخص ربنا يسوع المسيح، فيقول: « ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع » (عب12: 2).
فما أجمل النظر إلى الرب يسوع حيث نشارك الآب في سروره به، وحيث تُرفع العين عليه وحده، ولا نساويه ولو بأعظم القديسين، وتهون علينا آلام الطريق واضطهاداته متشجعين بالرب، ونتجاوب مع تحريض الروح القدس بالنظر إليه وحده لا سواه، ذاك « الذي ... نراه مُكللاً بالمجد والكرامة » (عب2: 9).
عوني لويس
|