الخميس 23 يناير - كانون الثاني - 2003

درس من يونان


هذا المسكين صرخ والرب استمعه ومن كل ضيقاته خلَّصه (مز34: 6)

قال الرب ليونان « قُم اذهب إلى نينوى » (يونان1: 2) فلم يَقُم ولم يذهب. ثم قال له على لسان النوتية لكي يحرك ضميره: « قُم اصرخ إلى إلهك » (يونان1: 6) ولكنه لم يصرخ. لقد أقرّ أمامهم بخطيته، ولكنه لم يتركها. لو أراد أن يتركها في الحال لقال لهم: إن أردتم أن تنجوا من الخطر فاجعلوا السفينة تتجه إلى نينوى لأن هذه هي إرادة الله، ولكنه أخفى ذلك عنهم وقال لهم اطرحوني في البحر. فكأنه أراد أن يكون عاصياً إلى الموت عوضاً عن أن يكون أميناً إلى الموت. أراد أن يموت ويتخلص من تنفيذ أمر الرب. ولكن الله يقول: « رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي » (إش46: 10). فطُرح يونان في البحر، ولكنه لم يَمُت كما أراد، بل ابتلعه الحوت تنفيذاً لأمر الرب. ويا للعجب: أمر الرب الحوت فأطاع، وأمر الريح فأطاعت، وكل شيء يطيع أمر الرب ما عدا نبي الرب!

ولكن في النهاية وجد أن الرب قد ضيَّق عليه، بحيث لم يجد مفر « فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت وقال دعوت من ضيقي الرب فاستجابني » (يونان2: 1،2). وهذا ما يريد الله أن يوصلنا إليه دائماً كما يقول داود: « لأن يدك ثقلت عليَّ نهاراً وليلا » (مز32: 4). إذاً لا فائدة من العناد « قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي، لهذا يصلي لك كل تقي في وقت يجدك فيه » (مز32: 5،6). وهكذا صلى يونان من جوف الحوت وحينئذ قذف الحوت يونان، إطاعة لأمر الرب.

كانت الرسالة الأولى التي كلف الله بها يونان: « قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادِ عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي » (يونان1: 2). أما الرسالة الثانية فكانت « نادٍ لها المُناداة التي أنا مُكلمك بها » (يونان3: 2). فبعد خروجه من بطن الحوت نادى برسالة النعمة لأنه هو نفسه قد تمتع بالنعمة وخلص من الضيق عندما أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر. حقاً لقد طلب يونان إلى الرب فاستجاب له.

من ضيقتي أنقذني لما رأى تذللي
في حضنه قد ضمني وقلبه قد رّق لي
لراحتي أرجعني أفضاله لي تُزاد
نعمته تحفظني رحمته إلى الآباد


 

نعيم عبد الشهيد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS