حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي (إلى اسمي) فهناك أكون في وسطهم (مت18: 20)
لماذا ليس لنا أوقات قوة اليوم؟
مع وعد الرب الصادق المُقتبس بعاليه (مت18: 20)، وحيث يُظهر الرب ذاته، تُرى القوة. لكن الرب لا يُظهر ذاته ما لم تكن قلوبنا متجهة إليه كالغرض الوحيد لاجتماعنا. فإذا كان أمام قلوبنا غرض آخر سواه، فلن نتمتع بإظهار ذاته لنا. وما أكثر الذين يلازمون الاجتماع، لكن ليس المسيح غرضهم.
البعض يحضرون الاجتماع وغرضهم السمع (لفلان) أو لأجل زيادة المعرفة. وقد يحصلون على معرفة أزيد وعلى بنيان ظاهري. بدون شك هم يلازمون الاجتماع برغبات روحية، ويتأثرون بالحق، ويُسّرون بكلمة الله، لكنهم يفتقرون إلى إدراك حضور المسيح، ذلك الحضور الذي يرفع النفس.
والبعض الآخر يحضرون الاجتماع مشغولين بأفكار روحية وبموضوعات روحية يريدون أن يعرضوها على إخوتهم (أصحاحاً معيناً يقرأونه، ترنيمة معينة يطلبونها، ملاحظات روحية يبدونها، صلاة مرتبة يقولونها) هذا اندفاع جسدي بحت، لا خضوع لعمل الروح القدس في الجماعة. هؤلاء ليس المسيح غرضهم، لكن الغرض الذات.
وهناك البعض يحضرون إلى اجتماع القديسين بضمائر غير مُطهّرة وبقلوب غير محكوم عليها ولم يحكموا على الجسد، متهاونين في جلستهم، جامدين في أحاسيسهم، قليلي الخشوع، وبلا غرض أمامهم، ذهابهم على سبيل العادة. يملأون فراغهم بالصمت اليوم وكل يوم. هؤلاء صخور في مجرى البركة والبهجة والفائدة.
والسؤال الفاحص الذي يخرج من القلب هو: « هل أنا السبب يا سيدي؟ » إن الشهادة القوية أساسها التذلل أمام الرب بشعور صادق بالضعف. ليت الرب من أجل اسمه يوقظ ضمائرنا وينبه قلوبنا إلى ما يجب أن نكون عليه بما يتفق مع مركزنا أمامه.
يا ليته يثبِّت نظرنا فيه وفي كمال صفاته، فلا نلتفت إلى غيره. وليتنا نلاحظ أنفسنا وحياتنا اليومية وشركتنا السرية مع الرب لنتعلم أن نحكم على الجسد والذات في حضرته، فتعود الاجتماعات إلى قوتها ونتمتع بإظهار ذات الرب لنا.
ماكنتوش
|