السبت 27 يوليو - تموز - 2002

مجد الآب


تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال أيها الآب قد أتت الساعة. مجِّد ابنك ليمجدك ابنك أيضا (يو17: 1)

ما زال مجد الآب هو هدف الابن حتى وهو في المجد. لقد مجَّده هنا في حياة الاتضاع في العالم. والآن وسط أمجاد السماء ها هو يريد أيضاً أن يواصل تمجيده. وكيف يفعل ذلك؟ مبدئياً بإعطاء الحياة الأبدية للمختارين (يو17: 2،3) ثم في أولئك الذين نالوا الحياة الأبدية بأن يكرر فيهم إنتاج ذات نوع حياته التي مجدت الآب على الأرض.

أولاً: بأن يعملوا نفس ما عمله الابن (يو14: 13).

لقد كان سروره وهو هنا على الأرض أن يمجد الآب. والآن سروره وهو في المجد أن يواصل قديسوه نفس المأمورية، ويؤدوا نفس المهمة.

وطبعاً لن نستطيع بمفردنا أن نعمل الأعمال التي عملها المسيح وبها تمجد الآب. بل الواقع إننا بدونه لا نقدر أن نعمل شيئاً على الإطلاق (يو15: 5). لكن من امتيازنا أننا لا نعمل بدونه، بل نعمل معه. ولذلك قال « الأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها، لأني ماضٍ إلى أبي. ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن » (يو14: 2،3). وكأن كل المطلوب منا أن نطلب من الآب باسمه. فإذ يصير مجد الآب له التقدير عندنا، ونطلب ذلك من الآب، فإنه هو ـ تبارك اسمه ـ سيقوم بالعمل « فذلك أعمله »؛ « فإني أفعله » (يو14: 13،14). فالمسيح في المجد، إذ ما زال مشغولاً بمجد الآب، فهو يعمل فينا، كما أنه يستجيب صلواتنا، « ليتمجد الآب بالابن » في حياة القديسين.

ثانياً: أن يُظهروا ذات حياة المسيح (يو15: 8).

فالآب لا يمجده مجرد أعمال عظيمة نعملها، بل ـ في المقام الأول ـ أن تتكرر في القديسين ذات الحياة العطرة، حياة المسيح نفسه التي استُعلنت في كمال مُطلق لما كان هو هنا على الأرض، والآن تتكرر بصورة متواضعة في قديسيه.

ما أمجد هذا! أن نثبُت في المسيح، ويثبت كلامه فينا، وأن نطلب ما نريد فيكون لنا (يو15: 7). عندئذ فإن عيشتنا هنا في الجسد تصبح حياة تستحق أن نحياها، لأن المسيح في هذه الحالة هو الذي سيظهر فيها. وبهذا فإن الآب يتمجد فينا من الآن، ومن هنا.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS