السبت 24 أغسطس - آب - 2002

لا يستحي أن يدعوهم إخوة!!


لأن المقدِس والمقَدَّسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة قائلاً أخبر باسمك إخوتي وفي وسط الكنيسة أسبحك (عب2: 11،12)

إن الله الذي رأى أن يأتي بالأبناء الكثيرين إلى المجد، نظر إليهم كأنهم ومَنْ قدسهم فريق واحد متكامل « جميعهم من واحد » أمام الله. فإن كان الرب هو المقدِس لأنه قدوس، فإننا كنا بعيدين عن الله في خطايانا ومن ثم فقد أتم لنا نعمة التقديس « ... نحن مُقدَّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة ... لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المُقدَّسين » (عب10: 10،14). وبالنظر إلى هذا المركز أمام الله، المركز الذي وهبه لنا المسيح بعملية التقديس فإنه « لهذا السبب لا يستحي أن يدعونا إخوة » أي أنه له المجد يعترف بنا علانية أننا إخوة.

نعم، إن أولئك الذين قدسهم لا يستحي أن يدعوهم إخوة، وتلك كانت مشيئته التي أعلنها بروح النبوة في مزمور22 « أُخبر باسمك » كمن خلصتني من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجبت لي. « أُخبر باسمك أخوتي » ثم ماذا؟ « في وسط الجماعة أسبحك ». وكما أن الله القدوس « جالس بين تسبيحات إسرائيل »، كذلك المسيح المُقام من بين الأموات في وسط الجماعة يسبحه كالآب، أو بتعبير آخر ينشد تسابيحه.

فهو له المجد « إمام المغنين » وإذ نعرف فكر الله من جهة المسيح وعمله العظيم إذ أقامه من الأموات، لا يسعنا إلا أن نسبحه بقيادة المسيح. ولاحظ تركيبة هذا العدد « أُخبر باسمك إخوتي » يا لها من خدمة بناءة يا سيدنا أن تحدثنا عن « الآب » بعد القيامة كما كنت تحدث تلاميذك طوال حياتك على الأرض! ألم تَقُل في صلاتك المحفورة كلماتها في قلوبنا « أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم »؟ وألم تَقُل أيضاً « عرَّفتهم اسمك وسأعرفهم »؟

وهكذا بعد القيامة لا يزال إعلان الآب للناس الذين أعطاهم له، مربوطاً على قلبه ـ تبارك اسمه. وهكذا تم في عشية يوم القيامة (يو20) تنفيذاً للبُشرى التي حملتها مريم المجدلية.

ثم ماذا؟ بعد عبارة « أخبر باسمك إخوتي » يجيء قول مجيد تعبيراً عن قلب فرحان « في وسط الجماعة أسبحك ». أليس هذا هو الترتيب الإلهي الصحيح لاجتماعات القديسين إلى اسمه؛ إن خدمة الكلمة بعمل الروح القدس تُلهب القلب فيفيض تسبيحاً « مرنمين ومرتلين في قلوبكم للرب ».


 

أديب يسى

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS