الأحد 12 أكتوبر - تشرين الأول - 2003

صفنات فعنيح


ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح وأعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أُون زوجة .... ووُلد ليوسف ابنان قبل أن تأتي سنة الجوع (تك41: 45،50)

جعل فرعون ليوسف اسماً جديداً يترجمه البعض بلغة الفراعنة « مخلص العالم »، كما يترجمه معلمو اليهود بالعبرية « مُعلن الأسرار » ... وفي سبع سنوات الشبع ـ وهي سنوات النعمة ـ أثمرت الأرض من جمع الحصاد الوفير للحقول. والحاصد نال أجرته، وجمع ثمراً للحياة القادمة عندما تتخذ المجاعة طريقها في الأرض. كما أن يوسف أيضاً تزوج بامرأة في الأرض التي كان مرفوضاً فيها، وولدت له امرأته بنين؛ بكره « منسى » ومعناه « النسيان » والثاني « أفرايم » والذي يحمل اسمه معنى « مُثمر ». فهو قد نسى تعبه وبيت أبيه، وأصبح مُثمراً في أرض المذلة.

وعندما نرجع إلى إنجيل يوحنا4، نقرأ عن بداية خدمة الرب العلنية، ونجد خروجه إلى السامرة وهو في عمر الثلاثين مُحمَلاً بإرسالية النعمة (قارن تك41: 46). « ترك اليهودية »، حيث ترك خاصته الذين أتى لأجلهم، إذ كان مرفوضاً منهم. لقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله، فاجتاز بالنعمة إلى السامرة النجسة أدبياً، إذ « أُعطِي سلطاناً على كل ذي جسد »، و« كل شيء قد دُفع إليه من أبيه ».

ولقد كان كلام الرب مع السامرية نوراً لقلبها حتى قالت: « يا سيد أرى أنك نبي ». لكن الرب كان أعظم من نبي؛ كان هو « النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يضيء أمام كل إنسان فيكشف حقيقته) » وقالت السامرية أيضاً « هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟ » (يو4: 29).

إنه يبرهن بنفسه أنه مُعلن الأسرار الحقيقي. إنه ذاك الذي أخبر الخاطئة بكل ما فعلت. لقد نسى تعبه، ومشقة السفر المُضني في يوم قيظ ساخن، حتى جلس على جانب البئر. إنه الغصن المُثمر جداً الذي يُظلل. لقد نسى عطشه وجوعه أيضاً، وانتعش بأن يأكل من الطعام الذي لم يعرفه التلاميذ. لقد نسى أيضاً بيت أبيه. وفي أرض مذلته كان مُثمراً جداً. لقد وجد المرأة السامرية، لأنه أتى ليطلب ويخلص ما قد هلك. وفعلاً كان مع المرأة السامرية « مُعلن الأسرار » كما كان في تقدير السامريين « مخلص العالم ». لقد آمن كثيرون من السامريين به « وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم ».

نعم، إنه « صفنات فعنيح » الحقيقي، الآن كما كان وقتئذ.


 

ف.ج. باترسون

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS