الخميس 13 نوفمبر - تشرين الثاني - 2003

صموئيل: رجل الصلاة


وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب، فأكُف عن الصلاة من أجلكم، بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم (1صم12: 23)

في نهاية عصر القضاة كان آخرهم رجل صلاة قدير، هو نفسه ابن صلاة كثيرة. ولقد حمل صموئيل طابع أصله كل حياته، كان هو أحد القلائل الذين عاشوا في روح العبارة « صلوا بلا انقطاع ». كان في وسط شعب أصبح غريباً عن الصلاة ـ ويا لها من حالة مُحزنة! لكن صموئيل وحده كان يحمل الحِمل كله، كما كان موسى وهارون في أيامهما؛ لذا فهو يُسمى معهم في مزمور99: 6 « موسى وهارون بين كهنته، وصموئيل بين الذين يدعون باسمه ». كان هؤلاء هم الشفعاء العظام الذين تشفعوا لعناد إسرائيل.

استمع لكلمات صموئيل بعد أن رفضوه هو كقاضي، ورفضوا الله كملك عليهم، ووضعوا أنفسهم تحت قيادة شاول. لقد قال لهم: « وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب، فأكف عن الصلاة من أجلكم، بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم » (1صم12: 23). ونرى من هذه الكلمات أن خدمة صموئيل تكونت من جزأين: أولاً الصلاة، ثم التعليم. فالصلاة هي الأساس، ثم يأتي البناء فوقها.

هناك طريقتان بهما نمارس - آذار - الصلاة: الصلاة لأجل، والصلاة مع. وقد استطاع صموئيل فقط أن يصلي لأجل الشعب، لأن روح الصلاة لم تكن فيهم. لقد قالوا له: « صلِّ عن عبيدك » (1صم12: 19)، في حين أنه كان يجدر بهم أن يقولوا له: « صلِّ مع عبيدك ». كان هذا شيئاً مُحزناً للغاية، لكنه لم يمكن ـ على أية حال ـ أن يعطل الصلاة.

دعنا نبحث عن، ونتوق إلى، الصلاة الجماعية، متذكرين الوعد الخاص « إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السماوات » (مت18: 19). لكن إذا كانت الصلاة الجماعية تُهمل بسبب حالة شعب الله، دعنا ـ حتى ولو كنا وحدنا ـ نصلي لهم بأكثر إخلاص. دعنا نتصرف حسب كلمة صموئيل « لأنه لا يترك الرب شعبه من أجل اسمه العظيم، لأنه قد شاء الرب أن يجعلكم له شعبا » (1صم12: 22). كان إيمان صموئيل المُصلي هو اليد الرافعة التي بها رفع ما كان على وشك الانهيار والتحطم « طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها » (يع5: 16).


 

ب. كومبين

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS