الجمعة 30 أغسطس - آب - 2002

دعامتا الحفظ والبركة


فتضرع موسى أمام الرب إلهه وقال لماذا يارب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر... اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك ... (خر32: 7-14)

* إن ثبات شعب الله وحفظه وضمان بركاته مؤسس على حقين جليلين:

الأساس الأول هو الفداء، والثاني هو مواعيد الله، وهذان الأساسان هما حُجتا موسى في صلاته أمام الرب. وذلك عندما أصبح الشعب تحت القضاء الإلهي لزيغانهم وفسادهم بعبادة العجل الذهبي.

ونتيجة لذلك قال الرب لموسى: « اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم ». إلا أن موسى أتى إلى الرب بالأساس الذي فيه الضمان بحفظ الشعب ونوال البركة الموعود بها.

* فالحجة الأولى التي تقدم بها موسى هي: إن هذا الشعب شعبك الذي أخرجته « فديته » من أرض مصر. فالفداء الذي تم بخروف الفصح فيه الكفاية والكمال أمام الله لحفظ هذا الشعب. نعم، فالذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا، هو الأساس. فبالفداء تم شراؤنا وأصبح المفديون من مقتنيات الله الثمينة « شعب اقتناء »، وعليه فهو الأساس الإلهي والضمان الأكيد لحياة المفديين حاضراً وأبدياً.

* على أن موسى أتى بحجة أخرى. اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل الذين حلفت لهم بنفسك ... إلخ

إن موسى أدرك أن وعد الله للآباء بتكثير النسل وامتلاك الأرض التي وعدهم بها، لا بد أن يتممه لأن إتمام هذا الوعد يؤكد ويبرهن على حقيقة هامة وهي ركيزة للإيمان وسند له، ألا وهي ـ أمانة الله.

* لكن ماذا يقول الكتاب: فماذا إن كان قوم غير أمناء؟ ألعل عدم أمانتهم يُبطل أمانة الله؟ أي هل عدم أمانة الشعب يوقف إتمام الله لمواعيده؟ حاشا (رو3: 3،4) بل ليكن الله صادقاً.

إذاً فالأمر لم يَعُد وقفاً على حالة الشعب، بل أصبحت البركة الموعود بها شعب الله في كل زمان ومكان في القديم والجديد مرتبط بأمانة الله في حفظ شعبه وبركته إتماماً لمواعيده لهم. وأما الإنسان فقد نُحيَّ جانباً بعد أن أظهر عدم إمكانيته في الاحتفاظ بأية بركة. وأما الآن على أساس أمانة الله فقط، أصبح نصيب الشعب من الحفظ والبركة ثابتاً وراسخاً كثبات الله نفسه.


 

جوزيف وسلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS