الثلاثاء 21 يناير - كانون الثاني - 2003

فيك يا إلهي يفرح قلبي!


اذكر ترنمي في الليل (مز77: 6)

يا له من نور لامع يسطع في داخلنا عندما يكون كل شيء مُظلماً حولنا. هناك طائر لا يمكنه أن يغني أغنيته الشجية التي يتلذذ لها صاحبه، إذا كان قفصه موضوعاً في الضوء. لذا كان على صاحبه أن يغطي قفصه من كل جانب حتى لا يدخل فيه شعاع من الضوء وحينئذ يتمتع باللحن الشجي.

هناك كثيرون من شعب الله لا يمكنهم أن يرنموا بأعذب الألحان إلا إذا غطتهم السُحب القاتمة. وفي الحقيقة إن النفس لا تستطيع أن تختبر محبة الله في غناها وفي كفايتها المعزية إلا عندما يرخي الليل سدوله وتدخل النفس في الأجواء المُلبدة القاتمة. هناك في وسط الظلام نعرف معنى الغناء!

أخي انظر كيف يستطيع المؤمن أن يعيش ثابتاً غير متزعزع، وكيف يمكنه أن يكون سعيداً وفي سلام عندما يهتز العالم وتنقلب الأعمدة. وحتى الموت بما له من سلطان مُزعج، ليس له سلطان أن يعطل موسيقى قلب المؤمن، بل بالعكس يجعله أكثر حلاوة وأكثر طلاوة وأكثر عذوبة. حتى ننتهي من هذا المشهد المملوء بالحزن، فننطلق عن طريق الموت لننضم إلى جوقة المرنمين السماويين وتتبدل الحال من فرح يتقطع إلى أفراح أبدية لا تنقطع أبداً.

فيك يا إلهي يفرح قلبي. وبقوة روحك المبارك تبتهج نفسي.

وإني أقول للقديس الذي يتألم: لا تبكِ، الرب قريب. والقلب المجروح سوف يُضمَّد، وسينتهي الحزن والتنهد عن قريب، ويتبدل بفرح الاتحاد مع الرب إلى الأبد.

أخي ما هي إلا لحظة وسينتهي حزن العالم أسرع مما تظن، ويبزغ كوكب الصبح.

أخي الفاضل .. أن تعج الميازيب حول نفسك، والغمر ينادي الغمر عالياً، وترتفع التيارات واللجج كالجبال مُهددة نفسك بلا انقطاع، فلا تنسَ أن هناك الجداول التي تجري بكل رقة مملوءة بالحياة والفرح والنعمة لتروي ظمأك، بينما أنت تتوق أن ترى وجه الرب.

فيا كوكب الصبح متى تلوح ونورك ينهي المساء
فأكثر ممن يرقب الصباح عيوننا نحو السماء


 

خليل حزقيال

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS