للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد (مت4: 10)
أحياناً يكون القاموس نافعاً لقياس تنوع معاني كلمة، والمفارقة التي يمكن أن توجد بين فكر الله وأفكار الناس. ولنأخذ كلمة « عبادة ».
ـ إن أول معنى مُعطى لها هو: إكرام ديني مُقدّم لله أو إلى معبود. فإذا كان الإله موضوع هذا التعريف هو الله الحي الحقيقي، فيكون هذا التعريف هو المعنى الكتابي الصحيح للكلمة.
ـ المعنى الثاني هو: مجموعة ممارس - آذار - ات تنظمها ديانة لتأدية هذا الإكرام. والكلمة المرادفة لهذا المعنى هي « الطقوس ». وبهذا المعنى يتم التحول من المضمون إلى الشكل. ولكن « الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا » (يو4: 24). وحتى نحن كمؤمنين عُرضة للسقوط في الصورية وحينئذ تزحف الطقوس تحت العبادة نفسها.
ـ والمعنى الثالث يبتعد أكثر عن فكر الله: إعجاب ممتزج بالتبجيل لشخص أو فكرة. وهكذا يجري الحديث عن عبادة الأجداد أو عبادة الوطن او العدالة ... بصرف النظر عن عبادة المال.
يمكن أن يظهر البعض شرفاء جداً، فيقولون مثلاً: إن الأسرة هي عطية من الله، والعدالة هي صفة إلهية، وبإعطاء هذه مكاناً في غير محله، فإننا نصنع منها أصناماً.
ـ والمعنى الرابع والأخير والذي ظهر حديثاً عن: كتاب معبود، أداة معبودة، فيلم معبود، أغنية معبودة، أو (على الانترنت) موقع معبود. ولم تعد الأصنام أفكاراً أو أشخاصاً فقط، بل أيضاً مجرد أشياء بسيطة تضمن مشاركة جماعة. فمثلاً يحكي البعض اقتباسات من فيلم سبق مشاهدته أكثر من عشر مرات! أو أن شخصاً سيدخر على مدى عدة شهور لشراء شيء حسب الذوق الحديث أو ذيّ نوع غالي الثمن. إن الصنم موجود فيها، وكما في القديم هي لا تتكلم ولا قوة لها، ولكن تمكن من الالتصاق بأماني واهية على أمل باطل أن يكون للحياة معنى!
ونحن الذين نعبد الله بالروح، هل ننغلب من هذه الأساليب عديمة النفع بل والخطرة أيضاً؟ لنعرف بالأحرى أن نطردها لكي لا نكون مخدوعين منها، ولنلتصق بالأشياء الحقيقية الإلهية الأبدية التي أعطاها الله لنا. إنها ستكون موضوعات مباركة لتغذية عبادتنا لله.
عن الفرنسية
|